بكين تعلن جاهزيتها للأولمبياد الشتوي... وباريس لتقديم وجه مختلف للعالم في 2024

«دورة طوكيو» كلفت اليابان 13 مليار دولار وتتوقع خسائر تزيد على 1.4 مليار

مراكز التزلج في بكين جاهزة لـ«الألعاب الشتوية» في فبراير المقبل (إ.ب.أ)
مراكز التزلج في بكين جاهزة لـ«الألعاب الشتوية» في فبراير المقبل (إ.ب.أ)
TT

بكين تعلن جاهزيتها للأولمبياد الشتوي... وباريس لتقديم وجه مختلف للعالم في 2024

مراكز التزلج في بكين جاهزة لـ«الألعاب الشتوية» في فبراير المقبل (إ.ب.أ)
مراكز التزلج في بكين جاهزة لـ«الألعاب الشتوية» في فبراير المقبل (إ.ب.أ)

مع إسدال الستار على الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، تحوّلت أنظار العالم بسرعة إلى بكين التي تستضيف بعد 6 أشهر الألعاب الأولمبية الشتوية في ظلّ تصاعد موجة فيروس «كورونا» المستجد، بينما يأمل الفرنسيون أن يقدم «أولمبياد باريس 2024» الصيفي وجهاً مختلفاً لعالم جديد.
ومن المقرّر أن تقام «ألعاب بكين الشتوية» من 4 حتّى 20 فبراير (شباط) المقبل، حيث ستكون العاصمة الصينية أوّل مدينة تستضيف الألعاب الشتوية والصيفية، بعدما سبق لها أن نظّمت الألعاب الصيفية عام 2008.
وتحضيراً لهذا العرس الرياضي المنتظر، فقد جرى بناء منشآت جديدة، فيما اعتمدت منشآت أخرى يعود تاريخها إلى عام 2008؛ بما فيها الملعب الوطني «عشّ الطائر»، الذي يخضع لأعمال التجديد، وقد بُني لكي يرمز إلى الصين القوة الصاعدة التي تثير إعجاباً وقلقاً في جميع أنحاء العالم.
وستقسم ألعاب 2022 بين 3 مدن رئيسية؛ هي بكين ويانتشي وتشانتشايكاو، والتي تبعد نحو 180 كيلومتراً شمال غربي العاصمة. علماً بأن القطار السريع سيربط بين المناطق الثلاث.
جرى الانتهاء من أعمال بناء جميع الأماكن التي ستستقبل المسابقات قبل أشهر عدة، وقد حرصت الحكومة الصينية على التأكيد على أن الاستعدادات قد تسير بنجاح رغم وباء فيروس «كورونا». وتواجه الصين حالياً أكبر موجة انتشار لوباء «كوفيد19» منذ أشهر، حتى لو كانت أعداد العدوى لا تزال منخفضة مقارنة مع العديد من الدول الأخرى.
كما تواجه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين والحزب الشيوعي الحاكم حالات صدام أخرى تتمثل هذه المرة في الدعوات المستمرة من النشطاء والأويغور وبعض السياسيين الغربيين لمقاطعة الدورة على خلفية السجل السلبي لحقوق الإنسان في البلاد، خصوصاً فيما يتعلق بمصير الأقليات المسلمة. وتطبق الصين، التي كانت السبب في انتشار فيروس «كورونا» في العالم بعد ظهوره للمرة الأولى على أراضيها في نهاية عام 2019، بعض إجراءات الاحتواء الأكثر صرامة في العالم وتعمل على تكثيفها في العاصمة.
ويجب على الأشخاص الذين يسافرون إلى الصين من الخارج الالتزام بالحجر الصحي لمدة تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع في أحد الفنادق، ولكن من غير الواضح ما إذا كان يتعين على الآلاف من الرياضيين ومسؤولي الفرق ووسائل الإعلام وغيرهم من القادمين إلى الألعاب القيام بالمثل.
وينتظر أن يحذو منظمو «ألعاب بكين 2022» حذو طوكيو في التعامل مع تهديد الفيروس.
فخلال الألعاب الصيفية التي انتهت مؤخراً، كانت هناك مخاوف من احتمال حدوث إصابات جماعية بين المشاركين في اليابان، إلا إنه ورغم ثبوت حالات إيجابية بين الرياضيين، فإن أسوأ المخاوف لم تتحقق. والسبب عائد إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمين المحليين أصروا على إخضاع جميع المشاركين قبل الألعاب وخلالها لفحوص منتظمة لفيروس «كورونا»، وإبعاد الرياضيين عن الجمهور. كما أقيمت معظم الألعاب خلف أبواب موصدة في وجه الجماهير المحلية، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت «بكين 2022» ستحذو حذو «طوكيو 2020».
وفي هذا السياق، سأل دراير الذي يعيش في العاصمة الصينية حيث يدير الموقع الرسمي لـ«سبورتس إنسايدر» الخاص بالصين: «لم يتم إصدار خطط التذاكر. نريد أن نعرف هل سيوجد مشاهدون (في الملاعب)؟ يبدو أنه لن يسمح بوجود جمهور من خارج الصين، ولكن ماذا عن المشاهدين المحليين؟». وأضاف: «كل هذه الأشياء، عادة ما يستغرق التخطيط لها سنوات عديدة، وما زالت هناك أحداث اختبارية من المفترض إقامتها من الآن وحتى (انطلاق) الألعاب. لكن نريد أن يقدموا لنا أي معلومات إضافية».
وفي فرنسا وعد منظمو «أولمبياد باريس 2024» بتقديم نموذج جديد للألعاب بعد 3 أعوام، على أمل أن يكون هذا الموعد للترحيب بعالم خال من الوباء.
وأثنى توني إيستانجيه رئيس «أولمبياد باريس 2024» والبطل السابق الفائز بثلاث ميداليات ذهبية في سباق قوارب الكانوي المتعرج، على جميع المعنيين بـ«أولمبياد طوكيو» لإدارتهم تنظيم الحدث وسط وباء عالمي.
ومع تسليم العلم الأولمبي من طوكيو إلى باريس، تحدث إيستانجيه عن خطط فريقه لاستضافة أول دورة ألعاب صيفية أولمبية منذ عام 1924، وقال: «انتظرنا عاماً إضافياً حتى جاءت هذه اللحظة، ولكننا ننتظر مائة عام بالفعل لإعادة العلم الأولمبي إلى باريس، لذلك؛ فإن الإثارة كبيرة للغاية في فريقنا وفي فرنسا».
ويتميز ملف باريس، الذي فاز بتنظيم الأولمبياد في عام 2017، بأماكن مألوفة لأي سائح، حيث ستقام المنافسات في ميدان «الكونكورد»، و«شامب دي مارس»، و«ليزانفاليد»، و«قصر فرساي»، بالإضافة للعديد من الأماكن البارزة الأخرى. وقال إيستانجيه: «كل مدينة مستضيفة يجب أن تدرج شيئاً جديداً وأن تساهم في تطور الأولمبياد. مع (باريس 2024)، طموحنا هو أن نقدم نموذجاً جديداً لفتح (الألعاب) أمام مزيد من الأشخاص. هذا يبدأ بتقديم الأولمبياد للمدينة».
وأكد: «خطتنا هي أن نخرج الرياضة من ساحاتها التقليدية وأن نضع المنافسات في قلب المدينة، أمام أشهر المعالم الباريسية، برج إيفل لمنافسات الكرة الطائرة الشاطئية، المصارعة والجودو، والفروسية في (قصر فرساي)». وأضاف: «طموحنا بسيط: دعوة العالم؛ بما في ذلك مئات الملايين من المشاهدين، لقلب باريس».
على جانب آخر ومع انتهاء عرض الألعاب النارية ومغادرة الرياضيين مدينة الألعاب في طوكيو، باشرت اليابان استخلاص حصيلة «أولمبياد الوباء» التي نظمتها بتكاليف باهظة، وسط توقع خسائر تصل إلى 151 مليار ين (1.4 مليار دولار) حسب أرقام «معهد نومورا المحلي للأبحاث».
وفي دورة كلفت اليابان نحو 13 مليار دولار وشارك فيها نحو 11 ألف رياضي منتمين إلى 205 لجان أولمبية وطنية وفريق من اللاجئين، كان غياب الجمهور سبباً رئيسياً في تراجع العائدات وبدلاً من انتظار مكاسب؛ كانت هناك خسائر تتخطى المليار دولار.
وكان منظمو الدورة يأملون في حضور جماهيري محدود بنسبة 50 في المائة، لكنهم اضطروا للتخلي عن الفكرة كلياً بعد إعلان طوكيو حالة الطوارئ للمرة الرابعة مع ارتفاع حالات الإصابة بالعدوى، وهو الأمر الذي أضر بقطاع الفنادق والمطاعم في العاصمة اليابانية.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.