الدوري السعودي يسحب البساط من تحت أقدام التنين الصيني

صفقات الصيف رفعت قيمته السوقية إلى 368 مليون يورو

الدوري السعودي بات وجهة جديدة لنجوم كرة القدم العالمية (الشرق الأوسط)
الدوري السعودي بات وجهة جديدة لنجوم كرة القدم العالمية (الشرق الأوسط)
TT

الدوري السعودي يسحب البساط من تحت أقدام التنين الصيني

الدوري السعودي بات وجهة جديدة لنجوم كرة القدم العالمية (الشرق الأوسط)
الدوري السعودي بات وجهة جديدة لنجوم كرة القدم العالمية (الشرق الأوسط)

بعد أن كانت الصين وجهة لنجوم عالميين من أوروبا وأميركا اللاتينية تحديداً، تغيرت بوصلة الرحلة إلى وجهة جديدة وهي السعودية، والتي باتت مكاناً مفضلاً لكثير من اللاعبين ذوي الصيت العالي والسيرة الكروية المميزة.
وعاشت الأندية السعودية هذا العام صيفاً عد الأبرز في تاريخ سوق انتقالات اللاعبين بدوري المحترفين السعودي بالإضافة لصيف عام 2018 الذي أعقب مونديال روسيا.
وأفردت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية تقريراً مفصلاً بهذا الشأن ذكرت فيه أن الدوري السعودي يهدف إلى استبدال الصين كأكبر منافسة في الدوريات الآسيوية.
وارتفعت القيمة السوقية لدوري المحترفين السعودي في صيف 2021، لتصل إلى 368.25 مليون يورو بحسب موقع «ترانسفير ماركت» العالمي، ويصل إلى القيمة الأعلى في تاريخه على الإطلاق خلال العام الجاري، بارتفاع وصل إلى 23.6 في المائة مقارنة بالموسم الماضي، حيث كانت قيمة الدوري 298 مليون يورو في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
وتعتبر القيمة المالية للدوري في موسم 2021 - 2022 هي الأعلى في تاريخ المسابقات السعودية، قياساً بموسم 2018 - 2019 على سبيل المثال كأعلى رقم سابق، التي بلغت خلاله قيمة الدوري 313.8 مليون يورو، أما في صيف 2018 فكانت القيمة السوقية للدوري بالكامل نحو 257 مليون يورو.
وذكرت الوكالة أنه حينما دفع نادي شنغهاي الصيني ما يقارب 100 مليون دولار للتعاقد مع البرازيلي أوسكار قادماً من تشيلسي في 2016 أعرب أنطونيو كونتي مدرب النادي اللندني عن قلقه بشأن صعود الدوري الصيني، والآن أوسكار هو أحد الأسماء الكبيرة القليلة المتبقية في الدوري الصيني حيث تفوقت السعودية باستقطاب اللاعبين.
وأشار التقرير إلى أن الهلال تغلب على أندية أوروبية في وقت سابق من الشهر الجاري لضم صانع الألعاب البرازيلي ماثيوس بيريرا من وست بروميتش الإنجليزي.
وأوضح التقرير أن مذيع كرة القدم الإنجليزية نويل ويلان لم يكن مندهشاً حيث أخبر موقع «فوتبول إنسايدر كرة القدم: من ناحية كرة القدم أن تخرج نفسك من دائرة الأضواء لكنك تكسب مالياً، أنت بالتأكيد لا تعرض نفسك كما تفعل في أوروباً، وذلك في ردة فعله على أخبار انتقال اللاعبين نحو القارة الآسيوية.
وكان رد فعل وسائل التواصل الاجتماعي مشابهاً لما حدث عندما كان اللاعبون يغادرون أوروبا متجهين إلى الصين قبل خمس سنوات، رغم أن المبالغ التي دفعتها الأندية السعودية لم تتطابق مع الذروة التي حققتها شنغهاي وبكين وغوانغزو، إذ كانت الصين هي أعلى دوري إنفاق في العالم من خلال سوق الانتقالات الشتوية 2017 حيث صرفت نحو 457 مليون دولار بحسب الوكالة.
وبحسب ما أوضحه التقرير فإن هناك عدداً من اللوائح الحكومية الأكثر صرامة وما تسمى «ضريبة التحويل» بالإضافة للقيود الوبائية على اللاعبين البرازيليين بعد فيروس (كوفيد - 19) غيرت المشهد في الصين حيث توجه باولينيو لاعب برشلونة السابق ومواطنه تاليسكا إلى السعودية.
وأوضح تاليسكا بعد انضمامه للنصر: كان شرفاً أن ألعب لفريق كبير مثل غوانزو في الصين، لكني اليوم سعيد هناً في السعودية، الكثير من اللاعبين الرائعين يأتون إلى هنا، الدوري لديه الكثير من الإمكانيات للنمو.
ولطالما كانت لدى السعودية طموحات لتصبح الدوري الرائد في آسيا، ففي صيف 2018 كان تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة حينها يؤكد أن الهدف أن يصبح الدوري السعودي أحد أفضل الدوريات في العالم بحلول 2020.
وأشارت الوكالة إلى أنه رغم تأثيرات الوباء العالمي على الأهداف، لكن السعودية لديها بعض المزايا التي تتفوق بها على الصين من حيث جذب اللاعبين.
وأوضح سيمون تادويك أستاذ الرياضة الأوروبية الآسيوية في كلية إمليون لإدارة الأعمال: أصبحت كرة القدم السعودية أكثر رسوخاً على مستوى الأندية والمستوى الدولي أيضاً، هناك شغف شديد لهذه الرياضة ما يجعلها وجهة مشروعة للاعبين من جميع أنحاء العالم، حيث شارك السعودية في المونديال خمس مرات ولديها ثلاثة ألقاب آسيوية مقارنة برحلة وحيدة للصين إلى المونديال.
وسيعوض البرازيلي بيريرا، النجم الإيطالي جيوفينكو في الهلال الفريق الذي يملك ثلاث بطولات آسيوية بالإضافة لاستمرار الفرنسي غوميز هداف الموسم الماضي والبيروفي كاريلو والقادم من بورتو موسى ماريغا.
ووقع النصر منافس الهلال وغريمه التقليدي مع الأرجنتيني بيتي مارتينيز في 2020 مقابل 18 مليون دولار، وقبل انطلاقة الموسم الجديد تعاقد مع الكاميروني الدوري فنسنت أبو بكر والأرجنتيني فونيس موري من فيا ريال الإسباني.
وأضاف التقرير أنه وخلال السنوات الأخيرة توجه بعض من أفضل اللاعبين في العالم نحو الصين وكان هناك نمط مشابه مع المدربين بمن فيهم الفائزان بكأس العالم ليبي وسكولاري وكابيلو وفيليكس ماجاث وإريكسون وبليغريني.
ويعمل في السعودية البرتغالي ليوناردو جارديم الذي قاد موناكو للقب الفرنسي، بالإضافة للبرازيلي مانو مينيز الذي تولى قيادة منتخب السامبا في فترة سابقة.
وأشار التقرير إلى أنه رغم ذلك، ما زالت هناك مشاكل يجب حلها مع اعتماد بعض الأندية على المانحين الأثرياء ودعم الدولة، حيث أشارت الوكالة إلى أنه في 2018 دعم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأندية بسداد 340 مليون دولار لتغطية الديون المستحقة على الأندية وفقاً لـ«تادويك».
وأوضح تادويك أستاذ الرياضة الأوروبية الآسيوية: الاختبار الحقيقي هو الاستدامة على المدى الطويل، مضيفاً: كانت هناك عدة عمليات إنقاذ حكومية، لكن هناك رغبة في السعودية لإجبار الأندية على أن تصبح أكثر انضباطاً مالياً وتوجهاً تجارياً.
وتعمل السعودية على زيادة نفوذها خارج الملعب أيضاً بحسب الوكالة الأميركية من خلال تطوير روابط وثيقة مع قيادة الفيفا، حيث كانت هناك تكهنات حول تقديم عرض محتمل لكأس العالم 2030، كما تصدر الاتحاد السعودي عناوين الصحف مؤخراً عندما دعا إلى دراسة استضافة كأس العالم كل عامين.


مقالات ذات صلة

مدرب الشباب عن إصابة حمد الله: اسألوا الطبيب!

رياضة سعودية بيريرا ومساعده خلال مباراة الشباب أمام الأخدود (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الشباب عن إصابة حمد الله: اسألوا الطبيب!

عَدَّ البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب الشباب، أن الخروج من أمام الأخدود بنقطة يُعدّ نتيجة جيدة قياساً بظروف الفريق.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية بيولي مدرب فريق النصر (تصوير: نايف العتيبي)

بيولي: خسر النصر بسبب «أخطائه»

قال الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب فريق النصر إن الخسارة أمام القادسية كانت بسبب أخطاء مرتكبة من جانب فريقه، مشيراً إلى أن غياب تاليسكا عن المباراة مؤثر.

فارس الفزي (الرياض ) نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية ميشيل غونزاليس مدرب فريق القادسية (تصوير: نايف العتيبي)

غونزاليس: هزمت أفضل مدرب في الدوري السعودي

قال غونزاليس مدرب فريق القادسية إن لاعبي فريقه جعلوه من أسعد المدربين بالعالم بعد تحقيق الفوز أمام النصر، وأن فريقه واجه فريق بيولي أفضل مدرب في الدوري السعودي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو قائد النصر محبط عقب الخسارة (رويترز)

الدوري السعودي: لدغة أوباميانغ تحبط فرحة رونالدو

ألحق القادسية الخسارة الأولى بفريق النصر في الدوري السعودي للمحترفين، بعدما كسب اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة الحادية عشرة بنتيجة 2/1.

نواف العقيل (الرياض )
رياضة سعودية من مباراة الأخدود والشباب (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الأخدود يوقف انتصارات الشباب

أوقف الأخدود انطلاقة الشباب بالدوري السعودي للمحترفين، بالتعادل بهدف لمثله في اللقاء الذي جمع بينهما ضمن الجولة الـ11 من البطولة.

علي الكليب (نجران)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.