«قسد» تضغط على ميليشيات طهران... وسقوط مسيّرة إسرائيلية جنوب سوريا

قائد «قسد» مظلوم عبدي في احتفال بشمال شرقي سوريا بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)
قائد «قسد» مظلوم عبدي في احتفال بشمال شرقي سوريا بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

«قسد» تضغط على ميليشيات طهران... وسقوط مسيّرة إسرائيلية جنوب سوريا

قائد «قسد» مظلوم عبدي في احتفال بشمال شرقي سوريا بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)
قائد «قسد» مظلوم عبدي في احتفال بشمال شرقي سوريا بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)

سقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة في الأراضي السورية بسبب «مشكلات فنية»، في وقت ضيقت فيه «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» على ميليشيات إيرانية شمال شرقي سوريا، وسط استمرار القصف مع فصائل مدعومة من تركيا.
وفقاً للجيش الإسرائيلي، فإنه لا يوجد قلق من تسرب معلومات بعد سقوط «الدرون»، وإن الحادث قيد التحقيق، حسبما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني مساء الأحد.
ولم يكشف الجيش الإٍسرائيلي عن طبيعة مهمة الطائرة المسيرة.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، استهدفت إسرائيل منذ بداية العام الحالي، الأراضي السورية 14 مرة ودمرت أكثر من 40 هدفاً، ما أسفر عن مقتل نحو 100 شخص، ضمن استهدافها مواقع إيرانية.
وقال «المرصد» أمس: «داهمت دوريات تابعة لـ(قسد)، معابر التهريب النفطية ببلدة الشحيل شرقي دير الزور، وصادرت عدداً من العبّارات النهرية التي تستخدم لتهريب المحروقات إلى مناطق النظام السوري في الطرف المقابل من نهر الفرات، وحرق بعضها الآخر».
يأتي ذلك في إطار ملاحقة مهربي النفط من مناطق «قسد» إلى مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية على الضفة الأخرى لنهر الفرات.
وفي منتصف الشهر الماضي، داهمت «قوات سوريا الديمقراطية» منطقة العبّارات المائية في بلدة الشحيل الواقعة على ضفة نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، واستهدفت عبارات نهرية في المنطقة، كما أحرقت أخرى كانت مركونة في بلدة الحويجة بالريف ذاته.
ورصد «المرصد»، دوريات تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» داهمت المعابر النهرية في قرية الرز بريف دير الزور الشرقي، حيث قام عناصر الدورية بسحب أنبوب يستخدم لتهريب النفط يصل إلى قرية الزباري على الضفة الثانية من نهر الفرات ضمن مناطق سيطرة النظام وعمدوا إلى حرقه.
وفي هذا السياق، أشار «المرصد» إلى «دورية مشتركة بين الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية، في ريف عين العرب (كوباني) الشرقي، تزامناً مع تحليق مروحيتين روسيتين، حيث انطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية، من قرية غريب وجابت قرى كربناف وكوسك وعليشار وجوم علي وكورتك وكوبك ساتان وتيري وتليجب وتل حاجب وقباجق صغير وبوزتبه وقره موغ وجيشان، وصولاً إلى مفرق قرية خرابيسان فوقاني».
وعادت الدورية بعدها إلى نقطة انطلاقها في قرية «غريب». وتعد هذه الدورية الـ67 بين الجانبين في المنطقة.
وكان «المرصد» رصد، في 9 أغسطس (آب) الحالي، تسيير دورية مشتركة روسية - تركية في ريف حلب الشرقي، برفقة مروحيات روسية حلقت في أجواء المنطقة، حيث انطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية، من قرية آشمة 20 كيلومتراً غرب عين العرب (كوباني) وجابت قرى جارقلي فوقاني، وجبنة، وبياضية، وصولاً إلى قرية زور مغار التي تعد آخر قرية غرب عين العرب (كوباني)، قبل أن تعود باتجاه الشرق، وتسلك الطريق التي تمر في قرى بياضية وجبنة ومشكو وبيندر وقراقوي تحتاني وقولا وسوسان، وصولاً إلى حاجز «الأسايش» قرب الإذاعة غرب مدينة عين العرب (كوباني).
وتوقف القصف على ريف تل تمر في محافظة الحسكة، فجر أمس، بعد أن شهدت الساعات الماضية قصفاً متبادلاً بين القواعد التركية والفصائل الموالية لها من طرف، و«قسد» من طرف آخر، حيث سقطت قذائف على قرية عصفورية البعيدة عن خط المواجهات جنوب تل تمر، والدردارة، وتزامناً مع القصف جرت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين «قسد» من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، شمال غرب تل تمر، وسط معلومات عن محاولة تقدم في الدردارة.
ولا تزال حركة النزوح من قرى تل تمر مستمرة، وأصبحت معظم القرى خالية من سكانها.
وكان «المرصد» وثق مقتل عنصر من الفصائل الموالية لتركيا من أبناء إدلب، قنصاً برصاص عناصر «قسد» على محاور «نبع السلام».
على صعيد متصل، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون قرية الدردارة والطريق التي تربط بلدة تل تمر مع القامشلي.
يأتي ذلك بعد استقدام الفصائل الموالية لتركيا عشرات المقاتلين إلى مدينة رأس العين وتوزيع بعضهم على محاور القتال في «نبع السلام».
وكانت القوات التركية قد قصفت بالمدفعية الثقيلة ريف تل تمر، في 14 من الشهر الحالي، حيث سقطت قذائف مدفعية في قرى الدردارة وقبور قراجنة والمسلطة، تزامناً مع إطلاق قنابل مضيئة فوق محاور القتال.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.