إسرائيل تفتتح ممثلية دبلوماسية في المغرب... وهرتسوغ يدعو محمد السادس لزيارة إسرائيل

لبيد يتحدث عن رفع العلاقات مع الرباط إلى مستوى السفارات

يائير لبيد (إلى اليسار) يضع إكليلاً من الزهور خلال زيارة إلى ضريح الملك المغربي الراحل محمد الخامس في الرباط (رويترز)
يائير لبيد (إلى اليسار) يضع إكليلاً من الزهور خلال زيارة إلى ضريح الملك المغربي الراحل محمد الخامس في الرباط (رويترز)
TT

إسرائيل تفتتح ممثلية دبلوماسية في المغرب... وهرتسوغ يدعو محمد السادس لزيارة إسرائيل

يائير لبيد (إلى اليسار) يضع إكليلاً من الزهور خلال زيارة إلى ضريح الملك المغربي الراحل محمد الخامس في الرباط (رويترز)
يائير لبيد (إلى اليسار) يضع إكليلاً من الزهور خلال زيارة إلى ضريح الملك المغربي الراحل محمد الخامس في الرباط (رويترز)

بينما افتتح وزير خارجية إسرائيل، يائير لبيد، أمس (الخميس)، رسمياً، مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط بمناسبة أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي عالي المستوى إلى المغرب منذ إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، جدد المسؤول الإسرائيلي دعوة بلاده للملك محمد السادس لزيارة إسرائيل.
وقال لبيد، في تغريدة على «تويتر»: «هذه لحظة تاريخية، لقد افتتحنا الممثلية الإسرائيلية بالمغرب»، إثر حفل الافتتاح الذي حضره الوزير المغربي المنتدب في الخارجية محسن الجزولي.
في غضون ذلك، نسب لوزير الخارجية الإسرائيلي، أمس (الخميس)، قوله إن إسرائيل والمغرب يعتزمان تطوير علاقاتهما الدبلوماسية وافتتاح سفارتين في غضون شهرين، لافتاً، أنه اتفق مع الوزير بوريطة أن يتم ترفيع مستوى العلاقات مع الرباط إلى مستوى السفارات.
وجاءت تصريحات لبيد في مؤتمر صحافي عقده مع الصحافيين الإسرائيليين، الذين رافقوه في زيارته للمغرب التي استمرت يومين. غير أن مصادر وزارة الخارجية المغربية، لم تعلق من جهتها، على ما أعلنه لبيد.
ويوجد مقر مكتب الاتصال الإسرائيلي في حي الرياض الراقي في العاصمة الرباط، وليس هو المبنى الذي احتضن مكتب اتصال، كان قد افتح عام 1993، وأغلق عام 2000 إثر الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والكائن مقره في شارع المهدي بن بركة بحي السويسي الراقي.
وتعد تمثيلية الرباط سادس تمثيلية دبلوماسية إسرائيلية في الدول العربية، بعد مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان. ويأتي افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط تطبيقاً للاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الذي اعترفت فيه واشنطن بمغربية الصحراء، وجرى خلاله إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل. ويعدّ لبيد أول وزير خارجية يزور المغرب منذ إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي سنة 2000.
في غضون ذلك، أعلن لبيد في تغريدة على «تويتر»، أنه سلّم نظيره المغربي ناصر بوريطة، رسالة من الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، موجهة إلى العاهل المغربي، يدعو فيها الملك محمد السادس لزيارة إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، قد وجّه دعوة مماثلة للعاهل المغربي، في أعقاب توقيع اتفاق إعادة العلاقات بين البلدين برعاية أميركية أواخر العام الماضي، لكن الجانب المغربي لم يعلن أي ردود فعل على تلك الدعوة.
هذا، وقد هنأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تغريدة على «تويتر»، البلدين بمناسبة افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط. ونقل موقع «واينت»، العبري، عن لبيد قوله: «استراتيجياً، ما نخلقه هنا هو محور سياسي إسرائيلي ومغربي ومصري وأردني وبحريني وإماراتي، لطرح بديل عملي للتطرف الديني» في مواجهة إيران.
وهاجم لبيد الحكومة الإيرانية الجديدة، قائلاً: «بشكل معيّن، تشكيلة الحكومة الجديدة التي تشمل أحد الأشخاص المسؤولين عن هجوم بيونس آيرس، تهوّن علينا الشرح للعالم عمّا يجري الحديث عنه. واضح أنها حكومة إرهابية ودولة إرهاب»، وأسفر هجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992 عن مقتل 29 شخصاً، بينهم 4 إسرائيليين.
هذا، وقد وصل لبيد المغرب، الأربعاء، في زيارة وصفها بـ«التاريخية»، وأجرى مباحثات مع نظيره المغربي، أعلن على إثرها توقيع اتفاقية لاستحداث آلية تشاور سياسي بين البلدين، وأخرى للتعاون في مجالات الثقافة والرياضة والخدمات الجوية. وأشاد المسؤول الإسرائيلي في كلمة عقب توقيع هذه الاتفاقيات بآفاق التعاون و«الصداقة والسلام في المنطقة» التي تفتتحها إعادة العلاقات بين بلاده وبلدان عربية العام الماضي، هي المغرب والإمارات والبحرين والسودان.
من جهته، قال الوزير بوريطة إن «هناك اليوم حاجة ماسة للبدء في إجراءات لإعادة بناء الثقة والحفاظ على الهدوء لفتح أفق سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، بينما لم يتحدث لبيد عن الملف الفلسطيني.
ووقّع وزيرا خارجية المغرب وإسرائيل، مساء أول من أمس، اتفاقيتين لتعميق التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين، ومذكرة تفاهم لإحداث آلية للتشاور السياسي. وتتعلق الاتفاقية الأولى بالتعاون في مجال الثقافة والرياضة والشباب. والاتفاقية الثانية بمجال الخدمات الجوية. وقال وزير الخارجية المغربي إن 10 اتفاقيات أخرى جاهزة وسيتم توقيعها خلال زيارات أخرى مرتقبة. ولم تستبعد مصادر دبلوماسية مطلعة أن يزور بوريطة تل أبيب قريباً.
وزار الوفد الإسرائيلي، أمس، في الدار البيضاء، كنيس «بيت إيل»، وجرى ختم الزيارة بتنظيم مؤتمر صحافي خصص للصحافيين الإسرائيليين. ورافق وزير خارجية إسرائيل وفد يضم وزير الرفاه الاجتماعي، مئير كوهين، وهو من مواليد مدينة الصويرة المغربية (جنوب الرباط)، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، رام بن براك، ومدير عام وزارة الخارجية، ألون أوشبيز.
وأقام البلدان علاقات دبلوماسية من خلال مكتبي اتصال في الرباط وتل أبيب، عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993. لكن المغرب قطع هذه العلاقات رسمياً بعد الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.
ويضم المغرب أكبر جالية يهودية في شمال أفريقيا إذ يبلغ عددها 3 آلاف شخص، فيما يعيش نحو 700 ألف يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».