«لاهاي» تفحص فتح تحقيقاً في عمليات الهدم بغور الأردن

بمبادرة من حركة سلام إسرائيلية ـ فلسطينية مشتركة

ممثل للاتحاد الأوروبي يتفقد خربة حمصة بالأغوار الشمالية في يوليو الماضي (وفا)
ممثل للاتحاد الأوروبي يتفقد خربة حمصة بالأغوار الشمالية في يوليو الماضي (وفا)
TT

«لاهاي» تفحص فتح تحقيقاً في عمليات الهدم بغور الأردن

ممثل للاتحاد الأوروبي يتفقد خربة حمصة بالأغوار الشمالية في يوليو الماضي (وفا)
ممثل للاتحاد الأوروبي يتفقد خربة حمصة بالأغوار الشمالية في يوليو الماضي (وفا)

بمبادرة من المنظمة الحقوقية الإسرائيلية - الفلسطينية المشتركة «مقاتلون من أجل السلام»، تفحص دوائر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إمكانية فتح تحقيق ضد إسرائيل حول هدم بيوت عشرات الفلسطينيين في قرية خربة حمصة في غور الأردن. وأكدت المنظمة أنها تعدّ ممارسات الهدم الإسرائيلية وما أعقبها من تهجير للفلسطينيين من بيوتهم، جريمة حرب بكل المقاييس.
ورُفعت هذه القضية في أعقاب حملة الهدم التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الشهر الماضي، لبيوت القرية المذكورة وترافقت مع مصادرة حاجيات نحو 60 فلسطينياً في القرية، بادعاء الإعلان عن المنطقة التي تقع فيها القرية أنها منطقة تدريبات عسكرية تستخدم فيها نار حية.
وكانت هذه حملة الهدم الثالثة التي نفذها الاحتلال خلال سنة واحدة. وطالب الاحتلال سكان القرية، الذين يتعيشون على رعي المواشي، بالانتقال للسكن في موقع آخر يبعد 15 كيلومتراً عن القرية، إلا إنهم رفضوا ذلك. وفي حينه، أبلغهم الاحتلال بأنه سيعيد لهم حاجياتهم إذا وافقوا على الانتقال إلى الموقع الآخر.
وكتب ممثلو «مقاتلون من أجل السلام» في رسالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية: «فيما كانت قوات الجيش تعمل على طرد السكان والرعاة في خربة حمصة، تم وضع حلول مبتكرة من أجل المستوطنين الذين يسكنون في المنطقة نفسها المعروفة باسم (منطقة إطلاق النار 903) وبالقرب منها، الأمر الذي يدل على أن الحاجة إلى (تدريبات) تستخدم ذريعة فقط من أجل تنفيذ التغيير الديمغرافي، بتقليص عدد السكان الفلسطينيين وزيادة عدد السكان اليهود».
وجاء في الرسالة إلى المحكمة الدولية، التي وقع عليها كل من المحامي إيتاي ماك، والمديرة العامة الفلسطينية للمنظمة رنا سليمان، والمنسق الإسرائيلي للمنظمة تولي بلينت، أن الاحتلال الإسرائيلي «تصرف بطريقة تبين أن همه الأساسي ليس حماية الناس من الرصاص ولا حتى إجراء التدريبات العسكرية، إنما الأساس هو أن يضمن ألا يعود السكان الفلسطينيون في نهاية التدريبات إلى مكان سكناهم. فهو يصدر أوامر هدم للمباني المؤقتة للسكان، ويصادر ممتلكاتهم القليلة ويمارس عليهم ضغوطاً متواصلة من أجل إقناعهم بالانتقال طواعية إلى مكان آخر».
وتشير معطيات منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية الحقوقية إلى أن نحو 2700 إنسان يعيشون في 20 تجمعاً بدوياً في غور الأردن قائمة في المنطقة التي يعدّها الجيش الإسرائيلي مناطق تدريب على إطلاق النار. وتعود جذور هؤلاء المواطنين إلى قرية السموع، الواقعة جنوب الضفة الغربية، والتي كانت تعرضت لهجوم إسرائيلي شرس في سنة 1966 عندما كانت خاضعة للسيطرة الأردنية. وقد احتلها الجيش الإسرائيلي لست ساعات وهدم 200 بيت من بيوتها، ودارت فيها معارك بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأردني.
وقد انتقلوا للعيش في الأغوار الشمالية في مطلع سنوات السبعين، على أثر شح مناطق الرعي من جهة وتوسع المستعمرات اليهودية من جهة ثانية. وتقع الأراضي التي يستخدمونها في نطاق سيطرة السلطة الفلسطينية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.