الهلال يهدي جارديم صفقة انتظرها 7 أعوام

بيريرا سيتقاضى راتباً سنوياً قدره 4.5 مليون يورو... بينما سيحصل ناديه الإنجليزي على 17 مليوناً

بيريرا يستعرض قميصه مع الهلال بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)
بيريرا يستعرض قميصه مع الهلال بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)
TT

الهلال يهدي جارديم صفقة انتظرها 7 أعوام

بيريرا يستعرض قميصه مع الهلال بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)
بيريرا يستعرض قميصه مع الهلال بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)

أهدى نادي الهلال مدربه البرتغالي ليوناردو جارديم، صفقة لطالما انتظرها طويلاً، بتوقيعه مع البرازيلي ماثيوس بيريرا، وهي الصفقة التي حققت صدى مدوياً في الشارع الرياضي السعودي على مدار الساعات الماضية.
وكان جارديم حاول ضم بيريرا في وقت سابق، وبالتحديد في صيف 2014، حينما كان مدرباً لنادي موناكو الفرنسي، حيث حاول الاستعانة به من أجل دعم خط هجومه، لكن الصفقة لم تكتمل في النهاية، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام برتغالية، لكنه انتظر لمدة 7 سنوات حتى أتى به بشكل رسمي عندما تولى تدريب الهلال.
وأعلن النادي السعودي إتمام اتفاقه الرسمي مع ماثيوس بيريرا بعقد يمتد لخمسة أعوام، كما تقرر أن يرتدي القميص رقم 15.
وبحسب أنباء متداولة، فإن الصفقة كلفت نادي الهلال قرابة 17 مليون يورو ستدفع كاملة لنادي وست بروميتش ألبيون الإنجليزي. فيما سيحصل اللاعب على راتب سنوي مقداره 4.5 مليون يورو.
ومن المتوقَّع أن يصل اللاعب إلى الرياض خلال ساعات، من أجل الالتحاق بصفوف الفريق والمشاركة في مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، خلال الموسم الجديد. وبيريرا صاحب قدم يسرى تعرف طريق المرمى جيداً، ولديه القدرة على التسجيل من مختلف زوايا الملعب، ويملك شخصية قوية ساعدته على التألق السريع في الدوري الإنجليزي الممتاز أقوى دوريات العالم.
وكسب دوري المحترفين السعودي لاعباً مميزاً صنف كأحد أبرز أجنحة الدوري الإنجليزي، الموسم الماضي، من خلال قميص بروميتش ألبيون.
وتبدو قصة ماثيوس بيريرا مختلفة تماماً عن قصص أقرانه من اللاعبين، كونه لم يبدأ مسيرته في البرازيل، بل هاجر سريعاً نحو البرتغال في سن الـ14 عاماً، بعد أن تعلم مبادئ كرة القدم وأصولها في «أكاديمية ترافاريا» المحلية، لينتقل بشكل مفاجئ إلى مدينة لشبونة، وبالتحديد تجاه أحد عمالقتها «سبورتنج لشبونة» عام 2010، ليلتحق بأكاديمية الشبان داخل النادي ويبدأ مسيرته الاحترافية مبكراً.
4 سنوات هي المدة التي قضاها ماثيوس في أكاديمية الشبان حتى تم تصعيده إلى الفريق الرديف لسبورتنج عام 2014، رغم أن عمره حينها لم يتجاوز 18 عاماً، ليقدم اللاعب اللاتيني مسيرة مميزة ويثبت نفسه بقوة في الهجوم، سواء كجناح صريح أو مهاجم متأخر أو لاعب وسط هجومي، مسجلاً 17 هدفاً وصانعاً 13 لزملائه في 41 مباراة. تألق بيريرا مع الفريق الرديف خطف انتباه خورخي خيسوس، مدرب الهلال الأسبق والرجل الذي قاد سبورتنج خلال الفترة من 2015 إلى 2018، ليأمر بضمه مباشرة إلى الفريق الأول ويبدأ اللعب فعلياً مع الكبار خلال عام 2015، رغم أنه لم يتخط العشرين حينها.
ومع لشبونة وتحت قيادة خيسوس، شارك بيريرا في 27 مباراة خلال موسمين، سجل خلالها 6 أهداف وصنع 4. ومن أجل اكتساب مزيداً من الخبرات، قرر مسؤولو سبورتنج لشبونة إعارة اللاعب الشاب إلى صفوف شيفاز، أحد فرق الدوري البرتغالي، ليتألق بشكل لافت خلال موسم 2017 - 2018، ويسجل 8 أهداف مع صناعة 5 في 30 مباراة رسمية.
ولعب بيريرا خلال تلك الفترة كجناح هجومي صريح، يبدأ على الطرف ثم يتوغل في العمق من أجل الصناعة والتسجيل، لكنه لم يعد إلى ناديه الأصلي سبورتنج الذي فضل إعارته من جديد، لكن هذه المرة إلى ألمانيا مع فريق نورنبرج، الذي شارك معه في 21 مباراة بالبوندسليجا مساهماً في 5 أهداف فقط.
وخلال يوم 8 أغسطس (آب) 2019. تحولت مسيرة ماثيوس بيريرا بالكامل إلى مستوى أعلى، بعد اهتمام مسؤولي وست بروميتش ألبيون الإنجليزي بضمه، لينتقل أولاً لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة، ويسهم بشكل رئيسي في صعود الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد احتلاله المركز الثاني في ترتيب دوري البطولة الإنجليزية.
وتدرب ماثيوس تحت قيادة بيليتش مدرب الاتحاد الأسبق خلال موسمه الأول مع وست بروميتش، ليسجل 8 أهداف ويصنع 20 هدفاً ساهمت بوضوح في صعود الفريق إلى البريميرليج، وإجبار مسؤولي النادي على شراء عقده نهائياً من سبورتنج لشبونة مقابل نحو 9.5 مليون يورو في صيف 2020، ليصبح لاعباً رئيسياً وترتفع قيمته السوقية لتصل إلى 15 مليون يورو.
ورغم هبوط وست بروميتش ألبيون من جديد بعد وجوده في المركز قبل الأخير بالدوري خلال الموسم الماضي، فإن بيريرا قدم مستويات مميزة مع الفريق، وأظهر شخصية كبيرة جعلته اللاعب الأكثر تأثيراً بالهجوم، وإحدى مفاجآت البريميرليج رغم النتائج الضعيفة للنادي.
وخلال 34 مباراة بالموسم الماضي في كل المسابقات، تمكن ماثيوس من تسجيل 12 هدفاً وصناعة 6. بواقع 11 هدفاً في الدوري وهدف واحد في بطولة الكأس، بالإضافة لصناعة 11 فرصة للتسجيل وقيامه بدور المهاجم وصانع اللعب في آن واحد، ليصنفه جمهور وست بروميتش ومتابعيه كأفضل لاعبي الفريق دون منازع.
وعلى المستوى التكتيكي والخططي، يلعب بيريرا في الجناح الأيمن ومركز الوسط المهاجم خلال خطة 4 - 2 - 3 - 1. لذلك فإنه إما يبدأ على الطرف ثم يقطع للداخل من أجل التسديد والتمرير، أو يبدأ المباراة في العمق كلاعب وسط هجومي صريح خلف رأس الحربة، للقيام بدور المهاجم الإضافي والتوغل داخل منطقة الجزاء في الوقت المناسب. وليس من الغريب محاولة مسؤولي وست بروميتش الحفاظ على خدماته لفترة أطول، خاصة أن اللاعب هو الأكثر تهديفاً وصناعة خلال آخر موسمين مع الفريق، ولديه شخصية كبيرة تؤهله لقيادة خط الهجوم بالكامل، لكنه استسلم في النهاية لرغبة اللاعب الذي أصر على الانتقال إلى الهلال، واصفاً عرض الفريق السعودي بالذي سيغير حياته وحياة أسرته، مما يجعله مصراً على خوض هذا التحدي الجديد في أقرب وقت.


مقالات ذات صلة

صالح الداود يخلف الصادق في منصب «مدير المنتخب السعودي»

رياضة سعودية صالح الدود (الشرق الأوسط)

صالح الداود يخلف الصادق في منصب «مدير المنتخب السعودي»

أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، اليوم (الأربعاء)، رسمياً تعيين الدولي السابق صالح الداود مديراً للمنتخب الوطني الأول.

سلطان الصبحي (الرياض)
رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية كوليبالي قال إن فريقه سيعمل على رسم البسمة على الجماهير مجدداً (نادي الهلال)

كوليبالي لـ«الشرق الأوسط»: الجميع يريد الفوز على الهلال... وسنعود أقوى

قال السنغالي خاليدو كوليبالي، لاعب فريق الهلال، إن مباراة السد القطري كانت صعبة، مشيراً إلى رغبتهم في العودة للانتصارات ورسم الابتسامة على مشجعي الفريق.

سعد السبيعي (الدوحة )
رياضة سعودية فريق الهلال كان الأكثر بحثاً من جانب الجماهير (تصوير: عبد العزيز النومان)

أمازون: الهلال يتجاوز النصر بـ4 أضعاف عبر استفسارات «أليكسا»... ورونالدو في الصدارة

كشف «أمازون» عن تلقيه أكثر من 5 ملايين استفسار عبر «أليكسا» متعلق بكرة القدم من الجمهور السعودي خلال عام 2024 ما يعكس النمو المستمر في شعبية كرة القدم بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».