إسرائيل تعترض أول صاروخ يطلق من غزة منذ مايو الماضي

مبانٍ بقطاع غزة في الخلفية كما تظهر من مدينة سديروت الإسرائيلية (رويترز)
مبانٍ بقطاع غزة في الخلفية كما تظهر من مدينة سديروت الإسرائيلية (رويترز)
TT

إسرائيل تعترض أول صاروخ يطلق من غزة منذ مايو الماضي

مبانٍ بقطاع غزة في الخلفية كما تظهر من مدينة سديروت الإسرائيلية (رويترز)
مبانٍ بقطاع غزة في الخلفية كما تظهر من مدينة سديروت الإسرائيلية (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، أن نشطاء في قطاع غزة أطلقوا صاروخاً من قطاع غزة تجاه إسرائيل هو الأول منذ وقف إطلاق النار الهش في مايو (أيار) الماضي الذي أنهى حرباً خاطفة بين إسرائيل وحركة «حماس».
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «نظام (القبة الحديدية) الدفاعي اعترض الصاروخ بعد ظهر اليوم».
وانطلقت صفارات الإنذار في بلدة سديروت جنوب البلاد وفي مناطق أخرى بالقرب من قطاع غزة.
وأكدت متحدثة عسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية: «يعد هذا أول إطلاق صاروخي» منذ دخول التهدئة حيز التنفيذ في 21 مايو الماضي بعد مواجهة دامية استمرت 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي مشدد منذ نحو 15 عاماً.
وأدت تلك المواجهات إلى مقتل 260 فلسطينياً؛ بينهم بعض المقاتلين، وفق سلطات غزة. وفي إسرائيل، قتل 13 شخصاً؛ بينهم جندي، بمقذوفات أطلقت من غزة، بحسب الشرطة والجيش.
ووقعت حوادث متفرقة منذ وقف إطلاق النار؛ بما فيها عمليات إطلاق بالونات مشتعلة، ونفّذت إسرائيل ضربات جوية ضد أهداف تابعة لـ«حماس» في غزة قالت إنها «رد على الإطلاق المتواصل للبالونات الحارقة».
وأعلنت إسرائيل الجمعة أنها ستسمح بدءاً من الأحد بدخول التجار من غزة إلى أراضيها، وباستئناف جزئي للأنشطة التجارية وزيادة حجم الاستيراد المسموح به، عازية قرارها إلى تحسّن الأوضاع الأمنية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.