بيدرسن يدخل على خط درعا... ودعوات محلية لـ«لامركزية إدارية»

اجتماع بين ممثلي جنوب سوريا والمبعوث الأممي بانتظار جهود الوسيط الروسي

تعزيزات «الفرقة الرابعة» في مدينة درعا أواخر شهر يوليو الماضي (الشرق الاوسط )
تعزيزات «الفرقة الرابعة» في مدينة درعا أواخر شهر يوليو الماضي (الشرق الاوسط )
TT
20

بيدرسن يدخل على خط درعا... ودعوات محلية لـ«لامركزية إدارية»

تعزيزات «الفرقة الرابعة» في مدينة درعا أواخر شهر يوليو الماضي (الشرق الاوسط )
تعزيزات «الفرقة الرابعة» في مدينة درعا أواخر شهر يوليو الماضي (الشرق الاوسط )

عقدت قوى سياسية ومدنية ولجان التفاوض في درعا اجتماعاً مع المبعوث الأممي غير بيدرسون، أمس، لبحث التطورات العسكرية في مدينة درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا والوضع الإنساني السيئ في المدينة، بعد حصارها من قبل قوات الفرقة الرابعة لأكثر من شهر، وسط مناشدات إنسانية أطلقها سكان مدينة درعا لـ«فك الحصار عن المدينة»، والإعلان عن توقف الفرن الوحيد في المدينة عن إنتاج مادة الخبز بسبب نفاد كامل مخصصات الطحين فيه، فضلاً عن عدم توفر النقاط والمستلزمات الطبية والأدوية، وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب، ومنع دخول المواد الغذائية إلى المدينة.
وقالت مصادر محلية إن مجهولين استهدفوا، ظهر الاثنين، سيارة نقل طعام عسكرية تابعة للفرقة 15 في قوات النظام السوري، عبر إطلاق النار المباشر عليها على الطريق الواصل بين كحيل وصيدا في ريف درعا الشرقي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر قوات النظام.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وثّق، في 5 من الشهر الجاري، مقتل عنصر في قوات النظام وإصابة 6 آخرين بينهم ضابط، جراء استهداف سيارة عسكرية واحدة على الأقل صباح يوم الخميس، بالرصاص من قبل مسلحين على الطريق الواصلة بين ناحتة وبصر الحرير شرقي درعا.
ورغم الوعود الروسية للجان المركزية في حوران بوقف العمليات العسكرية في درعا والعودة إلى الحلول السلمية، لم يُعلن عن اتفاق نهائي بين الأطراف، وسط ترقب حذر سيد الموقف في عموم محافظة درعا جنوب سوريا، وخوف بين المدنيين من انهيار اتفاق التسوية في المنطقة، الذي حدث عام 2018، وعودة الأعمال العسكرية إلى المنطقة الجنوبية.
ويرى ناشطون في درعا أن النظام السوري «بات يستخدم سياسة جديدة في مناطق التسويات، جنوب سوريا، مع صمت الضامن الروسي، وتعرض مناطق التسويات مثل مدينة درعا البلد والمناطق المحيطة بها (طريق السد والمخيم) للقصف، إضافة إلى مناطق ريف درعا الغربي العجمي وجاسم وطفس والمزيريب واليادودة»، واعتبروا أن «سياسة النظام الجديدة تعتمد على عودة التخويف والترهيب في مناطق التسويات جنوب سوريا، بعدما ابتعدت عنها المعارك والقصف والتصعيد العسكري، فجلبت قوات من الفرقة الرابعة إلى درعا منذ 6 أشهر كقوات دائمة في المحافظة، واتخذت مراكز ونقاطاً دائمة وكبيرة لها في مناطق التسويات مثل منطقة الري القريبة من مناطق التسويات غربي درعا أبرزها طفس واليادودة والمزيريب وهي مناطق شهدت عمليات اغتيال لقادة وعناصر سابقة في المعارضة واستهدافاً لقوات النظام السوري، ومركز دائم في منطقة الضاحية بمدينة درعا المحطة، لتنفيذ أي مهمات توكل لها في مناطق التسويات، أي أن النظام السوري اعتبر تمركز قوات الفرقة الرابعة كأنها شرطي على مناطق التسويات جنوب سوريا، وردع المنطقة عن القيام بأفعال مناهضة للنظام السوري، ومؤخراً أضاف النظام السوري إلى سياسته في مناطق التسويات العودة إلى القصف واستهداف المناطق التي تستهدف عناصره ومقراته في المنطقة».
ويرى ناشطون أن «سياسة النظام الجديدة تهدف إلى إعادة تفعيل دوره في هذه المناطق التي كانت سيطرته عليها منذ عام 2018 سيطرة شكلية، ومنها مناطق لم تدخلها قوات النظام قط رغم دخولها ضمن مناطق اتفاق التسوية، منعته هذه السيطرة الشكلية من فرض رغباته وكتم المناهضين له، خاصة بعد أن كثر خلال السنوات الماضية من التسوية عمليات استهداف عناصر وحواجز قوات النظام السوري في مناطق التسويات في درعا من قبل مجهولين، وخروج المظاهرات، واستهداف شخصيات مدنية كانت محسوبة على المعارضة، وعناصر وقادة سابقين في فصائل المعارضة جنوب سوريا لقوا مصرعهم بعمليات اغتيال، ويبقى الفاعل مجهولاً في كل الحالات». وكان من المفترض عقد اجتماع بين اللجنة المركزية للتفاوض في درعا البلد يوم الأحد مع وفد روسي جديد وصل إلى محافظة درعا، تابع لهيئة الأركان الروسية في مدينة درعا، لكن لم يعقد الاجتماع الذي يعول عليه كثيرون.
وتناقل عدد من صفحات التواصل الاجتماعي بياناً نُسب إلى «عشائر حوران» يتضمن دعوة إلى «لا مركزية إدارية في درعا جنوب سوريا». وذكر البيان: «مَن يحكم في العالم لا يديره وإنما يترك القضايا الإدارية للسكان وممثليهم المحليين»، وأن «التجربة في درعا قبل عودة سيطرة النظام على المحافظة أثبتت أن إدارة السكان لمناطقهم قادرة على تحقيق التنمية والعدالة بشكل أفضل وأعم، وأدت إلى نتائج إيجابية». ودعا البيان إلى «الانتقال السلمي للسلطة في سوريا وفق القرارات الدولية، خاصة القرار 2254»، واعتبر أنهم «في حوران يسعون لأن تكون سوريا لكل السوريين، وأن تكون دولة مدنية ديمقراطية يمارس الجميع فيها حرياتهم وفقاً لقوانين حقوق الإنسان العالمية، ليس كما يريدها النظام الحاكم مزارع مافيوية»، بحسب ما جاء في البيان.
واعتبرت صحيفة «الوطن» الموالية للسلطات، أن البيان المنسوب لـ«عشائر حوران» تبدو فيه «نيات انفصالية».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».