هل صفقة ضم غريليش إلى مانشستر سيتي مقابل 100 مليون إسترليني مبالغ فيها؟

اللاعب لم يشارك في المسابقات الأوروبية ولعب في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي 3 مرات فقط

غريليش في مشاركته الأولى مع سيتي أمام ليستر في مباراة درع المجتمع (رويترز)
غريليش في مشاركته الأولى مع سيتي أمام ليستر في مباراة درع المجتمع (رويترز)
TT

هل صفقة ضم غريليش إلى مانشستر سيتي مقابل 100 مليون إسترليني مبالغ فيها؟

غريليش في مشاركته الأولى مع سيتي أمام ليستر في مباراة درع المجتمع (رويترز)
غريليش في مشاركته الأولى مع سيتي أمام ليستر في مباراة درع المجتمع (رويترز)

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبعد فوز بلجيكا على إنجلترا بهدفين دون رد في دوري الأمم الأوروبية، أرسل المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا رسالة إلى النجم البلجيكي كيفين دي بروين ليسأله عن جاك غريليش. ورد دي بروين قائلاً إن غريليش لاعب رائع ويتعين على مانشستر سيتي التعاقد معه. في ذلك الوقت، كان مانشستر يونايتد يبدو هو الوجهة المحتملة لغريليش، لكن بعد مرور تسعة أشهر كان مانشستر سيتي هو من حصل على خدمات اللاعب مقابل 100 مليون جنيه إسترليني.
وعلى الرغم من أنه من المحتمل أن يكسر هاري كين الرقم القياسي لأغلى لاعب في تاريخ إنجلترا في غضون أسابيع قليلة، فإن غريليش هو أغلى لاعب في تاريخ البلاد الآن. وللوهلة الأولى، تبدو صفقة غريليش مبالغاً فيها للغاية، نظراً لأن اللاعب سيكمل عامه السادس والعشرين في سبتمبر (أيلول) المقبل، ولم يلعب أي مباراة في المسابقات الأوروبية على الإطلاق، ولم يشارك في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا سوى ثلاث مرات فقط، ولعب أقل من 100 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن تجب الإشارة إلى أن غريليش يمتلك شيئاً لا يملكه معظم اللاعبين، وهو القدرة على الابتكار وتقديم حلول غير تقليدية داخل الملعب، وهو الأمر الذي يميزه عن باقي اللاعبين. وخلال الموسم الماضي، سجل غريليش ستة أهداف وصنع 10 أهداف أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز - لم يتفوق عليه في صناعة الأهداف سوى هاري كين وبرونو فرنانديز. وتشير الأرقام والإحصائيات أيضاً إلى أن كيفين دي بروين هو اللاعب الوحيد الذي يتفوق على غريليش من حيث خلق فرص للتسديد على المرمى بمعدل أسرع، كما أن فرنانديز هو الوحيد الذي يتفوق على غريليش من حيث صناعة الفرص من اللعب المفتوح التي أدت إلى تسديدات على المرمى. لكن هناك نقطة أخرى تتعلق بغريليش، وهي أنه عندما يستحوذ على الكرة تكون هناك توقعات كثيرة بأنه سيفعل أشياء مختلفة عما يمكن لأي لاعب القيام به.
لكن الحقيقة أن هذا يعد سيفاً ذو حدين، فطريقته العفوية في اللعب يمكن أن تفيد أياً من الفريقين، لكن في الوقت نفسه فإن مانشستر سيتي كثيراً ما يجد نفسه في مواجهة فرق تلعب بتكتل دفاعي كبير، وبالتالي فإن المهارات التي يمتلكها غريليش ستساعد الفريق في كسر التكتلات الدفاعية وخلق مساحات للمهاجمين. لا يعني ذلك أن غريليش يمتلك قدرات ومهارات النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكنه قادر على إيجاد كثير من الحلول في النواحي الهجومية.
ومن المعروف للجميع أن غوارديولا يعطي أولوية للتحكم في الكرة والاستحواذ عليها لفترات طويلة، وهو الأمر الذي يتطلب نوعية من اللاعبين الذين يمكن توقع أدائهم داخل الملعب. كما أن الطريقة التي يعتمد عليها غوارديولا لخلخلة دفاعات الفرق المنافسة تعتمد على التمرير السريع بلمسة واحدة، وهو أمر لم يعتد عليه غريليش مع أستون فيلا. وبالتالي، فإن خلق حالة من التوازن بين المراوغة وتمرير الكرة بسرعة ومن لمسة واحدة سيكون أحد العوامل الرئيسية التي ستحدد مدى نجاح غريليش مع مانشستر سيتي. وقد يكون هذا الضغط بمثابة الشرارة التي تقود مانشستر سيتي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لكن أي ضغط دائماً ما يكون مخاطرة.
أما العامل الآخر الذي سيحدد مدى نجاح غريليش مع مانشستر سيتي فيتمثل في قدرته على القيام بالواجبات الدفاعية كما ينبغي. لقد احتل غريليش المركز رقم 141 بين جميع لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث معدل الضغط في كل مباراة الموسم الماضي، أي أقل بنسبة 20 في المائة من دي بروين أو برناردو سيلفا.
هذا لا يعني أنه كان كسولاً أو لم يكن يرغب في القيام بواجباته الدفاعية، لكن السبب في ذلك يعود بصورة أكبر إلى أن مانشستر سيتي وأستون فيلا يلعبان بطريقة مختلفة تماماً، وبالتالي فسوف يتطلب الأمر بعض الوقت حتى يتأقلم غريليش على اللعب مع مانشستر سيتي. وعلى سبيل المثال، استغرق الأمر موسماً كاملاً حتى تأقلم النجم الجزائري رياض محرز على طريقة اللعب في مانشستر سيتي بعد قدومه من ليستر سيتي، والآن يقدم أفضل مستويات له على الإطلاق.
ونظراً لأنه من المعروف أن غريليش يتمتع بصرامة كبيرة، فمن المرجح أن يتأقلم سريعاً على طريقة لعب مانشستر سيتي من الناحية البدنية، لكن التركيز الذهني لا يقل أهمية عن الجوانب البدنية، حيث يتطلب الأمر من اللاعب التحرك سريعاً وتمرير الكرة بسرعة والتمركز بشكل جيد داخل المستطيل الأخضر من أجل التغطية خلف اللاعبين الآخرين الذين يتقدمون للأمام لفتح مساحات في دفاعات الفرق المنافسة.
وكان المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، قلقاً للغاية بشأن العمل الدفاعي لغريليش لدرجة أنه تحدث معه حول هذا الأمر بعد المباراتين الوديتين اللتين لعبهما المنتخب الإنجليزي قبل انطلاق كأس الأمم الأوروبية 2020، قبل أن يعتمد عليه لفترات محدودة خلال البطولة نفسها. وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: إذا لم يكن اللاعب منضبطاً بما يكفي بالنسبة لساوثغيت، فهل سيكون قادراً حقاً على تلبية مطالب غوارديولا؟
ثم هناك معضلة أخرى تتمثل في المكان الذي سيلعب فيه غريليش. مع أستون فيلا، كان غريليش يلعب في خط الوسط أو ناحية اليسار، ولا يوجد سبب يمنعه من فعل الشيء نفسه مع مانشستر سيتي. وفي ظل المنافسة الشرسة بالفعل بين فيل فودين ورحيم ستيرلينغ على حجز مكان في الناحية اليسرى، وفي ظل وجود خيار آخر في هذا المركز وهو فيران توريس، يبدو أن غوارديولا يرى غريليش مناسباً أكثر للعب كمحور ارتكاز، للعب بجوار واحد من بين دي بروين وإلكاي غوندوغان وبرناردو سيلفا.
هذا على افتراض أنه لن يرحل أي لاعب عن مانشستر سيتي، لكن يبدو من المحتمل أن لاعباً واحداً على الأقل، وربما لاعبان آخران، سيتبعان سيرجيو أغويرو وإريك غارسيا ويرحلان عن النادي. وقد تكون الشراكة الهجومية المحتملة بين غريليش وكين وستيرلينغ وفودين أمراً رائعاً للغاية بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، لأن اللعب معاً على مستوى الأندية سيزيد من التجانس بين هؤلاء اللاعبين ويصب في مصلحة المنتخب الإنجليزي في نهاية المطاف.
وكانت هناك حالة من الغضب الشديد بين جماهير أستون فيلا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن رحيل غريليش، لكن رحيل اللاعبين المميزين لأندية أكبر ليس بالأمر الجديد، ونحن نرى اللاعبين المحليين الموهوبين يرحلون عن الأندية التي كانوا يشجعونها منذ نعومة أظافرهم وينتقلون إلى الأندية الأكثر ثراءً ونجاحاً منذ الأيام التي كان فيها أستون فيلا يشتري اللاعبين الاسكوتلنديين في التسعينات من القرن التاسع عشر. ويبدو أن أستون فيلا نفسه قد قبل في وقت مبكر احتمال رحيل غريليش، وعلى عكس توتنهام، عمل على شراء البدائل في الوقت المناسب تحسباً لرحيل اللاعب، والدليل على ذلك أن إيميليانو بوينديا وليون بايلي يقدمان مستويات جيدة للغاية في النواحي الهجومية لأستون فيلا.
قد لا تكون تشكيلة أستون فيلا بنفس القوة والإثارة من دون غريليش، لكن من المفترض أن الفريق سيتمتع بقدرة أكبر من العمق والتوازن خلال الفترة المقبلة، وهذا هو حال كرة القدم الحديثة، حيث ينتقل اللاعبون المميزون إلى الأندية الأكبر والأكثر نجاحاً. وبينما يتطلع مانشستر سيتي إلى أن يساعده غريليش في الوصول إلى مستويات أعلى، يأمل أستون فيلا أن يؤدي بيعه لهذا اللاعب إلى تعزيز مكانته في الدوري الإنجليزي الممتاز في المستقبل المنظور من خلال استخدام العائد المادي الكبير لبيع اللاعب في التعاقد مع لاعبين جيدين يقدمون الإضافة اللازمة للنادي خلال الفترة المقبلة. قد تكون مشاركة غريليش الاولى كبديل مع مانشستر سيتي في الدقيقة 64 في مباراة درع المجتمع التي فاز فيها ليستر سيتي غير مثالية، لكن التأقلم في اللعب مع فريقه الجديد سيأخذ وقتاً بالتأكيد.



شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».