عبوات ناسفة تستهدف برجي كهرباء في كربلاء

مطالبة الجهات الأمنية بوضع حد للهجمات المتكررة

استهداف برجين لنقل الطاقة في كربلاء (واع)
استهداف برجين لنقل الطاقة في كربلاء (واع)
TT

عبوات ناسفة تستهدف برجي كهرباء في كربلاء

استهداف برجين لنقل الطاقة في كربلاء (واع)
استهداف برجين لنقل الطاقة في كربلاء (واع)

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية أمس (الخميس) عن استهداف برجين لنقل الطاقة في كربلاء، داعية الجهات المختصة إلى اتخاذ التدابير والإجراءات القصوى لوقف هذه الهجمات الإرهابية.
وقالت الوزارة في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء العراقية «واع»، إن «خطوط نقل الطاقة الكهربائية تعرضت هذا اليوم (أمس) إلى عمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة أدت إلى تضرر برجين اثنين لنقل الطاقة في محافظة كربلاء، التي تبع 118 كيلومتراً جنوب بغداد». وأوضحت أن «الهجمة الإرهابية تضمنت استهداف البرجين، ما أدى إلى سقوطهما وخروج خطوط نقل الطاقة عن الخدمة»، مضيفة أن «ما تمر به خرج من طور الظروف الاستثنائية الطارئة وتحول إلى حرب معلنة ضدها بكافة تفصيلاتها وهجماتها النوعية».
وأشارت الوزارة إلى أن «المواطن سيستمر بدفع الأثمان الباهظة لتلك الحرب، خاصة وسط وضع جائحة (كورونا) وحرارة موسم الصيف اللاهب». وطالبت «الجهات المختصة باتخاذ التدابير والإجراءات القصوى لحل هذا الوضع الشائك»، موضحة أن الوزارة استنفدت فيه أغلب إمكانياتها المادية ومواردها البشرية وهي ستستمر بتقديم كل ما تملك خدمة للوطن.
وتتعرض أبراج نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في مناطق متفرقة من العراق لأعمال تخريب وتفجير من قبل جماعات إرهابية، ما انعكس سلباً على توزيع الطاقة خلال الفترة الماضية.
وقبل حادث البرجين بساعات، أعلنت وزارة الكهرباء أيضاً عن تضرر 7 محولات في كركوك إثر تعرضها لعمل تخريبي إرهابي في المحافظة. وأوضحت الوزارة أنه وبينما تعمل ملاكات وزارة الكهرباء المتقدمة على صيانة أبراج النقل المتضررة نتيجة الأعمال التخريبية الإرهابية، تعرضت لاستهدافات كبيرة طالت قطاع التوزيع، وذلك في عمل تخريبي يهدف لإيقاف عجلة مشاريع الوزارة وإنهاك ملاكاتها، وفق البيان.
وأضاف البيان أن قطاع التوزيع في المنطقة الشمالية تعرّض لأعمال تخريبية إرهابية بتفجير عبوات ناسفة استهدفت شبكات التوزيع في ناحية سركران التابعة لمحافظة كركوك، ما أدى إلى تضرر 7 محولات وخروج مغذي القراج عن الخدمة. كما أشارت إلى أن الملاكات الهندسية والفنية باشرت في فرع توزيع كهرباء كركوك التابع للشركة العامة المذكورة برفقة الجهد الهندسي العسكري، بالتوجه إلى مكان الحادث وكشف الأضرار والمباشرة بمعالجة الخلل على مغذي القراج وإعادة المغذي إلى العمل. وأوضحت أن المحولات التي تضررت عائدة لفلاحي قرية الخازر. يشار إلى أن محافظات عراقية كانت شهدت مؤخراً موجة غير مسبوقة من عمليات استهداف أبراج نقل الكهرباء بين المدن، خاصة تلك الواقعة في مناطق بعيدة وغير مأهولة بالسكان، وهو ما دعا وزارة الداخلية العراقية إلى التعاقد مع شركة صينية لشراء طائرات مسيرة من أجل حماية خطوط التيار الكهربائي.
وجاءت هذه الأفعال التخريبية بعدما أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، الثلاثاء، عن إعداد خطط بالتنسيق مع وزارة الكهرباء لحماية أبراج الطاقة، فيما أعلنت عن الإطاحة بعدد من المتورطين في استهدافها. وقال الناطق باسم العمليات المشتركة تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية، إن قيادة العمليات المشتركة لديها خطط أعدتها بالتنسيق مع وزارة الكهرباء لحماية أبراج الطاقة، لافتاً إلى أنها أدخلت جهداً فنياً جديداً في عملية حماية أبراج الطاقة الكهربائية والحفاظ عليها».
وأضاف الخفاجي أن قيادة العمليات المشتركة تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المتورطين، وإيقاف الكثير من الاستهدافات لأبراج الطاقة من خلال عمليات نوعية. وبيّن أنه تم استخدام كمائن ونشر قوات لحماية الأبراج، فضلاً عن الاستطلاع الجوي سواء بطائرات القوة الجوية وطيران الجيش أو بالمفارز أو حتى بطائرات الاستطلاع من دون طيار.
يذكر أن خلية الإعلام الأمني كانت أعلنت، الاثنين الماضي، إحباط محاولة تفجير أحد أبراج الطاقة الكهربائية في ناحية أمرلي. وقالت في بيان، إن القوات الأمنية تمكنت، من خلال المتابعة الميدانية وتكثيف الجهود الاستخبارية والميدانية، من إحباط محاولة تفجير أحد أبراج الطاقة الكهربائية في منطقة المفتول التابعة إلى ناحية أمرلي ضمن قضاء طوزخورماتو.
وكشفت قيادة العمليات المشتركة مؤخراً أنها أحبطت أكثر من 18 عملية لاستهداف أبراج الطاقة خلال أسبوعين، فيما أشارت وزارة الكهرباء إلى أن بعض الهجمات على أبراج الطاقة ممنهجة وأخرى عشوائية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.