قرار «مجحف» يسلب «حامدي» الذهب... والسعوديون: «أنت البطل»

خبراء كاراتيه استغربوا تمرير الخدعة على حكم النهائي رغم وضوح القوانين

الفيصل يقبل رأس النجم السعودي عقب التتويج (الشرق الأوسط)
الفيصل يقبل رأس النجم السعودي عقب التتويج (الشرق الأوسط)
TT

قرار «مجحف» يسلب «حامدي» الذهب... والسعوديون: «أنت البطل»

الفيصل يقبل رأس النجم السعودي عقب التتويج (الشرق الأوسط)
الفيصل يقبل رأس النجم السعودي عقب التتويج (الشرق الأوسط)

فيما حصد لاعب الكاراتيه السعودي طارق حامدي، الميدالية الفضية في منافسات فوق 75 كليوغراماً، ضمن منافسات أولمبياد طوكيو، بعد خسارته في المباراة النهائية أمام الإيراني سجاد قنجزاده، الذي فاز بالميدالية الذهبية، اعتبر خبراء في لعبة الكاراتيه أن الطاقم التحكيمي أصدر قراراً مجحفاً بحق البطل السعودي بحجة تعرض منافسه للعنف أثناء المواجهة التي كانت فيها النتيجة تشير إلى تقدم سعودي بنتيجة 4 - 1.
ودعم آلاف السعوديين أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي نجمهم «غير المتوج» ووصفوه بالبطل الحقيقي حتى وإن لم ينل الذهب، وذلك عطفاً على المستوى الكبير الذي قدمه أمام أبطال العالم أمس.
وكان حامدي في طريقه لنيل الميدالية الذهبية قبل عشر ثوانٍ من نهاية اللقاء ولكن تم استبعاده بحجة ركلة لرأس قنجزاده.
وسقط اللاعب الإيراني مغشياً عليه وتم نقله على نقالة، وبعد ذلك قرر الحكام أن الركلة لم تكن موجهة بشكل جيد. وبعد ذلك تعافى قنجزاده وتسلم ميداليته.
وقال اللاعب الإيراني: «لا أعلم ما حدث. كنت أعلم أنني متأخر في النتيجة، وأحاول التعويض، وفي النهاية كل ما تذكرته هو أنني على محفة».
وأضاف: «عندما استيقظت، كانت تتم معالجتي، وسمعت مدربي يقول لي إنني فزت. هذا كل ما أتذكره».
وأكد: «بشكل عام صحتي بخير. كان لدي ألم كبير في رأسي، وصداع مزمن. سعيد للفوز بهذه الميدالية، ولكنني حزين لما حدث لمنافسي».
وفاز الياباني ريوتارو أراجا والتركي أوجور أكتاش بميداليتين برونزيتين.
وقال علي الزهراني مدرب المنتخب السعودي لـ«الشرق الأوسط» إن التحكيم اعتبر أن الحامدي لعب بعنف في المباراة وأصاب رأس اللاعب الإيراني، رغم أن هناك إهمالاً من قبل اللاعب الإيراني الذي أنزل رأسه وتلقى على إثر ذلك الضربة التي لا تعتبر عنيفة، بل إن هناك إهمالاً واضحاً وكان على إثره سجاد هو من يستحق الطرد.
وأضاف: «طارق في عيوننا هو البطل ويستحق التتويج وليس الإقصاء بالفضية، حيث كان يستحق الذهبية».
وبين الزهراني وهو المدرب الدائم للبطل حامدي منذ بداياته في نادي الجبيل قبل الانتقال لنادي الهلال أن طارق عمل كثيراً من أجل هذا المنجز ولكن للأسف تعرض لقرار ظالم في المشاركة الأولى للعبة الكاراتيه السعودية في الأولمبياد.
وشدد الزهراني على أن مثل هذه القرارات تتخذ بشكل جماعي وليست مقتصرة على الحكم التركي «أوغور كوباس».
وأشار الزهراني في ختام حديثه أنه ورغم ألم القرار المجحف بحق البطل طارق فإن تحقيق الميدالية الفضية في الأولمبياد يمثل منجزاً تاريخياً للرياضة السعودية، معتبراً أن الكاراتيه السعودية أثبتت قوتها على كافة الأصعدة من خلال الأبطال الذين حققوا منجزات عالمية كبرى.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم القناص رئيس الاتحاد السعودي السابق إن اللاعب الإيراني بالغ في تمثيله بفقدان الوعي واستغل ثغرة قانونية ليعتبره الحكم بطلاً ويتوجه بالذهبية.
وأضاف الدكتور القناص، وهو بطل دولي سعودي سابق أن البطل طارق حامدي كان بطلاً تاريخياً ولا يلام وأنه حقق منجزاً كبيراً للرياضة السعودية.
أما الدكتور محمد القحطاني وهو بطل سعودي سابق ومشرف المنطقة الشرقية في اتحاد اللعبة لسنوات أن لعبة الكاراتيه باتت في وضع آمن عما كانت عليه في السابق من حيث القفازات والمواد الواقية من الضربات العنيفة ولذا انخفضت درجة الإصابات بها مما يعني أن حدوث مثل هذه القرارات بحجة العنف تراجعت بشكل كبير.
وأضاف: «أستغرب من أن يتم تعيين حكم تركي مستواه أقل من أن يدير نزالاً رئيسياً وكان من الأجدى أن يتم تعيين حكم ياباني فهي لعبتهم في الأساس».
وبين أن طارق بطل وإن لم يتوج، مشدداً على أن لاعب الكاراتيه في العادة يتم إعداده بشكل ذهني عالٍ ليبعد عن نفسه أي حسابات خارج الإطار الرياضي، ولذا من المستبعد أن يكون طارق قد تعمد إيذاء اللاعب الإيراني في النهائي، ولكن المؤسف أن يتم اتخاذ قرار بهذا الإجحاف دون أي مقاييس واضحة يبني عليها، خصوصاً أن الحكم كان يمكنه أن يقيس الحالة ويستمع لنداءات اللاعبين أثناء اللعب ويتدخل حتى بجسمه إن اقتضى الأمر ذلك ولا يحكم على الأمور من بعيد. وختم بالتأكيد على أنه عاصر بدايات طارق وكلف المدرب الزهراني بالإشراف عليه منذ البدايات، ويعرف حماسه وقدراته ويحق للجميع الفخر به. أما البطل السعودي عماد المالكي، فقد اعتبر أن قوة الضربة يحددها الدكتور والحكام، مبيناً أن اللاعب الإيراني أدرك أن فرصته الوحيدة عدم النهوض وترك الأمر للحكام وهذا ما حصل من قرار.
ورأى أن القرار كان مجحفاً بحق طارق، حيث لم يستحق الطرد وكان يستحق الذهب الذي سلب منه، معتبراً أن رأيه مبني على خبرته ومشاهدته للحالة من خلف الشاشة.
وكان حامدي قد وصل للنهائي الأولمبي الأول للاعب سعودي في تاريخ المشاركات الأولمبية، حيث كانت أولى مواجهاته ضد الكرواتي إيفان وخسرها «2 - 3» قبل أن يستعيد التوزان ويحقق فوزاً كبيراً على الأميركي براين «4 - » ثم تعادل مع الإيراني ساجد «0 - 0» قبل أن يكتسح الكندي دانيال «10 - 3» وليتأهل للدور نصف النهائي.
والتقى البطل السعودي بالياباني أراجا وتفوق عليه «2 - 0» ليتأهل للنهائي ويواجه الإيراني نفسه الذي تعادل معه في دور المجموعات.


مقالات ذات صلة

الفيصل يزور الأخضر... ويطالب اللاعبين بمضاعفة الجهود

رياضة سعودية وزير الرياضة في حديث مع لاعبي الأخضر (المنتخب السعودي)

الفيصل يزور الأخضر... ويطالب اللاعبين بمضاعفة الجهود

زار الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، مساء السبت، مقر تدريبات المنتخب السعودي في جدة.

«الشرق الأوسط» (جدة )
رياضة سعودية دي روسي مدرب فريق روما خلال المؤتمر الصحافي (نادي روما)

مدرب روما: عبد الحميد يملك سرعة كبيرة... ومانشيني يرى فيه «المستقبل»

أثنى الإيطالي دي روسي مدرب فريق روما الإيطالي على سعود عبد الحميد النجم السعودي المنضم حديثاً إلى صفوف «الذئاب» في الدوري الإيطالي.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية الأمير بندر بن خالد الفيصل يتسلم الراية من رئيس الاتحاد الآسيوي (اتحاد الفروسية الآسيوي)

نادي سباقات الخيل يستضيف المؤتمر الآسيوي في دورته الـ41 عام 2026

يستعد نادي سباقات الخيل لاستضافة النسخة الـ41 من المؤتمر الآسيوي لسباقات الخيل عام 2026، حيث تسلم النادي الراية من الجمعية اليابانية لسباق الخيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية الإيطالي بياجو خلال توقيع العقد مع إبراهيم القاسم (الشرق الأوسط)

الإيطالي «بياجو» يقود الأخضر الشاب… والبداية في أبها

وقّع الاتحاد السعودي لكرة القدم عقداً مع المدرب الإيطالي لويجي دي بياجو ليتولى بموجبه تدريب المنتخب السعودي تحت 21 عاما.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ناصر القحطاني (الشرق الأوسط)

القحطاني: طموحات البعثة الخضراء كبيرة في بارالمبياد باريس

أكد ناصر القحطاني، المدير الفني للمنتخب السعودي البارالمبي، أن الفريق استعد بشكل جيد من خلال معسكر أقيم في بولندا، إضافة إلى مشاركات متعددة طوال الموسم.

فاتن أبي فرج (باريس)

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.