مباحثات سياحية تستبق زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للمغرب

TT

مباحثات سياحية تستبق زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للمغرب

أجرى وزير السياحة الإسرائيلي يوئيل رازفوزوف، محادثات هاتفية مع وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي في الحكومة المغربية، نادية فتاح العلوي، مستبقا زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإسرائيلي ياشير لبيد للمغرب هذا الأسبوع.
وقال رازفوزوف «ناقشنا مختلف فرص التعاون بين البلدين». وأضاف «التعاون سيشمل الطيران المباشر بين مراكش وإسرائيل الذي افتتح مؤخرا. واتفقنا على أننا سنواصل تعزيز العلاقات بين البلدين».
ويستعد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لزيارة المملكه المغربية الأربعاء القادم بعد قطيعة في العلاقات بين الجانبين استمرت 20 عاما.
ويعد لبيد أول وزير خارجية إسرائيلي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب، وذلك بعد زيارة أخرى مماثلة هي الأولى من نوعها جرت أواخر يونيو (حزيران) الماضي، لدولة الإمارات لافتتاح السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي والقنصلية في دبي.
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن الزيارة ستتم خلال أيام 11 – 12 أغسطس (آب) الحالي، وسيفتتح خلالها لبيد مقر البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية رسميًا في الرباط.
ويتطلع الإسرائيليون وفق اتفاق مسبق لرد الزيارة عبر زير الخارجية المغربية ناصر بوريطة الذي دعاه لبيد، لافتتاح مقر البعثة الدبلوماسية لبلاده في تل أبيب.
وأرسل لبيد لبوريطة رسالة في وقت سابق، قال فيها إن إعادة العلاقات بين إسرائيل والمغرب كانت خطوة تاريخية. كما أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن رغبته في إحراز تقدم في التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التجارة والتكنولوجيا والثقافة والسياحة.
وتأتي الزيارة بعد خطوات لتعزيز العلاقات بين تل أبيب والرباط، شملت تسيير رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والمغرب، أقلّت مائة سائح إسرائيلي.
وستربط البلدين رحلات مباشرة في خطوة تهدف إلى جذب 50 ألف سائح إسرائيلي إلى المغرب مع نهاية العام.
ويُعدّ المغرب موطناً لأكبر جالية يهودية في شمال أفريقيا، مع تعداد يبلغ 3000 شخص. ويعيش نحو 700 ألف يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.
ويراهن المغرب على الإسرائيليين من أصول مغربية، الذين يُقدّر عددهم بنحو مليون إسرائيلي. ويطمح إلى جلب 200 ألف إسرائيلي بحلول 2022. ويتوقع المكتب الوطني المغربي للسياحة، ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين للمغرب إلى 200 ألف سنويا، بعد ذلك.
يشار إلى أن طائرة تابعة لسلاح الجو المغربي هبطت هذا الشهر في قاعدة «حتسور» الجوية الإسرائيلية، للمشاركة بحسب تقارير في مناورة جوية متعددة الجنيسات في وقت لاحق من هذا الشهر.
ولم تكن لإسرائيل والرباط سابقًا علاقات كاملة، واكتفى الجانبين بوجود مكتبين دبلوماسيين بدلا من السفارات، وحافظتا على علاقات رسمية وثيقة حتى علقتها المغرب مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي إن العلاقات مع المملكة الواقعة في شمال إفريقيا «ستتحول إلى علاقات دبلوماسية كاملة».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.