شددت القاهرة على «تضامنها مع مالي في مواجهة جميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب». وأكدت وقوفها جنباً إلى جنب بجوار حكومة وشعب مالي. وأعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لجمهورية مالي الشقيقة جراء الهجوم الذي شهدته بعض القرى بمنطقة جاو في مالي، والذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصاً، وأسفر عن العديد من الجرحى، متمنية سرعة الشفاء للمصابين.
في سياق متصل أدانت المؤسسات الدينية في مصر بشدة «الهجمات الإرهابية» التي استهدفت مالي. وشدد الأزهر على أن «هذه الجرائم تؤكد أن هذه (الجماعات الإرهابية) تسعى في الأرض فساداً، وتستبيح الدماء البريئة لأغراض دنيئة، ترفضها النفوس السوية، وتبرهن على تجرد هذه الجماعات من كل معاني الرحمة والإنسانية». ورفضت دار الإفتاء المصرية بأشد العبارات «الهجمات الإرهابية» التي شهدتها مالي. وقال مفتى مصر، شوقي علام، إن «هذه (الهجمات الإرهابية) والاعتداء على الآمنين والأبرياء يعكس تعطش الجماعات والتيارات الإرهابية لمزيد من سفك وإراقة الدماء»، مؤكداً في بيان أمس أنه «لا سبيل لمواجهة التطرف والإرهاب؛ إلا بالتعاون على جميع المستويات بين دول العالم أجمع؛ لأن الإرهاب لم يعد مقتصراً على منطقة بعينها؛ بل أصبح يهدد العالم أجمع»، داعياً إلى «ضرورة التنسيق والتعاون بين جميع الدول، ودعم جهود محاربة الإرهاب ومواجهته على الأصعدة كافة، والعمل على تجفيف منابعه الفكرية والمذهبية، واستخدام الأدوات الحديثة في المواجهة، وبذل جميع الجهود من أجل استئصال الجماعات والتنظيمات (الإرهابية)». إلى ذلك، تتواصل في مصر فعاليات دورة «تفكيك الفكر المتطرف» التي تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمشاركة 23 واعظاً وداعية من مالي. وبحسب رئيس أكاديمية الأزهر، حسن الصغير فإن «الدورة لتأهيل الوعاظ الوافدين ليتمكنوا من نشر وسطية الإسلام وتعاليمه السمحة، وتصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة عن الدين الإسلامي، من خلال برامج تدريبية متطورة، تقوم على اللقاءات المباشرة والتفاعلية نظرياً وتطبيقياً». وبحسب بيان للأزهر فإن الدورة تشتمل على موضوعات من بينها «التطرف في فهم النصوص، وأصول التعايش السلمي وثمراته، ومقومات العقل الناقد وتفكيك الفكر المتطرف، وفقه المقاصد الشرعية، والتوظيف الدعوي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتأهيل النفسي والاجتماعي للسجناء، وضوابط الفتوى والإفتاء، وسيكولوجية الفكر التكفيري، وفقه الدعوة وملامح التغيير». فيما أعرب سفير مالي بالقاهرة، ماما دوما منجارا عن أمله في «أن تساهم الدورة في مجابهة الأفكار التي يروجها (المتطرفون)».
القاهرة تشدد على تضامنها مع مالي في مواجهة «العنف»
القاهرة تشدد على تضامنها مع مالي في مواجهة «العنف»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة