سان جيرمان يضع اللمسات الأخيرة على عقد ميسي... والنجم الأرجنتيني اختار رقم قميصه

كومان متفائل بمستقبل فريقه الكاتالوني بعد الفوز على يوفنتوس بكأس «غامبر» الودية... ولاعبون انتظروا الفرصة للخروج من ظل الأسطورة

لاعبو برشلونة يحتفلون بكأس غامبر بعد الفوز  على يوفنتوس في أول لقاء من دون ميسي (أ.ب)
لاعبو برشلونة يحتفلون بكأس غامبر بعد الفوز على يوفنتوس في أول لقاء من دون ميسي (أ.ب)
TT

سان جيرمان يضع اللمسات الأخيرة على عقد ميسي... والنجم الأرجنتيني اختار رقم قميصه

لاعبو برشلونة يحتفلون بكأس غامبر بعد الفوز  على يوفنتوس في أول لقاء من دون ميسي (أ.ب)
لاعبو برشلونة يحتفلون بكأس غامبر بعد الفوز على يوفنتوس في أول لقاء من دون ميسي (أ.ب)

اقترب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من الانتقال إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صفقة مثيرة، كان من آثارها الفورية انتعاش أسهم شركات فرنسية مرتبطة بكرة القدم في قياس لسوق الأمس. وارتفعت أسهم نادي أولمبيك ليون بواقع 0.9 في المائة، بينما ارتفعت أسهم مجموعة «فيفندي» الإعلامية العملاقة مالكة قناة «كانال بلوس» 0.2 في المائة، بسبب توقعات بارتفاع نسبة المشاهدة نتيجة انتقال ميسي لنادي العاصمة الفرنسية. ومنذ النبأ القنبلة الخميس، الذي تحدث عن رحيل ميسي عن صفوف فريق برشلونة بعد 21 سنة بين صفوفه، والجميع يترقب وجهته المقبلة، لكن هوية ناديه المقبلة لم تعد تحمل أي شك، بعدما أعد نادي العاصمة الفرنسية العرض الأبرز للحصول على خدمات الأرجنتيني، بل إنه اختار بالفعل رقم قميصه الجديد.
وكشفت الصحف الفرنسية أمس، أن التوافق على كل بنود العقد حسمت، ولم يتبقَّ سوى التوقيع الذي سيحسم خلال الساعات المقبلة. وكتبت صحيفة «لو باريزيان»: «سيتم الإعلان عن الصفقة رسمياً خلال ساعات، إنه السيناريو الأقرب لكي يتحقق». أما صحيفة «ليكيب» الرياضية، فقالت: «إنها مسألة ساعات ليس إلا»، قبل الإعلان عن انتقال ميسي رسمياً، واعتبرت «أننا ندخل الأيام الأكثر إثارة في تاريخ كرة القدم الفرنسية». وذكّرت الصحيفتان بأنه يتعين على ميسي أن يخضع للفحص الطبي الروتيني قبل التوقيع على عقده. وتردد أن ميسي اختار القميص رقم 19 تاركاً رقمه المفضل (10) لزميله وصديقه البرازيلي نيمار الذي يرتديه في النادي الفرنسي خلال المواسم الثلاثة السابقة منذ تركه برشلونة أيضاً.
وكان ميسي قام بتوديع ناديه أول من أمس من خلال مؤتمر صحافي مؤثر استهله باكياً، وقال في هذا الصدد: «لم أتخيل مطلقاً الرحيل عن برشلونة، ولم أفكر بهذا الأمر أبداً. كنت أريد وداعاً مع الجميع على أرضية الملعب»، مشيراً إلى أنه وافق على تقليص راتبه إلى النصف، لكن ذلك لم يكن كافياً للوفاء بشروط وضعتها رابطة الدوري الإسباني. وأصبح ميسي، الفائز بالكرة الذهبية ست مرات، لاعباً حراً بداية من 1 يوليو (تموز) الماضي بانتهاء عقده مع برشلونة، وتوصل الطرفان إلى اتفاق يقضي ببقائه في صفوف النادي الكاتالوني لعامين إضافيين، لكنهما اصطدما بقوانين الرابطة، ما حال دون اعتماد الاتفاق رسمياً.
وتصدرت صور ميسي باكياً الصفحات الأولى للصحف الإسبانية الرياضية أمس، أمثال «ماركا» و«آس» و«سبورت»، وقالت الأخيرة: «جميع أنصار برشلونة يبكون معك يا ليو». بعد وداع ميسي لبرشلونة، سارع باريس سان جيرمان إلى الدخول في مفاوضات مع معسكر ميسي، تحديداً والده خورخي، علماً بأن اللاعب لمح في مؤتمره الصحافي إلى إمكانية الانتقال إلى فريق العاصمة الفرنسية، حيث سيلعب إلى جانب صديقه وزميله السابق في برشلونة البرازيلي نيمار، بالإضافة إلى مواطنيه أنخيل دي ماريا ولياندرو باريديس وبإشراف مواطنه الآخر ماوريسيو بوكيتينو.
وكشفت الصحف الفرنسية أن سان جيرمان تقدم بعرض لمدة سنتين قابلة للتجديد لعام إضافي وأجر سنوي بلغ 40 مليون يورو. لم تكن هذه الصفقة ممكنة لولا القوة المالية للنادي المملوك لشركة قطر القابضة للاستثمار، وتخفيف قيود اللعب النظيف من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). ولا شك أن صفقة انتقال ميسي إلى سان جيرمان ستنقل النادي الفرنسي إلى مصاف آخر من الناحيتين الرياضية والاقتصادية.
فبوجود ميسي الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ست مرات إلى جانب الثنائي نيمار وكيليان مبابي، سيصبح سان جيرمان أبرز المرشحين لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا بعد خسارته نهائي عام 2020 أمام بايرن ميونيخ الألماني، وخروجه من نصف نهائي الموسم الماضي على يد مانشستر سيتي الإنجليزي.
ولقيت إمكانية انتقال ميسي إلى صفوف سان جيرمان إشادة كبيرة من مختلف المسؤولين والمدربين في الدوري الفرنسي، وقال مواطنه خورخي سامباولي مدرب مرسيليا: «لقد كسبت كرة القدم الفرنسية كثيراً في المواسم الأخيرة. اللعب ضد ميسي سيشكل حافزاً إضافيا لنا». وبحثت الصحف الفرنسية عن برنامج مباريات سان جيرمان المقبلة لمعرفة المباراة الرسمية الأولى التي سيخوضها ميسي في صفوفه، والتي قد تكون ضد رينس في 29 أغسطس (آب)، أو ضد كليرمون في 12 سبتمبر (أيلول) بعد العودة من المباريات الدولية. يذكر أن سان جيرمان استهل مشواره لاستعادة لقبه بطلاً للدوري الفرنسي الذي خسره لصالح ليل الموسم الماضي، بالفوز على مضيفه تروا 2 - 1.
في المقابل، يتطلع الهولندي رونالد كومان، المدير الفني لبرشلونة بحماس لمرحلة ما بعد ميسي، التي نجح فيها الفريق بتحقيق الفوز في أوّل مباراة له على يوفنتوس الإيطالي 3 - صفر بملعب «يوهان كرويف» مساء أول من أمس، على كأس الراحل خوان غامبر، أحد الأعضاء المؤسسين للنادي الكاتالوني ولاعبه السابق الذي أصبح، لاحقاً، رئيساً له.
وسيدخل برشلونة الموسم الجديد من دون ميسي للمرة الأولى منذ موسم 2003 - 2004، ولكن يظل كومان متفائلاً بما يحمله المستقبل لفريقه، وقال: «رغم رحيل ميسي، نحن متحمسون بشأن هذا الموسم، بالتعاقدات الجديدة واللاعبين الشباب، الذين هم مستقبل هذا النادي، لدينا فريق رائع. مقتنعون بأننا سنوفر للجماهير كثيراً من الأفراح هذا الموسم».
وأكد: «ببعض المساعدة والتضحية سنحقق أقصى ما يمكن. نعلم ما يعنيه أن تكون من برشلونة وما يمثله هذا النادي».
ويترك ميسي فراغاً كبيراً في برشلونة، حيث سجل اللاعب الأرجنتيني الدولي 672 هدفاً في 778 مباراة لبرشلونة في كل المسابقات، بالإضافة لصنعه 265 هدفاً، ما يجعله المهاجم الأسطوري على مر التاريخ للنادي الكاتالوني.
وأشاد سيرخيو بوسكيتس، الذي سيحصل على شارة القيادة بشكل دائم عقب رحيل ميسي، بزميله الذي قضى معه 13 عاماً، وقال: «بالنسبة لي، شرف كبير أن أكون قائداً لبرشلونة، أفضل نادٍ في العالم، كان لدي أمثلة رائعة مثل كارلس بيول، وتشافي، وأندريس إنييستا، وليو. سأحاول أن أكون على قدر المسؤولية». وأضاف: «أريد أن أوجه رسالة لليو بشكل خاص. شكراً لأنك قدت برشلونة إلى القمة، صنعت التاريخ، ووصلت إلى أن تكون أفضل لاعب في العالم، وحطمت كل الأرقام الفردية والجماعية. سنفتقدك كثيراً. شكراً لك ليو». وأضاف: «الآن يبدأ موسم جديد، مليء بالمشاعر، وسنقاتل على كل أهدافنا معاً معكم (الجماهير). نحن بحاجة إليكم أكثر من أي وقت مضى».
وسيفتقد برشلونة لمهاجمه الجديد الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الذي أصيب بتمزق في ربلة الساق، وسيغيب عن الملاعب لمدة شهرين على الأقل، بحسب مصادر إسبانية أمس. وكان أغويرو، الذي انضم إلى برشلونة رغبة في اللعب إلى جوار مواطنه ميسي، قد عبر عن سخطه وحزنه لفشل إتمام صفقة الأخير لدرجة مطالبته أيضاً بالرحيل. لكن الهداف الأرجنتيني المنتقل بصفقة حرة من مانشستر سيتي الإنجليزي تعرض لإصابة خلال حصة تدريبية لفريقه الأحد، وخضع لفحص بأشعة الرنين المغناطيسي أمس، أكدت وجود تمزق في عضل ساقه ستبعده نحو 8 أسابيع، ما يعني أنه لن يعود إلى الملاعب في أفضل الأحوال إلا في بداية أكتوبر (تشرين الأول).
وربما تكون مغادرة ميسي فرصة لبعض لاعبي برشلونة الذين كانوا يرون أنهم يعيشون في ظل النجم الأرجنتيني، خصوصاً المهاجمين أمثال الفرنسي أنطوان غريزمان ومواطنه عثمان ديمبيلي والبرازيلي المهم فليبي كوتينيو.
وفي مواجهة يوفنتوس على كأس «غامبر»، التي دأب برشلونة على إقامتها منذ عام 1966، هتف 20 ألفاً من الجمهور الذي سمح له بالدخول فترات طويلة «ميسي، ميسي»، في تحية لنجمهم الراحل عن صفوف الفريق، لكن ثلاثية المهاجم القادم من ليون الفرنسي الهولندي ممفيس ديباي والدنماركي مارتن برايثويت والبديل ريكي بويغ، أضفت بعضاً من الفرحة على الأجواء التي بدت حزينة قبل بداية اللقاء.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟