مقتل 3 مقاتلين إيزيديين في قصف تركي بسنجار

بينهم قيادي في «الحشد الشعبي»

TT

مقتل 3 مقاتلين إيزيديين في قصف تركي بسنجار

قتل قيادي إيزيدي في «الحشد الشعبي العراقي»، أمس الاثنين، في قصف جوي تركي استهدف سيارة مدنية وسط مدينة سنجار، المعقل الرئيسي لتلك الأقلية في محافظة نينوى شمال البلاد، حسبما أفاد مصدر أمني، مضيفاً أن مقاتلين كانا برفقته فارقا الحياة أيضاً.
وأوضح المسؤول أن «القيادي في الفوج ثمانين التابع للحشد الشعبي العراقي حسن سعيد، قتل مع اثنين من مرافقيه إثر قصف جوي استهدف سيارته وسط سنجار».
ويعمل «الفوج 80» ضمن قوات «الحشد الشعبي»، ويتبع للحكومة العراقية، وكان يعرف بالسابق باسم «وحدات حماية سنجار» التي تأسست بدعم «حزب العمال الكردستاني» في عام 2014 للدفاع عن المدينة، بعدما سقطت بيد تنظيم «داعش». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر أن «مقاتلين آخرين أصيبوا بجروح إثر الاستهداف الذي وقع منتصف ظهر اليوم (الاثنين)».
ويقطن الإيزيديون وهم أقلية ناطقة بالكردية في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية باطنية. وهم تعرضوا منذ قرون للاضطهاد على أيدي متطرفين يتهمون أتباع هذه الديانة بأنهم من «عبدة الشيطان». وعندما سيطر تنظيم «داعش» على الموصل اجتاح مقاتلوه منطقة جبل سنجار، فقتلوا الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 3 من الجنود في انفجار وقع في شمال العراق ومقتل 3 من عناصر «حزب العمال الكردستاني» في غارة جوية بالمنطقة. ونفذت مقاتلات تركية قصفاً جوياً استهدف مزارع وبساتين عند أطراف محافظة دهوك، تسبب في اندلاع حرائق خلفت أضراراً كبيرة. وقالت الوزارة، في بيان، إن الغارة الجوية جاءت بالتنسيق مع المخابرات التركية، مشيرة إلى أن الغارة استهدفت عناصر «العمال الكردستاني»، بعد رصدهم في منطقة حفتانين. وأضاف البيان أن القوات التركية تواصل العمليات العسكرية ضد «العمال الكردستاني» في شمال العراق بعزيمة وإصرار كبيرين.
وتعرض معسكر «زليكان» عند أطراف نينوى، الذي تتخذه القوات التركي مقراً لجنودها منذ 7 سنوات، الأسبوع الماضي، لقصف بخمسة صواريخ، وعشية استهداف المعسكر، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل أحد جنودها بتبادل إطلاق نار مع عناصر «حزب العمال الكردستاني».
وتصعد القوات التركية عملياتها العسكرية في شمال العراق، بذريعة ملاحقة مسلحي «العمال الكردستاني»، رغم رفض الحكومة العراقية للوجود العسكري التركي في شمال البلاد.
وتشن القوات التركية بانتظام عمليات ضد القواعد الخلفية لـ«حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، وتستخدم خصوصاً في هجماتها ضد التنظيم، الطائرات المسيرة التي تصل أيضاً إلى منطقة سنجار ما حال دون عودة آلاف النازحين الإيزيديين الذين تهجروا نتيجة ممارسات تنظيم «داعش» بين 2014 و2017، إلى منازلهم. وقتلت القوات التركية العام الماضي القيادي بـ«قوات حماية سنجار» مام زكي، بقصف جوي كذلك.
وتحتج بغداد باستمرار على القصف التركي، لكن أنقرة تؤكد أنها «ستتولى أمر» حزب العمال الكردستاني في هذه المناطق، في حال «لم تكن بغداد قادرة على ذلك».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.