رافاييل فاران... نجم هادئ في عالم كروي مليء بالضوضاء

المدافع المنضم حديثاً إلى مانشستر يونايتد لا يحظى بدعم إعلامي ولم يحصل على التقدير الذي يستحقه

فاران (يمين) وريال مدريد وكأس دوري ابطال اوروبا 2017 (غيتي)
فاران (يمين) وريال مدريد وكأس دوري ابطال اوروبا 2017 (غيتي)
TT

رافاييل فاران... نجم هادئ في عالم كروي مليء بالضوضاء

فاران (يمين) وريال مدريد وكأس دوري ابطال اوروبا 2017 (غيتي)
فاران (يمين) وريال مدريد وكأس دوري ابطال اوروبا 2017 (غيتي)

يرى البعض أن المدافع الفرنسي رافاييل فاران لم يفعل الكثير منذ انضمامه لريال مدريد قبل عشر سنوات! ويبدو أنهم لا يعرفون أنه فاز بكأس ملك إسبانيا، وثلاثة ألقاب للدوري الإسباني الممتاز، وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، ناهيك عن الفوز بكأس العالم مع منتخب فرنسا، والمشاركة في 360 مباراة مع أكبر نادٍ في كرة القدم على الإطلاق، و79 مباراة أخرى بقميص المنتخب الفرنسي!
مسيرته مع المنتخب الفرنسي الأول بدأت عام 2013 وشارك في كأس العالم عام 2014 وأمم أوروبا عام 2016، حيث حل المنتخب وصيفاً، فيما حقق اللقب المونديالي الأغلى في كأس العالم في روسيا 2018 في أبريل (نيسان) 2013 وضعته جريدة «الماركا» ضمن أفضل 11 لاعبا أجنبيا عبر تاريخ ريال مدريد.
في موسم 2014 - 2015، مدّد فاران عقده مع ريال مدريد حتى عام 2020، ونجح في حجز مكانٍ أساسي له في الفريق مع قدوم زين الدين زيدان كمدربٍ للفريق الملكي في بداية عام 2016.
وفي أول مرة يشارك فيها في مباراة الكلاسيكو بين العملاقين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة - في نصف نهائي كأس الملك على ملعب «كامب نو» - أنقذ فاران فرصة محققة من على خط المرمى، وقضى على خطورة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بدرجة كبيرة، وسجل هدفا بضربة رأس رائعة. وفي مباراة العودة، سجل فاران مرة أخرى ليقود ريال مدريد للوصول إلى المباراة النهائية. لقد فعل فاران كل ذلك رغم أنه كان لا يزال في التاسعة عشرة من عمره.
والآن، يبلغ فاران من العمر 28 عاماً، وقد حصل على 18 بطولة. لقد حظيت قصة رحيل فاران عن النادي الملكي بمتابعة كبيرة على مدار عدة أشهر. لقد لمح المدافع الفرنسي لأول مرة بإمكانية رحيله قبل أكثر من عام، ثم سارت الأمور بهدوء نسبي حتى رحل عن مدريد في نهاية المطاف. وربما كان الجزء الأكثر لفتاً للانتباه في انتقاله إلى مانشستر يونايتد هو أنه لم يكن هناك سوى القليل من الندم أو الحزن في ريال مدريد على رحيله، فلم نر وداعا مؤثرا لهذا المدافع الصلب الذي قدم الكثير للنادي الإسباني على مدار سنوات طويلة.
وفي فبراير (شباط) الماضي، توقفت مفاوضات تجديد التعاقد بين فاران وريال مدريد نهائيا، حيث شعر النادي بأن وكلاء فاران يبالغون في طلباتهم المالية أو أن اللاعب لم يكن يرغب في البقاء من الأساس. وبالتالي، كان من الصعب إيجاد طريقة للعودة، وبات يُنظر إلى بيع اللاعب على أنه حل سهل بالنسبة للنادي الذي يتعين عليه تقليص نفقاته. وعلاوة على ذلك، رأى ريال مدريد أنه من الجيد للغاية بيع اللاعب مقابل 50 مليون يورو، خاصة أن عقد اللاعب لم يتبق منه سوى عام واحد.
وفي الحقيقة، كان الموسم الماضي سيئا بالنسبة لفاران، كما أن تألق إدير ميليتاو في مركز قلب الدفاع جعل ريال مدريد يعتقد أن لديه بديلا جاهزا. وحتى بعد رحيل سيرخيو راموس، اعتقد كثيرون أنه سيكون من الصعب للغاية التفريط في خدمات فاران، لكن ذلك لم يحدث وتخلى النادي الملكي عن المدافعين اللذين كونا شراكة قوية للغاية في خط دفاع الفريق خلال السنوات الماضية.
وهناك نقطة أخرى تتعلق الآن بنادي مانشستر يونايتد الذي انتقل إليه اللاعب، وهي أنه إذا كان هناك القليل من الضجيج حول اللاعب فإن ذلك يعود بصورة جزئية إلى أن فاران من نوعية اللاعبين الذين يعملون دائما في صمت ولا يفضلون جذب الأنظار إليهم، وهو أمر جيد للغاية، حتى لو كان ذلك يقلل من أهمية اللاعب في نظر البعض في بعض الأحيان.
لقد ذكر فاران ذات مرة أنه لم يكن لاعبا بارزا وهو صغير في السن، وأضاف «هناك أطفال تراهم وهم في العاشرة من عمرهم وتقول إنه سيكون لديهم مستقبل كبير في عالم كرة القدم، لكن الوضع لم يكن كذلك بالنسبة لي. لقد كنت جيداً، لكنني لم أكن استثنائيا». ربما يكون هذا بمثابة دلالة على شيء ما. وعندما انضم فاران إلى ريال مدريد، قال زين الدين زيدان إن المدافع الفرنسي لديه نفس الهدوء الذي كان يتحلى به المدافع الفرنسي السابق لوران بلان، وقد يكون هناك شيء ما في ذلك أيضاً.
وبعد مرور عشر سنوات، قد تكون مباراة الكلاسيكو التي لعبها وهو في التاسعة عشرة من عمره هي الأمسية الأكثر تميزا في مسيرته الكروية حتى الآن. لقد سجل هدفين في مباراة واحدة الموسم الماضي، لكن كانت هذه هي المرة الثانية فقط التي يسجل فيها هدفين في مباراة واحدة، وكان ذلك في مرمى نادي هويسكا، أما المرة الأولى فكانت في مرمى نادي كورنيلا الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة. ومن الصعب أن نتذكر أن فاران قد أحرز هدفا قاتلا في وقت متأخر من إحدى المباريات أو أحرز هدفا استثنائيا أو قدم عرضا بطوليا، لكنه كان يقدم مستويات ثابتة وقوية على مدار سنوات طويلة.
ويتعين علينا في صحيفة الغارديان أن نعترف أيضا أنه طوال مسيرة فاران مع ريال مدريد على مدى عشر سنوات كاملة لم نخصص هذه الصفحات للحديث عن فاران سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك قبل سبع سنوات من الآن. وقد اعترف فاران ذات مرة قائلا: «عندما كنت صغيراً، كانوا يقولون إنني لا أمتلك عقلية الفوز. لقد كنت لطيفاً، ولم أكن لاعبا شرسا بدرجة كافية».
وعلاوة على ذلك، لم يكن فاران يوما ما من نوعية اللاعبين الذين يبحثون عن الأضواء أو يقفون أمام الجماهير وهم يخلعون قمصانهم ويستعرضون أجسادهم.
وقال فاران عن ذلك: «طريقتي في اللعب لا تجعلك تعتقد أنني محارب. أهم شيء في المدافع هو توقع الكرة، فلا يتعين عليك أن تلمس الخصم لكي تستخلص الكرة منه». وخلال مسيرته الطويلة مع ريال مدريد، لم يحصل فاران إلا على 27 بطاقة صفراء، بالإضافة إلى بطاقة حمراء واحدة. وبالمقارنة، فإن شريكه في خط دفاع ريال مدريد، سيرخيو راموس، قد حصل على 226 بطاقة صفراء و26 بطاقة حمراء.
وقد يكون من المهم جدا أن نعقد مقارنة بين فاران وراموس، نظرا لأن فاران كان يلعب بجوار راموس، الذي يعد المدافع الأسطوري الذي يمتلك كاريزما هائلة وحبا جماهيريا هائلا، وبالتالي فإن هذه الكاريزما الهائلة لراموس قد طغت في كثير من الأحيان على فاران. ورغم أن فاران يمتلك حضورا كبيرا وقدرات فنية جيدة وقواما رياضيا رائعا، فإن صوته في غرفة خلع الملابس لم يكن عاليا، كما لم يكن يبحث عن جذب الانتباه والأنظار، سواء داخل الملعب أو خارجه. إنه يركز في اللعب بشكل كامل ولا يشتت انتباهه في أي شيء آخر، وقد حافظ على ذلك الأمر رغم أنه كان يلعب في أكثر الأماكن قسوة وشراسة.
ربما صاغ اللاعب الإسباني السابق ألفارو أربيلوا هذا الأمر بشكل أفضل خلال محادثة معه منذ فترة قصيرة، حيث قال زميل فاران في ذلك الوقت: «إنه فتى هادئ لا يسبب المشاكل أبداً، ولا يُحدث أي ضوضاء ولا يريد أن يكون في دائرة الضوء، وهذه الشخصية تتناسب تماما مع الطريقة التي يلعب بها». وأضاف «أنه يفعل كل شيء بطريقة تجعله يبدو سهلاً. يتمتع بلياقة بدنية لا تصدق، ويمتلك سرعة فائقة لدرجة أنه يسابق الآخرين ويتفوق عليهم ويصل إلى الكرة قبلهم بلحظة، ويعيدها إلى حارس المرمى بكل هدوء، ويبدو الأمر كما لو أنه لم يفعل أي شيء. لا أعرف ما إذا كان هذا يعني أنه لا يحصل على التقدير الذي يستحقه، لكن ذلك لم يكن يمثل مشكلة بالنسبة له. لم يفز أي لاعب في مثل سنه بأربع بطولات لدوري أبطال أوروبا».
وفي مرحلة ما، عمل الناس الموجودون حول فاران على تشجيعه على زيادة حضوره الإعلامي، لكنه لم يهتم بذلك. وعندما قال ميشال بلاتيني إن فاران كان يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2018، كانت هذه لحظة نادرة واستثنائية لشخص يدفع فاران إلى مركز الصدارة. ويجب الإشارة إلى أن فاران لا يحظى بدعم إعلامي ولا يظهر في العديد من المقابلات التلفزيونية والصحافية، ولا تثار الكثير من الإشاعات حوله، فهو يعمل في صمت ويتحرك في صمت ولا يبحث عن جذب الأضواء أو لفت الأنظار.
ورغم ذلك، فاز فاران بكل البطولات والألقاب الممكنة. وإذا لم تكن هناك لحظة واحدة استثنائية أو مميزة للغاية في مسيرته، فإن السبب في ذلك يعود إلى أن هناك الكثير والكثير من الأحداث المميزة والاستثنائية في مسيرته الكروية. وبالتالي، فمن السخافة للغاية أن يتساءل البعض عما إذا كان يمكن للاعب فاز بلقب كأس العالم وبلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات أن يكون قادرا على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يناسب مهاراته وإمكانياته تماما!
وإذا كان يتم اتهام فاران بأنه يستفيد من اللعب بجوار راموس وبأنه لم يكن ليقدم نفس المستويات لو كان يلعب بجوار مدافع آخر، فإن العكس هو الصحيح تماما، حيث كان فاران دائما هو من ينقذ راموس بطريقته الهادئة في اللعب، كما أنه لا يوجد مدافع آخر مثل فاران فيما يتعلق بالتغطية وفيما يتعلق بتصحيح الأخطاء في التمركز، وهي الأخطاء التي كان يرتكبها راموس بشكل أكبر من فاران. ودائما ما يتميز فاران بالسرعة الهائلة داخل الملعب، لدرجة أنه لا يمكنني تذكر أي موقف تفوق فيه أي مهاجم على فاران فيما يتعلق بالسرعة.
وقال لاعب خط وسط آرسنال السابق دينيس سواريز، الذي يلعب الآن في سيلتا فيغو، عن فاران «إنه واحد من أكثر اللاعبين ذكاءً من الناحية التكتيكية، كما يمتلك قدرات فنية استثنائية. فاران لاعب أنيق وفعال، لكنني أود أن أشير قبل أي شيء إلى هدوئه الشديد وقدرته على نقل ذلك للآخرين، وهو أمر ذو قيمة كبيرة للغاية. إنه هادئ بشكل لا يصدق، وهو الأمر الذي سيضيف الكثير لمانشستر يونايتد. إنه صفقة رائعة للغاية، ولن يواجه أي مشاكل فيما يتعلق بالتأقلم على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز».
وقال مدافع نادي ألافيس الإسباني، رودريغو إيلي، عن فاران: «عندما تحلل الفترة التي لعبها فإن أبرز شيء ستجده هو ثبات مستواه لفترات طويلة. ربما كان فاران بعيدا عن الأضواء بسبب شخصية راموس والأهداف التي يسجلها، لكنهما كانا يكملان بعضهما البعض. اللعب في إنجلترا مختلف، ولا يترك المدافعون الكثير من المساحات خلفهم، لكن هذا ليس بالأمر السيئ بالنسبة لفاران. ويمكن لفاران أن يقدم لمانشستر يونايتد نفس الإضافة التي قدمها فيرجيل فان دايك لليفربول».
ورغم غياب فاران عن الملاعب لبعض الوقت بسبب الإصابة - وهو الأمر الذي قد يدعو للقلق - فإن المستويات الثابتة التي يقدمها جعلت الجميع يتوقعون منه أداء جيدا طوال الوقت. لقد أشار فاران إلى أنه لم يكن قادراً على الاستعداد بدنياً بشكل جيد للموسم الماضي، الذي انتهى بخروج ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا بسبب خطأ قاتل ارتكبه فاران أمام مانشستر سيتي، في المباراة التي شهدت غياب راموس. في ذلك الوقت تحدث الناس عنه، كما خرج هو بنفسه وتحمل المسؤولية وقال: «أنا المسؤول عن هذه الهزيمة». لكن لا يجب أن ننسى أنه إذا كان فاران هو المسؤول عن هذه الهزيمة، فهو المسؤول أيضا عن قيادة ريال مدريد للفوز بأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، لكن لم يخرج أبدا ليقول ذلك على الملأ!
يتطلع رافاييل فاران لفصل جديد من مسيرته وذلك بعد انتقاله لفريق مانشستر يونايتد.
وكان فاران اتجه لوسائل التواصل الاجتماعي لتوديع فريقه السابق. وكتب فاران رسالة وداعية لفريقه السابق ريال مدريد جاء فيها: «الأيام القليلة الأخيرة كانت مليئة بالعديد من العواطف، ومشاعر أود حاليا أن أشاركها معكم كلكم» وأضاف «بعد 10 سنوات رائعة في ريال مدريد، ناد سيظل دوما في قلبي، حان وقت الوداع. منذ جئت في 2011 حققنا أكثر من المتوقع، أشياء لم أحلم بها. أشكر كل المدربين والأشخاص الذين يعملون في النادي أو كانوا ينتمون له من أجل كل شيء فعلوه لي».
وواصل: «كل الشكر أيضا للجمهور الذي لطالما ساندني وبتطلعاته الكبيرة دفعني لأقدم أفضل ما لدي وأن أقاتل للنجاح دوما. تشرفت بمشاركة غرفة الملابس مع أفضل لاعبي العالم. انتصارات غير معدودة لن أنساها، خاصة العاشرة (التتويج بدوري أبطال أوروبا موسم 2013 - 2014)». وتابع «وأخيرا أشكر كل الإسبان خاصة في مدينة مدريد، التي ولد فيها طفلاي. هذا البلد سيظل له مكانة خاصة عندي. أغادر وأنا أشعر أني قدمت كل شيء ولن أغير ولو كان شيئا واحدا في قصتنا. فصل جديد يبدأ». «كل الشكر للاعبي الريال الذين أعطوني الكثير من المودة ودفعوني لتقديم أفضل ما عندي».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».