عريقات: اجتماع قريب للمنظمة لتنفيذ قرار وقف التنسيق.. ولا سلام من دون القدس

عباس أبلغ كيري أنه لا معنى لمحاربة التطرف من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

عريقات: اجتماع قريب للمنظمة لتنفيذ قرار وقف التنسيق.. ولا سلام من دون القدس
TT

عريقات: اجتماع قريب للمنظمة لتنفيذ قرار وقف التنسيق.. ولا سلام من دون القدس

عريقات: اجتماع قريب للمنظمة لتنفيذ قرار وقف التنسيق.. ولا سلام من دون القدس

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن اللجنة التنفيذية ستعقد اجتماعا لاحقا لتنفيذ قرار المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وإعادة النظر في العلاقة السياسية والاقتصادية أيضا، لكن من دون أن يحدد موعد الاجتماع.
وأضاف عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية أن «قرار المجلس المركزي الفلسطيني واضح ولا يحتاج إلى تفسير، حيث قرر وقف التنسيق الأمني وإعادة النظر في العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل، وهو ملزم».
وتابع: «لا يمكن الاستمرار في العلاقة باتجاه واحد، إسرائيل تقرصن أموال الضرائب، وتنتهك كل الاتفاقيات بما فيها الأمنية».
وكان «المركزي» الفلسطيني، أقر خلال جلسته الختامية للدورة السابعة والعشرين التي عقدت في رام الله في الخامس من الشهر الحالي، وقف التنسيق الأمني مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي بأشكاله كافة، في ضوء عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. وحمل سلطة الاحتلال مسؤولياتها كافة تجاه الشعب الفلسطيني في دولة فلسطين المحتلة، كسلطة احتلال، وفقا للقانون الدولي. لكن القرار لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
ويشمل التنسيق الأمني تبادل المعلومات بين الأمن الفلسطيني والإسرائيلي من أجل إحباط عمليات متوقعة.
ويوجد خطوط تنسيق أخرى بالغة الأهمية للفلسطينيين، بينها التنسيق المدني الذي يشمل إصدار تصاريح، وتسهيل سفر، وعودة ولمّ شمل، وتحويلات طبية لفلسطينيين إلى مستشفيات إسرائيلية.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«لشرق الأوسط»، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يفضل الانتظار بشأن قرار وقف التنسيق الأمني إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية التي تجري غدا (الثلاثاء).
وقال عريقات إن كل إسرائيلي يدرك أنه لن تكون هناك عملية سلام من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم.
وأضاف معقبا على تصريحات المتنافسين الإسرائيليين، حول بقاء القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل تحت أي ظرف: «إنهم يعرفون أنه لن تكون هناك عملية سلام من دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين».
وذكر المسؤول الفلسطيني أنه تم التأكيد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال الاجتماع الرباعي الذي عقد في شرم الشيخ قبل يومين، أنه لا معنى لمحاربة التطرف في المنطقة، من دون أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي، ومن دون أن تقام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار عريقات إلى أن الوزير كيري، قال، خلال الاجتماع، إن الولايات المتحدة والرئيس أوباما ملتزمان بمبدأ الدولتين وبعملية السلام. وأكد كيري أن أي حكومة إسرائيلية مقبلة ستكون جزءا من عملية السلام.
وتأتي الانتخابات الإسرائيلية والقرارات الفلسطينية، في وقت وصلت فيه العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى مرحلة التوتر الشديد، بعد تجميد إسرائيل عائدات الفلسطينيين المالية من الضرائب ردا على قرار الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، وقرارات الفلسطينيين وقف التنسيق وإعادة تقييم العلاقة.
واتخذت إسرائيل جملة من الإجراءات من أجل تخفيف التوتر وعدم تصاعده إلى حد اندلاع موجة عنف في الضفة الغربية.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه في ضوء التطورات السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتسارع الخطوات الفلسطينية من أجل «تدويل» الصراع، بادرت إسرائيل إلى تسهيلات تتعلق بدخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إليها.
وأعلن مسؤول التنسيق والارتباط الإسرائيلي، اللواء يوآف مردخاي، أنه تقرر إعفاء الفلسطينيين الرجال فوق سن 55 والنساء فوق 50 من الحصول على تصاريح، ويمكنهم الدخول من الآن إلى إسرائيل، إضافة إلى أن المتزوجين فوق سن 22 سيحصلون على تصاريح عمل في إسرائيل.
وفسّر مردخاي هذه الخطوات بالحاجة إلى تحسين مستوى المعيشة لدى السكان الفلسطينيين، ومساعدة اقتصاد الضفة الغربية.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الجهات الأمنية تعتقد أن ذلك يمثل طريقا لتحييد التوتر بين الطرفين والتقليل من احتمال نشوب أحداث عنف.
كما أعلن مردخاي أن إسرائيل سمحت بدخول 88 ألف طن من مواد البناء إلى قطاع غزة لتسليمها لأيدي 57 ألف مواطن. بالإضافة إلى ذلك، تمت زيادة تدفق المياه إلى القطاع بمعدل 5 ملايين كوب، وللمرة الأولى منذ 7 سنوات، يسمح بخروج الصادرات الزراعية إلى إسرائيل.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.