ثلاث قضايا فساد كبرى تطارد وزيراً سابقاً وقائدين في الموساد

فصل ضابط كبير بعد اكتشاف سرقته

يوسي كوهين رئيس الموساد السابق ورئيس الوزراء نتنياهو عام 2015 (غيتي)
يوسي كوهين رئيس الموساد السابق ورئيس الوزراء نتنياهو عام 2015 (غيتي)
TT

ثلاث قضايا فساد كبرى تطارد وزيراً سابقاً وقائدين في الموساد

يوسي كوهين رئيس الموساد السابق ورئيس الوزراء نتنياهو عام 2015 (غيتي)
يوسي كوهين رئيس الموساد السابق ورئيس الوزراء نتنياهو عام 2015 (غيتي)

كشف عن ثلاث قضايا فساد لكبار المسؤولين في إسرائيل، أمس، في إحداها تم وضع لائحة اتهام للوزير السابق ورئيس كتل الائتلاف الحاكم السابق، ديفيد بيتان، والقضيتان الأخريان في «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية)، حيث سيفحص المستشار القضائي للحكومة ملف فساد يشتبه فيه الرئيس السابق، يوسي كوهين، كما تم فصل ضابط كبير بعد اكتشاف سرقته.
وشددت مصادر في «الموساد»، على أن كوهن ليس متهماً بعد، إنما قرر المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، تكليف المدعي العام الجديد، عميت ايسمان، بإجراء تحقيق شامل مع الرئيس السابق للموساد، حول شبهات وصلت إليه وللنيابة العامة. وحسب المصادر، فإن إحدى هذه الشبهات تتعلق بتلقي كوهين 20 ألف دولار نقداً من الملياردير جيمس فاكر، كهدية بمناسبة زواج ابنته، بالإضافة إلى شبهات تتعلق بالخصوصية الفردية، والابتزاز. وسيقرر مندلبليت بعد انتهاء الفحص، إمكانية فتح تحقيق مكشوف معه في الشرطة أم لا. وكان كوهن قد ترك منصبه فقط قبل شهرين.
في السياق، كشفت وسائل الإعلام العبرية، أمس، أن ضابطاً كبيراً في الموساد طرد من الجهاز، بعد أن تم الكشف عن أنه استغل النقود التي تحت تصرفه وسرق منها مبالغ دسمة بلغت في مجموعها عشرات ألوف اليورو. وقد تم إجباره على إعادة المبالغ المسروقة.
من جهة ثانية، قدمت دائرة الضرائب ورأس المال في النيابة العامة، أمس، لائحة اتهام رسمية ضد عضو الكنيست من حزب الليكود، ديفيد بيتان، نسبت إليه فيها تلقي الرشوة بما يزيد عن 750 ألف شيقل (200 ألف دولار)، وخيانة الأمانة وتبييض أموال ومخالفات لقانون ضريبة الدخل. وأبلغ بيتان المستشار القضائي للحكومة، مندلبليت، تنازله عن حصانته البرلمانية. وبيتان مقرب من رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، المتهم بمخالفات فساد خطيرة هو الآخر. وكان قد شغل منصب رئيس كتل الائتلاف ثم وزيراً في حكومته.
ووفقاً للائحة الاتهام، فإنه خلال عمله نائباً لرئيس بلدية ريشون لتسيون، وبعدها عضو كنيست ورئيساً للائتلاف، في السنوات بين 2011 – 2017، دفع بيتان مصالح مبادرين ورجال أعمال، مقابل حصوله على أموال نقداً ومنافع شخصية بمبلغ يصل إلى مئات آلاف الشواقل. وتورط معه 15 متهماً آخرين. وأشارت لائحة الاتهام إلى أن هذه القضية تكشف وجهاً قبيحاً للقيادة السياسية والمحلية في المجتمع الإسرائيلي، وتبين كم هو الفساد متجذر في المؤسسات، وكم هم السياسيون مستعدون لدفع رشى وتلقي رشى. وأكدت أن الحكم في هذه القضية يجب أن يكون ملائماً لتعلم الدرس، وردع المسؤولين عن الوقوع في حبائل الفساد واقتلاع الظاهرة من جذورها.
الجدير ذكره أن وسائل الإعلام، خرجت، أمس، بعناوين صارخة ضد رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، لأنه أمضى عطلة لليلتين في فندق فخم في حيفا ودفع ربع السعر فقط. وقد اعتبر الأمر تلقي رشوة، وسارع نتنياهو، أمس، إلى الإعلان أنه «لا يوجد فساد». وروى ما جرى قائلاً: «حجزت غرفة عادية، ولكن الفندق خصص لي سويت. ولم أكن أعرف أن هناك فرقاً في السعر بين الأمرين. وعندما عرفت، أمرت بدفع الفرق فوراً». وادعى نتنياهو أن الصحافة تلاحقه هو بينما تتجاهل حقيقة أن الدولة صرفت مبلغ 22 مليون شيقل على ترميم بيت رئيس الوزراء، نفتالي بنيت.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».