تحسن طفيف في سعر الريال اليمني وسط استمرار حرب العملة

TT

تحسن طفيف في سعر الريال اليمني وسط استمرار حرب العملة

سّجل الريال اليمني أمس (الأربعاء) تحسنا طفيفا أمام العملات الأجنبية في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة تعز، وسط استمرار حرب العملة التي تشنها الميليشيات الحوثية ضد تدابير الحكومة الشرعية والبنك المركزي في عدن.
وأفادت مصادر مصرفية بأن سعر الدولار الأميركي تراجع في مناطق سيطرة الشرعية من 1050 ريالا إلى 950 ريالا مع مواصلة البنك المركزي في عدن حملة الرقابة على شراكة الصرافة ومنع المضاربة والتلاعب بسعر الريال وإنذاره البنوك بنقل الإدارات المركزية لعملياتها إلى عدن.
ووفق متعاملين في سوق الصرافة سألتهم «الشرق الأوسط»، فإن سعر الدولار الأميركي تراجع إلى 950 ريالًا يمنيًا، للبيع، في حين تراجع سعر الشراء إلى 938 ريالًا، بعد أن كان بلغ سعره خلال اليومين الماضين إلى 1050 ريالا.
وأعاد المصرفيون هذا التحسن إلى الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي بدءا بضخ الطبعة الكبيرة من فئة الألف ريال وإغلاق الشركات التي لا تنطبق عليها شروط العمل وإلزام البقية باستكمال إجراءات حساباتها السنوية، إلى جانب تعليقه عمل عدد آخر من شركات الصرافة إلى حين استيفاء بقية المتطلبات القانونية لها.
ورغم رضوخ فرع البنك المركزي في صنعاء لتوجيهات البنك المركزي بإلزام جميع البنوك التجارية والإسلامية بتسليم جميع بيانات عملياتها المالية للبنك بعد أن منعتهم الميليشيات لفترة تزيد على العام، فإن الميليشيات رفضت طلب نقل الإدارات المركزية للعمليات المصرفية لكل البنوك إلى عدن، وهو أمر سيدفع البنك المركزي إلى وضع قائمة بالبنوك غير الملتزمة بالقانون وتوزيعها على المؤسسات المحلية والدولية والبنوك الخارجية كما سيحرمها من نقل أموالها إلى الخارج لتغطية حسابتها والاعتمادات البنكية الخارجية.
إلى ذلك، صعدت ميليشيات الحوثي في مواجهة إجراءات البنك المركزي وأمرت بوقف التحويلات المالية والتعامل مع 14 شركة صرافة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، دون إبداء الأسباب، خاصة وأن الشركات المستهدفة هي من أكبر وأبرز شركات الصرافة في البلاد وتعمل منذ عقود في مختلف المحافظات.
وذكرت جمعية الصرافين في مناطق سيطرة الميليشيات أنه وبموجب تعليمات فرع البنك المركزي في صنعاء والذي تديره ميليشيات الحوثي فقد منع التعامل مع 14 شبكة تحويلات مصرفية في كل المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
وقالت الجمعية إنه بموجب هذه التعليمات «يمنع منعا باتا» سحب أي حوالة مالية في مناطق سيطرة الميليشيات محولة عبر شبكة القطيبي وشبكة عدن وشبكة الصلاحي وشبكة الحداد وشبكة البسيري والإنماء وشبكة الشارقة وشبكة أبشر كاش (الشامل للصرافة) وشبكة الذهبي (العروي للصرافة) وشبكة الفروي، وشبكة المفلحي وشبكة الطريحي، وشبكة بن دول وشبكة العمقي.
ووفق مصادر مصرفية فإن الميليشيات اتخذت هذه الخطوة بسبب وجود الإدارات المركزية لهذه الشبكات في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وذلك في محاولة لابتزاز البنك المركزي في عدن لجعله يتراجع عن مطالبته من البنوك التجارية والإسلامية نقل الإدارات المركزية لعملياتها المالية إلى مدينة عدن.
وتعتقد الميليشيات – بحسب المصادر- أنها بهذه الخطوة ستساوم الشرعية على صفقة تتراجع بموجبها عن مطالبها في مقابل الحصول على البيانات المالية وإلغاء الميليشيات للإجراءات التي اتخذتها في حق كبرى شركات الصرافة.
كما تعتقد المصادر أن الميليشيات الحوثية قررت منع التعامل مع هذه الشركات ردا على قرار المركزي في عدن بمعاقبة 13 شركة صرافة وتحويلات ووقف التعامل معها لعدم تطبيقها لاشتراطات البنك، في حين أن بعض هذه الشركات توجد مقراتها الرئيسية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.



اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.