سوق الانتقالات تعيد نجوم البرازيل إلى واجهة «الكرة السعودية»

بيريرا وتاليسكا وباولينهو في مقدمة اللاعبين المتعاقد معهم هذا الصيف

باولينهو (الشرق الأوسط)
باولينهو (الشرق الأوسط)
TT

سوق الانتقالات تعيد نجوم البرازيل إلى واجهة «الكرة السعودية»

باولينهو (الشرق الأوسط)
باولينهو (الشرق الأوسط)

شهدت سوق الانتقالات الصيفية في السعودية حضوراً برازيلياً طاغياً على صعيد اللاعبين، وذلك قياساً بمواسم سابقة كان الحضور خجولاً وقليلاً قياساً بالتعاقدات التي تمت في الصيف الحالي.
وسيشهد الدوري السعودي للمحترفين الذي سينطلق اليوم الأربعاء مشاركة برازيلية فاعلة مع الأندية، حيث تعاقد فريق النصر مع البرازيلي ألكسندر تاليسكا، بعد انتهاء عقده مع فريق غوانغجو إفرغراند الصيني، كذلك وقع الهلال مؤخراً مع مواطنه ماثيوس بيريرا قادماً من وست بروميتش ألبيون الإنجليزي، ونجح الأهلي في ضم البرازيلي الشهير باولينيو لاعب برشلونة الأسبق وأحد نجوم السيلساو في وقت سابق، وقبله مواطنه دانكلير بيريرا الذي يلعب في خانة الدفاع. وبالمثل فعل جاره الاتحاد بعد استقدامه لإيجور كورنادو مهاجم الشارقة وأحد أبرز نجوم الدوري الإماراتي بالمواسم الماضية.
ولم يتوقف الأمر عند الرباعي الكبير ذي الشعبية الجماهيرية في الملاعب السعودية، بل تعاقدت معظم أندية الدوري مع لاعبين برازيليين، مثل الفيحاء الذي أعلن مؤخراً عن توقيعه مع المهاجم البرازيلي فرناندو أندرادي، بعد أيام من تعاقده مع البرازيلي ريكاردو رايلر من نادي براغا البرتغالي، ولاعب الوسط رامون لوبيز من خورفكان الإماراتي. وحسم نادي الرائد أيضاً صفقة التعاقد مع البرازيلي إدواردو هنريكي قادماً من سبورتنج لشبونة البرتغالي، بالإضافة إلى مواطنه رينيه سانتوس لاعب مارتيمو البرتغالي سابقاً.
كذلك وقعت إدارة نادي الشباب مع المحترف البرازيلي باولو لوكاس دي باولا لمدة 4 أعوام قادماً من بوافيستا البرتغالي، فيما ضم نادي الحزم المدافع هيوجلو نيريس بنظام الإعارة من نادي الوصل الإماراتي. وأتم نادي الطائي عملية ضم البرازيلي دينير في عقد يمتد لموسمين بناء على بيان إدارته، بعد تعاقده أيضاً مع لوكاس ألفيش، ومارسيلو دوس سانتوس ليضم 3 برازيليين دفعة واحدة.
وأعلن نادي الباطن في وقت سابق تعاقده مع المدافع البرازيلي ماوريسيو أنطونيو، الذي سبق له اللعب في البرتغال في صفقة انتقال حر، ليسيطر اللاعبون البرازيليون على الميركاتو الصيفي السعودي في مراكز الهجوم أو الدفاع، ومع مختلف الفرق، سواء التي تنافس على الصدارة أو تحاول فقط البقاء بين الكبار بالموسم المقبل.
ولم يتوقف سيطرة البرازيليين على اللاعبين والصفقات الجديدة فقط، حيث تواجد أيضاً الكثير منهم خارج الخط لتولي الإدارة الفنية لفرق الدوري، مثل البرازيلي مانو مينيزس الذي تولى قيادة فريق النصر منذ نهاية الموسم الماضي لتقرر الإدارة استمراره، مع حصوله على الثقة المطلقة في الاختيارات الفنية وضم الصفقات الجديدة.
ويقود مواطنه فابيو كاريلي تدريبات الاتحاد منذ نحو عام ونصف العام، ليحصل الفريق على المركز الثالث في ترتيب الدوري بالموسم الماضي، ويصل إلى نهائي البطولة العربية في انتظار مواجهة الرجاء المغربي من أجل الظفر باللقب، بينما بريكليس شاموسكا من تدريب الفيصلي إلى الشباب، لتضع الإدارة الشبابية كامل ثقتها على المدرب الذي يمتلك خبرة عريضة في الملاعب السعودية طوال السنوات الماضية.
وتألق عدد كبير من اللاعبين البرازيليين مع أنديتهم خلال الموسم الماضي بالدوري، مثل رومارينيو مهاجم الاتحاد الذي سجل 16 هدفاً، وسيباستياو دي فريتاس «سيبا» لاعب الشباب، بالإضافة إلى بيتروس لاعب النصر، كما رحلت أيضاً بعض الأسماء مثل المدافع مايكون الذي استغنى النصر عن خدماته بنهاية الموسم الماضي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».