الجيش الإسرائيلي يرعب قاصرًا ويسبب له صدمة نفسية قاسية

أخرجوا حمزة أبو هاشم من المعتقل وجربوا عليه الكلاب البوليسية ثم أعادوه

لقطة من فيديو بثه تلفزيون الأقصى يظهر كلبا يهاجم حمزة
لقطة من فيديو بثه تلفزيون الأقصى يظهر كلبا يهاجم حمزة
TT

الجيش الإسرائيلي يرعب قاصرًا ويسبب له صدمة نفسية قاسية

لقطة من فيديو بثه تلفزيون الأقصى يظهر كلبا يهاجم حمزة
لقطة من فيديو بثه تلفزيون الأقصى يظهر كلبا يهاجم حمزة

كشف النقاب عن أن الفتى الفلسطيني حمزة أبو هاشم، الذي اشتهر بعد نشر صور له على شبكات التواصل الاجتماعية، ظهر فيها خلال تعرضه لهجوم كلب بوليسي تابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، كان معتقلا. وقد أخرجته قوات الاحتلال الإسرائيلي من المعتقل لتجرب عليه وقع تهويش الكلاب، قبل أن تعيده إلى المعتقل في حالة نفسية مرضية قاسية. ولا يزال هاشم في المعتقل حتى كتابة هذه السطور.
ينتمي حمزة إلى عائلة فلسطينية معدمة من قرية بيت أمر في قضاء الخليل. في مطلع الأسبوع الماضي، تباهى أحد جنود الاحتلال بنشر شريط فيديو كان قد صوره خلال التدريبات العسكرية الإسرائيلية لمجابهة «خطر اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة». ويبدو فيه الفتى وكأن الجيش شاهده وهو يقذف الحجارة، فهوش جنوده الكلاب عليه، وهكذا تم اعتقاله. ويسمع في الشريط صوت أحدهم وهو يحث الكلب على عض الطفل، في حين كان الطفل يتلوى ويصيح من الوجع والخوف.
وبعد انتشار الشريط بشكل واسع على الشبكات الاجتماعية أصدر قائد الأركان غادي آيزنقوط أمرا عسكريا بوقف استخدام الكلاب، معتبرا سلوك الجنود غير أخلاقي، وأعلن أنه فتح تحقيقا في الموضوع، لكن ما اتضح لاحقا هو أن الطفل الضحية، حمزة، كان معتقلا منذ ثلاثة أشهر، ولا يزال في سجن عوفر ينتظر انتهاء الإجراءات القضائية ضده ومحاكمته بتهمة رشق الحجارة. وتبين أيضا أن شقيقه محمد البالغ من العمر 19 عاما معتقل بدوره منذ أسابيع. ولا تعرف أسرته شيئا عن مصير ولديها، ومتى تنتهي الإجراءات ضد حمزة. ومنذ إصابة ابنهم بسبب عضه من قبل الكلب لم يسمح لهم بزيارته ولو لمرة واحدة، ولا حتى عندما نقل لتلقي العلاج. وكان والده يعتقد بعد زيارته لمعسكر عوفر أن ابنه حكم بالسجن لـ10 أشهر ودفع غرامة بقيمة 6 آلاف شيقل، لكن الأمر كان غير ذلك. ويثبت هذا حالة العجز التي تعيشها العائلة التي لم تنجح حتى في معرفة المحامي الذي يمثل ابنها.
وذكرت مصادر حقوقية أن الطفل يعاني من صدمة نفسية نتيجة تنكيل الجنود به وهجوم الكلب عليه. وقد عقبت صحيفة «هآرتس» على هذه المعطيات الجديدة، في مقال افتتاحي، جاء فيه: «يجب أن تتوفر كمية هائلة من الوحشية فقط كي يتم التعامل مع هذا الموضوع بما يستحق من اعتبار. لقد تم تقديم الطفل حمزة أبو هاشم إلى القضاء بتهمة خفيفة نسبيا (قذف الحجارة)، وبعد الحادث الذي مر به، كان يتوقع من سلطات الجيش وسلطات القضاء العسكري إظهار ذرة من الإنسانية وإطلاق سراحه. لقد عوقب أبو هاشم بما يكفي على رشق الحجارة، إنه قاصر لا حاجة إلى مواصلة اعتقاله. وعلى وزير الدفاع ورئيس الأركان العمل فورا على إطلاق سراحه. اعتقال القاصرين من قبل الجيش يحدث طوال الوقت وبشكل واسع. في يناير (كانون الثاني) الماضي كان يوجد في معسكرات الاعتقال 163 معتقلا وأسيرا قاصرا. هذه الظاهرة تجر انتقادات وأعمال شجب في البلاد والخارج. وهذا الانتقاد يتضاءل أمام ما يرتكبه الجيش الآن بحق هذا الطفل».
وكانت حركة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان قد بثت شريطا عبر «القناة الثانية» للتلفزيون الإسرائيلي توثق فيه اقتحام بيت فلسطيني في مدينة الخليل، بهدف اعتقال طفل في التاسعة من العمر. وقد أظهر الشريط حجم الرعب الذي انتاب الطفل ووالدته أثناء اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي البيت في الثالثة فجرا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.