استثمارات سعودية تتخطى 2.5 مليار دولار في مشروعات جودة الحياة

تتمثل في إنشاء حدائق مائية ومدن ترفيهية عائلية

مشروعات السياحة وجودة الحياة لفرص استثمارات واسعة في السعودية (الشرق الأوسط)
مشروعات السياحة وجودة الحياة لفرص استثمارات واسعة في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

استثمارات سعودية تتخطى 2.5 مليار دولار في مشروعات جودة الحياة

مشروعات السياحة وجودة الحياة لفرص استثمارات واسعة في السعودية (الشرق الأوسط)
مشروعات السياحة وجودة الحياة لفرص استثمارات واسعة في السعودية (الشرق الأوسط)

أكدت وزارة الاستثمار السعودية أن المملكة أصبحت وجهة استثمارية جاذبة بالفرص الاستثنائية في مختلف القطاعات ضمن بيئة داعمة للأعمال، كاشفةً عن وجود فرص استثمارية كبرى في قطاع السياحة وجودة الحياة بمبالغ تتجاوز 2.5 مليار دولار.
ووفقاً لتقرير أخير صادر عن الوزارة - اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه -، فإن أبرز الفرص الاستثمارية تتركز أهمها في إنشاء المدن الترفيهية بمبلغ يصل إلى 1.9 مليار دولار، تتمثل في بناء وتشغيل 15 مدينة في 13 منطقة سعودية بهدف زيادة المراكز المتاحة في هذه المدن الكبرى وإنشاء مراكز في المدن الصغرى، مؤكدةً أنها تتماشى مع المبادرات الحكومية الأخيرة التي تهدف لتطوير السياحة والضيافة في المملكة، بما في ذلك إطلاق التأشيرات السياحية.
وقالت وزارة الاستثمار ضمن تقريرها إن المدن الترفيهية تعد من أكثر الوجهات المفضلة للسعوديين، ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق في القطاع الترفيهي إلى 58 مليار دولار بحلول عام 2030، كما يتوقع ارتفاع العائدات الناتجة عن زيارة المدن الترفيهية من 6 ملايين دولار في 2019 إلى 21 مليون دولار في 2030.
وأفصح التقرير عن وجود فرصة استثمارية بقيمة 720 مليون دولار وتتمثل في بناء وتشغيل 6 حدائق مائية في 5 مدن سعودية، وهو ما يتوافق مع رؤية المملكة التي تهدف لتحويل السعودية لوجهة ترفيهية عالمية من خلال زيادة عدد وجودة المشروعات السياحية المتاحة للمواطنين والوافدين والسياح، ومن المتوقع أن يحقق القطاع نمواً سريعاً وهائلاً ليصل إلى 9.6 مليار دولار في 2030، وذلك بمعدل نمو سنوي إجمالي قدره 18.3 في المائة. وبحسب التقرير، توجد فرصة استثمارية تتركز في بناء وتشغيل 41 مركزاً للترفيه العائلي في 11 مدينة كبرى ومتوسطة، إضافةً إلى 41 في 7 مدن صغيرة على مستوى المملكة، مشيراً إلى أن المستثمر يختار بين نماذج استثمارية متعددة، سواءً الملكية الخاصة الكاملة والشراكة بين القطاعين العام والخاص ونموذج التشغيل الخاص مع الملكية الحكومية، موضحاً (التقرير) أن هذه الفرصة تتيح الاستفادة من هذه السوق الواعدة التي تبلغ قيمتها عالمياً 21 مليار دولار في 2019، ومن المتوقع أن يحقق نمواً سنوياً إجمالياً بـ10.9 في المائة خلال الفترة من 2021 إلى 2026.
وتمكّنت السعودية من استقطاب عدد من الاستثمارات الجديدة خلال الربع الأول من العام الحالي، رغم تأثير جائحة فيروس «كورونا المستجد» على اقتصادات دول العالم والمملكة، وحققت البلاد زيادة سنوية بلغت 36.2 في المائة للربع الأول من 2021 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، حيث وصل إجمالي عدد التراخيص الاستثمارية التي تم إصدارها إلى 478 ترخيصاً.
وأوضحت الهيئة العامة للإحصاء السعودي، مؤخراً، أن الاقتصاد نما للمرة الأولى منذ جائحة فيروس كورونا في الربع الثاني بدعم من نمو 10.1 في المائة للقطاع غير النفطي، في وقت توقع فيه خبراء اقتصاديون توسعاً أسرع في النصف الثاني من العام مع استفادة القطاع النفطي من زيادة الإنتاج، مبينةً أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدل في ضوء العوامل الموسمية ارتفع 1.1 في المائة في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول، في حين حقَّق الناتج المحلي الحقيقي للأنشطة غير النفطية بالتعديلات الموسمية كذلك نمواً إيجابياً بلغت نسبته 1.3 في المائة خلال الربع نفسه.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.