العراق يعلن انسحاب أول قوة أميركية بموجب «اتفاق واشنطن»

«قاصم الجبارين» تتبنى استهداف 3 أرتال للتحالف

TT

العراق يعلن انسحاب أول قوة أميركية بموجب «اتفاق واشنطن»

بعد ساعات من ترحيب رسمي عراقي ببدء انسحاب دفعة من قوات التحالف الدولي من العراق باتجاه الكويت، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف أن مهمة التحالف حتى بعد هذا الانسحاب لن تتغير في العراق. وقال المتحدث باسم «التحالف الدولي ضد (داعش)»، وين ماروتو، أمس الاثنين، إن مهمة التحالف مع القوات الشريكة له في العراق لم تتغير. وأوضح في تغريدة على «تويتر» أنه «لا تغيير في مهمة التحالف مع شركائه في قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة الكردية لإلحاق الهزيمة بتنظيم (داعش) وفلوله».
وكانت الحكومة العراقية أعلنت ترحيبها ببدء تطبيق ما تم الاتفاق عليه في إطار الجولة الرابعة من «الحوار الاستراتيجي» خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً.
وفي هذا السياق، أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي الذي كان رافق الكاظمي في زيارة واشنطن، أن «الخطوة التي أقدمت عليها القوات الأميركية بالانسحاب من العراق باتجاه قواعدها في الكويت موضع ترحيب بالنسبة لنا». وأضاف الأعرجي في بيان أن «خطوة الانسحاب هذه جاءت استجابة لمخرجات (الحوار الاستراتيجي) بين العراق وأميركا، وهي تأكيد لما تم الاتفاق عليه والتزام ومصداقية للطرفين».
من جهته، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أمس الاثنين، أن انسحاب قوات التحالف الدولي باتجاه الكويت جاء ضمن مخرجات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن. وأبلغ رسول الوكالة الرسمية للأنباء بأن «عملية الانسحاب ستستمر لغاية 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل»، مشيراً إلى أن «ما يتبقى هم المستشارون فقط بهدف التدريب، وستتم حمايتهم من قبل القوات العراقية». وأوضح رسول أن «هذه القوات لم تكن قتالية بالفعل؛ لأن القوات العراقية هي من تقاتل وتحرر المناطق من (داعش)».
في غضون ذلك، أعلنت جهة متشددة لا تعرف مرجعيتها حتى الآن تطلق على نفسها اسم «قاصم الجبارين» مسؤوليتها عن استهداف أرتال التحالف الدولي خلال الفترة الأخيرة. وقالت في بيان أمس: «نتبنى اليوم 3 عمليات نوعية استهدفت أرتال لوجيستية تعود للجيش الأميركي في 3 مواقع ومحافظات مختلفة؛ هي بغداد والناصرية وبابل». وتوعدت هذه الجماعة بـ«المزيد»، مشيرة إلى أن «هذه العمليات تأتي تلبية لنداء الوطن وحق الدفاع عن الأرض من قوات الاحتلال الأميركي والثأر لدماء قادة النصر»، في إشارة إلى مقتل كل من قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي». وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها جهة تنتمي إلى فصيل مسلح بياناً تعلن فيه المسؤولية عن استهداف أرتال التحالف الدولي؛ حيث كان يعد من الأعمال الروتينية التي تقتصر على زرع العبوات في طريق أرتال الدعم اللوجيستي لقوات التحالف الدولي في العراق، وفي العادة لا تقع إصابات بشرية. إضافة إلى ذلك؛ فإن الفصائل المسلحة الموالية لإيران والتي أعلنت رفضها مخرجات «الحوار الاستراتيجي» في جولته الرابعة وانتقدت سلسلة بيانات التأييد حتى من أطراف تابعة لـ«تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري، لم تنفذ أي عملية مسلحة ضد الأميركيين سواء كانت بصواريخ «كاتيوشا» أو طائرات مسيرة. كما أن أياً من هذه الفصائل لم يعلق على قرار التحالف بدء سحب قواته من العراق إلى الكويت رغم أنها كانت درجت على التشكيك في مثل هذه الخطوات، فضلاً عن أنها تعدّ ما يجري هو عملية إعادة انتشار للقوات الأميركية ما دامت تذهب إلى دول الجوار، وليس انسحاباً.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.