أولمبياد طوكيو «الاستثنائي» يختتم منافساته... وحصيلة العرب 18 ميدالية متنوعة

الولايات المتحدة تنتزع صدارة الترتيب من الصين في اليوم الأخير... وباخ يدعو العالم للتجمع في دورة باريس 2024

بالالوان والالعاب النارية ودعت طوكيو الاولمبياد (رويترز)
بالالوان والالعاب النارية ودعت طوكيو الاولمبياد (رويترز)
TT

أولمبياد طوكيو «الاستثنائي» يختتم منافساته... وحصيلة العرب 18 ميدالية متنوعة

بالالوان والالعاب النارية ودعت طوكيو الاولمبياد (رويترز)
بالالوان والالعاب النارية ودعت طوكيو الاولمبياد (رويترز)

بعد 15 يوماً من المنافسات والتحدي في ظروف طارئة فرضتها قيود وتعقيدات الوقاية من فيروس «كورونا المستجد»، ودَّعت طوكيو الألعاب الأولمبية بحفل ختام بسيط، على أمل اللقاء في باريس 2024 بأجواء أفضل بعد القضاء على الجائحة.
وأعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني، توماس باخ، ختام الألعاب التي وصفها بـ«الرحلة الأكثر تحدياً»، بعدما تأجلت عاماً، وكانت تحت طائلة الإلغاء بسبب جائحة «كورونا»، وقال خلال الحفل الختامي الذي شهد عروضاً فنية ضوئية وموسيقية على الملعب الأولمبي في طوكيو: «الآن، نعلن نهاية هذه الرحلة الأولمبية الأكثر تحدياً بانتهاء دورة الألعاب الثانية والثلاثين في طوكيو، وننتظركم في باريس 2024».
وفي حضور ولي العهد الياباني اكيشينو، أضاف باخ: «اتحد العالم أجمع ضد الجائحة، عادت الرياضة إلى صدارة المشهد... المليارات من الناس حول العالم اتحدوا من خلال العاطفة، تشاركوا لحظات السعادة والإلهام، هذا يمنحنا الأمل، هذا يعطينا الثقة في المستقبل».
وتوجه باخ بالشكر إلى اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو ولآلاف المتطوعين، قائلاً: «أنتم الشعب الياباني يمكنك أن تفخروا تماماً، بما حققتموه».
وسلمت حاكمة العاصمة طوكيو يوريكو كويكي العلم الأولمبي إلى رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، مستضيفة النسخة الثالثة والثلاثين من الألعاب الأولمبية.
وأمام مدرجات شبه خالية، قدمت عروضًا راقصة وألعاب نارية بالقرب من بعض الرياضيين، الذين تجمعوا على العشب بهدف إتاحة تجربة مختلفة لهم، بعدما أمضوا معظم الوقت طوال الدورة في غرفهم أو في مقار المنافسات والبطولات.
وجاءت مراسم الختام عكس توقعات وخطط المنظمين، الذين أرادوا أن تكون الدورة بمثابة رمز لانتصار العالم على الجائحة، لكن الحدث أقيم دون جمهور، وسط تزايد في عدد حالات الإصابة بالعدوى، ودون انتظار أن تحقق انتعاشة في الاقتصادي الياباني، كما كان مُتوقعاً بالبداية. ورفضت سيكو هاشيموتو رئيسة اللجنة المحلية المنظمة للدورة التعليق على الألعاب، وفضَّلت الانتظار حتى إقامة الدورة البارالمبية، التي تنطلق في 24 أغسطس (آب) الحالي.
وإذا كانت الظروف الصعبة التي أُقيمت فيها الألعاب مصدر قلق وضغط للرياضيين، فإن العرب عليهم أن يسعدوا بأعلى رصيد لهم من الميداليات في تاريخ مشاركاتهم بخمس ذهبيات وخمس فضيات وثماني برونزيات. وفيما حققت قطر أول ذهبياتها، عاد المغرب إلى منصات ألعاب القوى، وسرق سباح تونسي يافع الأنظار، وجمعت مصر أعلى رصيد بست ميداليات (ذهبية وفضية وأربع برونزيات).
وكانت أفضل غلة عربية في أولمبياد أثينا 2004، مع أربع ذهبيات وفضيتين وبرونزيتين. ولا تزال مصر الأكثر تتويجاً بين العرب بتاريخ الأولمبياد (8) أمام المغرب (7)، فيما جاءت المشاركة الجزائرية مخيبة دون أي ميدالية لأول مرة منذ 2004.
وانتزعت الولايات المتحدة صدارة جدول الميداليات في اليوم الأخير مع 39 ذهبية، من الصين (38)، التي تستضيف الألعاب الشتوية العام المقبل. وبذلك حافظت الولايات المتحدة على صدارتها للألعاب منذ عام 1996. باستثناء أولمبياد بكين 2008، الذي هيمن فيه الصينيون على أرضهم.
وفيما لبّى رياضيون التوقعات، وتوجوا بالذهاب أمثال القطري معتز برشم في الوثب العالي والمغربي سفيان البقالي في 3 آلاف موانع، أخفقت السبّاحة المصرية فريد عثمان والقطري عبد الرحمن سامبا الذي واجه منافسة «قياسية» في سباق 400 متر حواجز حسمه النرويجي كارستن فارهولم.
بعد إحرازه برونزية 2012 وفضية 2016، ارتقى القطري معتز برشم إلى المعدن الأغلى بنيله ذهبية الوثب العالي. وقرّر ابن الثلاثين، صاحب ثاني أعلى قفزة في التاريخ (2.43 متر)، تشارك الذهبية مع صديقه الإيطالي جانماركو تامبيري بعد تجاوزهما علو 2.37 متر، في ظل مساواة تامة بالنجاح والإخفاق.
وقبله بيوم، منح الرباع فارس حسونة (23 عاماً) قطر ذهبيتها الأولى في تاريخها. وخلال تحضيراته للأولمبياد، حقق أرقاماً مميزة تخوّله المنافسة على اللقب الأولمبي. ترجمها في النهائيات متفوّقا بمجموع 402 كلغ (177 خطفاً و225 نترا) محققاً رقماً أولمبياً. يتحدر حسّونة من عائلة رياضية، فوالده إبراهيم حسّونة الذي مثّل مصر في ألعاب 1984 و1988 و1992.
في يوم عيد الجمهورية، حقق السبّاح التونسي أيمن الحفناوي (18 عاما) مفاجأة مدوية في سباق 400 متر حرة، ليسير على خطى مواطنه أسامة الملولي. وبعد بروزه في السباقات الفرنسية، حقق الحفناوي خامس ذهبية لتونس في تاريخها، لكنه أخفق لاحقاً في التأهل إلى نهائي سباق 800م المفضل لديه. وكانت أولى الميداليات العربية لمواطنه محمد خليل الجندوبي (19 عاماً) الذي أحرز فضية وزن - 58 كلغ في التايكواندو.
ومنح سفيان البقالي المغرب ذهبيته الأولى منذ 2004 مع النجم هشام الكروج، بعد إحرازه سباق 3 آلاف متر موانع، ليكون أول عداء غير كيني يحرز اللقب منذ 1980.
وكان البقالي (25 عاماً) حل رابعاً في أولمبياد ريو 2016 قبل أن يحرز فضية مونديال لندن 2017 وبرونزية 2019 في قطر.
بعد سلسلة من البرونزيات، أهدت لاعبة الكاراتيه فريال أشرف عبد العزيز (22 عاماً) بلادها مصر أول ميدالية ذهبية منذ 2004، بعد تتويجها في وزن فوق 61 كلغ.
وكان المصارع كرم جابر آخر رياضي يحقق ذهبية لمصر في نسخة أثينا 2004. وهي ثاني ميدالية لسيدات مصر في الكاراتيه بعد برونزية جيانا فاروق لطفي في وزن 61 كلغ.
وابتسمت رياضة الكاراتيه، الوافدة الاستثنائية، للعرب مع برونزية للأردني عبد الرحمن المصاطفة في وزن - 67 كلغ، وكانت السعودي طارق حامدي قريباً من ذهبية وزن فوق 75 كلغ، لكنه حصد الفضية إثر قرار جدلي تحكيمي بعد سقوط منافسه الإيراني سجاد كنج زاده أرضاً مدعياً الإصابة بضربة مخالفه من حامدي الذي كان متقدماً 4 - صفر بالنقاط بسهولة.
واعتبر السعوديون أن حامدي سُلب الميدالية الذهبية لذا قررت اللجنة الأولمبية المحلية حصوله على جائزتها قدرها خمسة ملايين ريال سعودي (1.33 مليون دولار). وفي ميدالية عربية نادرة، حصد المصري أحمد أسامة الجندي (21 عاماً) فضية مسابقة الخماسي الحديث الصعبة، مسجلاً 1482 نقطة، بفارق خمس نقاط عن البريطاني جوزف تشونغ المتوَّج بالذهب.
وقال الجندي بطل الألعاب الأولمبية للشباب في بوينس أيرس عام 2018: «الشعور رائع، والميدالية ثقيلة، لم أتوقع أبداً أن تكون بهذا الثِّقَل». ومنحت كالكيدان غيزاهيغني البحرين ميداليتها الوحيدة، بعد حلولها ثانية في 10 آلاف متر وراء النجمة الهولندية سيفان حسن. قالت غيزاهيغني الإثيوبية المولد: «كان السباق مرهقاً خصوصاً بسبب رطوبة الطقس. في الألعاب الأولمبية المقبلة، سأنال الذهبية في سباق الماراثون».
وبعدما قاطع التايكواندو لمدة أربع سنوات في أعقاب وفاة والده، توّج الأردني صالح الشرباتي بفضية التايكواندو لوزن - 80 كلغ، مانحاً بلاده ميداليتها الثانية فقط في تاريخ الألعاب. وتأثر الشرباتي منذ صغره بشخصية جاكي شان، أحد أشهر الوجوه السينمائية في القتال، واستخدام أسلحة مرتجلة والحركات البهلوانية المبتكرة، حتى بات يقلد حركاته في المنزل، ويحاول تطبيقها من خلال «المواجهة» مع إخوته. وفي التايكواندو أيضاً، نال المصري سيف عيسى برونزية وزن - 80 كلغ على غرار مواطنته هداية ملاك في - 57 كلغ المتوجة بميدالية ثانية توالياً. وأكمل محمد السيد إبراهيم «كيشو» برونزيات مصر في وزن 67 كلغ ضمن المصارعة اليونانية - الرومانية.
ولم يخرج الثنائي القطري المجتهد شريف يونس وأحمد تيجان خالي الوفاض، فتقلّد الميدالية البرونزية في مسابقة الكرة الطائرة الشاطئية، بعد وصول الثنائي إلى طوكيو إثر نتائج مميزة هذا العام. وبعد خوضه الألعاب في اللحظات الأخيرة كمشارك طوارئ، أحرز الكويتي عبد الله الرشيدي (58 عاماً) برونزية رماية السكيت.
وأهدى معن أسعد سوريا رابع ميدالية في تاريخها، مع برونزية وزن فوق 109 كلغ في رفع الأثقال.
وبعد بداية لافتة، أخفق منتخب مصر لكرة اليد في إحراز ميدالية برونزية، بعد خسارته مباراة تحديد المركز الثالث أمام إسبانيا 31 - 33. وفشل «الفراعنة» في تعويض خسارتهم أمام فرنسا 23 - 27 في نصف النهائي وإحراز ميدالية أولى في تاريخهم.
وكانت مصر التي يشرف عليها الإسباني روبرتو غارسيا باروندو، أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي الألعاب الأولمبية. في المقابل، بلغ منتخب كرة القدم المصري ربع النهائي، حيث ودّع أمام البرازيل التي أحرزت اللقب.
وكان اليوم الختامي موعداً مع انقلاب صدارة الترتيب من الصين للولايات المتحدة بانتزاع ذهبية كرة السلة للسيدات للمرة السابعة توالياً، بفوز الأخيرة على اليابان المضيفة 90 - 75.
وحصدت كل من سو بيرد (40 عاماً) وديانا توراسي (39) ذهبيتهما الخامسة لتختتما مسيرة مرصّعة. وقال بريتني غرينر التي سجلت 30 نقطة هي الأعلى في اللقاء إضافة إلى خمس متابعات: «سبع على التوالي. هذا حقاً مذهل. هذا يظهر فقط قيمة كرة السلة الأميركية».
وحققت الولايات المتحدة انتصارها الـ55 توالياً في الأولمبياد، نتيجة سلسلة رائعة بدأت منذ فوزها بالميدالية البرونزية عام 1992، قبل أن تحقق ست ميداليات ذهبية متتالية وستة انتصارات في طوكيو في طريقها إلى السابعة. كما أحرزت سيدات الولايات المتحدة ذهبية الكرة الطائرة على حساب البرازيل بنتيجة 3 - صفر، فيما حصدت سيدات صربيا البرونزية بفوزهن على الكوريات الجنوبيات بالنتيجة نفسها.
وكان اليوم الأخير أيضاً موعداً لتتويج العدَّاء الكيني إليود كيبتشوغي بطلاً لسباق الماراثون، ليؤكد زعامته لهذه النوعية، باحتفاظه باللقب، رغم الحرارة العالية التي سببت أزمة كبيرة للمتسابقين. وهيمن حامل الرقم القياسي العالمي على السباق في شوارع سابورو، مسجلاً 2:08:38 ساعتين، ليصبح ثالث عداء يحتفظ بلقبه في الماراثون بعد الإثيوبي أبيبي بيكيلا (1960 و1964) والألماني الشرقي فالديمار تشيربينسكي (1976 و1980).
وأحرز الهولندي أبدي ناغيي الفضية (2:09:58 س) والبلجيكي بشير عبدي البرونزية (2:10:00 س). ويُعدّ فارق 1:02 دقيقة بين كيبتشوغي وأقرب مطارديه، الأكبر منذ تتويج الأميركي فرانك شورتر في أولمبياد ميونيخ 1972.
وفوز كيبتشوغي، 36 عاماً، الثالث عشر في 15 سباقاً منذ 2013. جاء بعد يوم من ثنائية كينية لدى السيدات تقدّمتها بيريس جيبشيرشير.
وقال البطل الذي يبلغ رقمه القياسي «2:01:39 س» في برلين عام 2018: «أعتقد أني أكملتُ الإرث بفوزي في الماراثون مرة ثانية. آمل الآن أن ألعب دور الملهم للجيل المقبل». وتابع: «كان الوضع صعباً العام الماضي، بعد تأجيل الألعاب. أنا سعيد لنجاح المنظمين في إقامة الحدث، هذا يظهر أن العالم في الاتجاه الصحيح. نحن في طور الانتقال إلى حياة طبيعية».
واستثنائية دورة الألعاب هذه طالت جميع منافساتها. فعلى عكس التوقعات قبل انطلاقتها، أخفق نجوم، خصوصاً أسطورة الجمباز الأميركية سيمون بايلز. ومن بايلز إلى نجمة التنس صاحبة الأرض ناومي أوساكا، التي لم تكن على مستوى توقعات أمتها، رغم نيلها شرف إيقاد المشعل الأولمبي، ومثلها الصربي نوفاك ديوكوفيتش.



مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».