نبيل سليمان يقدم رؤيته النقدية للمشهد الروائي العربي

نبيل سليمان يقدم رؤيته النقدية للمشهد الروائي العربي
TT

نبيل سليمان يقدم رؤيته النقدية للمشهد الروائي العربي

نبيل سليمان يقدم رؤيته النقدية للمشهد الروائي العربي

صدر للروائي الناقد السوري نبيل سليمان كتاب نقدي جديد بعنوان «المخاتلة السردية»، عن الدائرة الثقافية في الشارقة، في نحو 300 صفحة من القطع المتوسط. وقد تناولت الدراسة عشرات الروايات العربية ضمن محاور وفصول الكتاب الذي يتأسس على رؤية نقدية دقيقة للمشهد الروائي العربي.
وقد جاء في مقدمة الكتاب في معنى ودلالات المراوغة اللغوية والجمالية والدلالية:
راوغني القول بـ«المخاتلة السردية» وراوغته في أمس غير بعيد، واستخدمته لمرة واحدة فيما كتبت عن روايات سلطان العميمي ورواية لولوة المنصوري، ولم يغب عني ما يحفّ بكلمة «المخاتلة» من السلب، بما أن أبرز معانيها هو «الخداع». لكن «الخداع» أو «المخاتلة» من المفردات التي تملصت من أسر المعنى الواحد - الحد الواحد. ويحضرني هنا ما يوصف به «عشّ الزوجية»، فيقال: هو «المخدع الزوجي»، بما يضمر من المعنى السلبي (أي الخديعة)، رغم أن المخدع معجمياً هو أيضاً حجرة النوم، مكان النوم، بلا أي معنى سلبي أو إيجابي. والمخدع هو أيضاً الخزانة، والاسم الرائج لمخدع الهاتف هو كشك الهاتف أو كابينة الهاتف.
وعندما أخذت أبحث عن عنوان لهذا الكتاب، أبرقت لي «المخاتلة السردية»، فحاولت تأثيله معجمياً. ومثل هذا التأثيل بات خصوصية لصياغة المصطلحات بالعربية، بينما تجاوزته اللغات الكبرى في العالم. لكن الزمن يفعل فعله، فالمصطلحات بلغاتها الأم بدأت تفرض نفسها عربياً في التداول والاصطلاح والمعجمية، كما أن سطوة التأثيل المعجمي تتراجع، ولا تعدم من وما ينقصها.
بالنسبة لي، تأملت ملياً متلذذاً قول المعجمية (خَتَله يَخْتُله ويخْتِله خَتْلاً وختلاناً)، والأهم: خاتله: خدعه عن غفلة، والتخاتل: التخادع، والمخاتلة: المراوغة والمخادعة، وهي كذلك مشي الصياد قليلاً قليلاً في خفية لئلا يسمع الصيد حسه. ثم -وهنا بيت القصيد- جُعِلت المخاتلة مثلاً لكل شيء وُرّي بغيره وسُتِر على صاحبه. ومما يضيء هذا أيضاً أن يُقال للرجل إذا تسمّع لسرّ قومٍ قد (اختتل). هكذا غدا السؤال: لماذا لا نقشّر «المخاتلة» من السلب فيها، أو في مرادفتها للخديعة، ونأخذ بتتمة القول التي تخاطب الأدب والفن، من حيث سرانية النص ومن حيث التورية؟
وعن الكتاب الذين استخدموا مصطلح المغامرة ضمن عنوانات أعمالهم النقدية أو الفكرية، يقول في المقدمة ذاتها:
تعزيزاً للجواب بالإيجاب، ناديت القول بـ«المغامرة» في عَنْونة الكتب، وحسبي أن أضرب مثلاً بأقل القليل من الروايات والكتب النقدية والفكرية: المغامرة الروائية (جورج سالم) - المغامرة المعقدة (محمد كامل الخطيب) - مغامرة العقل الأولى: (فراس السياح) - المغامرة الأولى (هرمان هيسه) - المغامرة الأخيرة (حنا مينه)... إلخ.
والمغامرة معجمياً هي مفاجأة، مجازفة، تجربة مثيرة... وفلان غامر: رمى نفسه في الشدائد، وتعرض للخطر و... وقد استبطنتْ أو نقضت عنواناتُ الكتب واحداً أو أكثر من هذه المعاني، فخرجت من الإهاب المعجمي، مثلما خرجت وتخرج «المخاتلة» وسواها.
ويمكن عتد هذا الكتاب واحداً من أهم الكتب النقدية الصادرة مؤخراً، ليس من ضمن سلسلة دراسات المؤلف وحده، وإنما ضمن إطار ما صدر نقدياً حتى الآن، لا سيما أن الناقد لا يقدم مجرد قراءات نقدية في أعمال ما كثيرة بحسب مسرد المراجع والمصادر التي اعتمدها، وإنما -كذلك- من خلال إضاءة المصطلح المتناول في إطار رؤيته النقدية.



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.