مكتبة الإسكندرية تحتفي بأشهر حُكام مصر خلال 5 آلاف عام

عبر عروض «بانوراما التراث» في «بيت السناري» الأثري

شارع المعز التاريخي في القاهرة (الشرق الأوسط)
شارع المعز التاريخي في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

مكتبة الإسكندرية تحتفي بأشهر حُكام مصر خلال 5 آلاف عام

شارع المعز التاريخي في القاهرة (الشرق الأوسط)
شارع المعز التاريخي في القاهرة (الشرق الأوسط)

بدءاً من مساء اليوم الاثنين، تعرض مكتبة الإسكندرية «بانوراما التراث» في بيت السناري الأثري بالقاهرة، للتعرف على مفردات الحضارة المصرية المتنوعة، تحت عنوان: «مصر التراث والحضارة». وتحكي العروض تاريخ مصر وحضارتها على مدار 5 آلاف سنة، وهي عبارة عن رحلة زمنية ومكانية تسلط الضوء على التراث المصري القديم، والتراث القبطي، والتراث الإسلامي، مع التركيز على أهم وأشهر الملوك والحكام وأعمالهم وإنجازاتهم، بداية من الملك مينا (نارمر) موحد القطرين، بالإضافة إلى تقديم شرح حول أهم المباني والأماكن الأثرية من العصرين القبطي والإسلامي، وعرض نماذج من مصر الحديثة.
ويتضمن البرنامج عرضاً لرحلة من أهم وأقدم الرحلات في التاريخ؛ وهي رحلة بلاد «بونت» التي حرصت الملكة حتشبسوت على تصويرها على جدران معبدها في البر الغربي، بالإضافة إلى جولة تفاعلية في شارع المعز التاريخي (وسط القاهرة).
وبانوراما التراث المعروفة بـ Culturama، عرض تفاعلي من إعداد مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مكتبة الإسكندرية، يُقدَّم عبر تسع شاشات رقمية هي الأولى من نوعها في العالم. وتجمع البانوراما ثروة من المعلومات الخاصة بالتراث الطبيعي والحضاري في شكل متناغم ومبتكر، بالإضافة إلى برنامج ثري وجذاب للوسائط المتعددة.
ونالت البانوراما الحضارية جوائز عدة، وحصلت على براءة اختراع من وزارة الدولة لشؤون البحث العلمي عام ٢٠٠٧، وتنظم العروض المجانية يومي الاثنين والثلاثاء من كل أسبوع على مدار الشهر الجاري.
في سياق منفصل، تنظم مكتبة الإسكندرية عدداً من الدورات العلمية التفاعلية الافتراضية ضمن الموسم الثقافي الجاري 2021، لطلاب ومتخرجي أقسام التاريخ والآثار والإرشاد السياحي والمهتمين بمجال الدراسات الأثرية، على غرار دورة «مجد مصر العسكري عبر العصور» من 10 إلى 12 أغسطس (آب) بمشاركة مجموعة من الأساتذة المتخصصين. وتتضمن الدورة ثلاث محاضرات عن تطور العسكرية المصرية، ودورها الرائد على امتداد الحضارات المتعاقبة بداية من الحضارة المصرية القديمة ومروراً بالعصرين اليوناني والروماني وحتى العصر الإسلامي.
وسوف يختتم المشاركون هذه الدورة بزيارة ميدانية لمكتبة الإسكندرية للتعرف على مختلف أقسامها وأهم مقتنياتها، ويستهلون زيارتهم بجولة علمية متخصصة داخل متحف الآثار كتطبيق عملي للدورة التي يتعاون فيها متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات في مكتبة الإسكندرية، والتي تهدف إلى نشر الوعي الأثري وإعداد كوادر متميزة في قطاع العمل الأثري والحفاظ على التراث.



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.