«زلزال» رحيل ميسي يهز برشلونة... ولابورتا يلقي باللوم على لوائح الليغا الصارمة

رئيس النادي الكتالوني فشل في تنفيذ وعده بالإبقاء على نجم الفريق الأسطوري... وسان جيرمان المرشح الأبرز لضم الأرجنتيني

ميسي حصد 6 كرات ذهبية لأفضل لاعب بالعالم وهو في صفوف برشلونة... وفي الاطار لابورتا يعلن أمس نهاية قصة ميسي مع برشلونة (أ.ب)
ميسي حصد 6 كرات ذهبية لأفضل لاعب بالعالم وهو في صفوف برشلونة... وفي الاطار لابورتا يعلن أمس نهاية قصة ميسي مع برشلونة (أ.ب)
TT

«زلزال» رحيل ميسي يهز برشلونة... ولابورتا يلقي باللوم على لوائح الليغا الصارمة

ميسي حصد 6 كرات ذهبية لأفضل لاعب بالعالم وهو في صفوف برشلونة... وفي الاطار لابورتا يعلن أمس نهاية قصة ميسي مع برشلونة (أ.ب)
ميسي حصد 6 كرات ذهبية لأفضل لاعب بالعالم وهو في صفوف برشلونة... وفي الاطار لابورتا يعلن أمس نهاية قصة ميسي مع برشلونة (أ.ب)

لم يفلح خوان لابورتا في تنفيذ وعده الذي قطعه على نفسه قبل خمسة أشهر خلال حملته الانتخابية لرئاسة نادي برشلونة، بالإبقاء على أسطورة ناديه الأرجنتيني ليونيل ميسي بين جدران النادي الكتالوني، لتنتهي واحدة من أجمل القصص في عالم كرة القدم. لقد صحا جمهور برشلونة أمس، على وقع «زلزال» رحيل ميسي عن النادي بعد شراكة استمرت نحو 21 عاماً وكانت مثمرة بالألقاب المحلية والقارية والعالمية والجوائز الفردية التي جعلت من النجم الأرجنتيني أسطورة لا يضاهى.
وأقرّ لابورتا أمس، بأن تمديد عقد ميسي كان سيشكّل «مخاطر مالية» على النادي الكاتالوني الذي يرزح تحت ضائقة مالية تتجاوز المليار يورو، مؤكداً أنه قام «بما هو أفضل لمصلحة النادي». وقال لابورتا خلال مؤتمر صحافي: «لوائح الليغا الإسبانية المالية لم تدع لنا أي خيار سوى عدم تجديد عقد ليونيل ميسي، لقد اتفقنا على توقيع عقد جديد، لكن بالرجوع إلى القواعد المالية للاتحاد الإسباني واكتشاف أن رواتب فريقنا تمثل 110% من إيراداتنا الحالية وهو ما يعني أن النادي ينفق أكثر من المتوقع ودخل في مخاطرة مالية. كان علينا اتخاذ القرار الصعب، فالنادي أهم من أي شيء حتى من أفضل لاعب في العالم».
ويملك ميسي رابطاً حميماً مع مدينة برشلونة، حيث عاش فيها منذ عمر المراهقة وحيث وُلد أولاده الثلاثة. وقال في أبريل (نيسان) الماضي بعد قيادته فريقه إلى إحراز كأس إسبانيا: «إنه أمر مميز أن أكون قائداً للفريق الذي لعبت له طوال حياتي».
وكان ميسي قد توصل إلى اتفاق مع برشلونة للبقاء ضمن صفوفه في عقد جديد لمدة 5 أعوام مع القبول بتخفيض راتبه بنسبة 50% سنوياً. لكن من المتوقع أن تقلص قواعد اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني، حدَّ رواتب برشلونة إلى أقل من 200 مليون يورو هذا الموسم، ما دفع لابورتا إلى استنتاج أنهم غير قادرين على إتمام الصفقة.
وقال: «الوضع الذي ورثناه من الإدارة السابقة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو كان أسوأ كثيرا مما توقعناه، وفاتورة رواتب الرياضة تمثل 110% من دخل النادي، وليس لدينا هامش للرواتب. تضع القوانين التي أقرتها رابطة الدوري الإسباني قيوداً وليس لدينا الهامش للتحرك. كنا ندرك الوضع منذ وصولنا لكن الأرقام التي رأيناها أسوأ مما كنا نظن».
وانضم ميسي إلى برشلونة وعمره 13 عاماً وهو هداف النادي عبر العصور والأكثر مشاركة في المباريات، حيث أحرز 672 هدفاً في 778 مباراة بجميع المسابقات.
وكان لاعب منتخب الأرجنتين حراً وبإمكانه التفاوض للانتقال لأندية أخرى بعد انتهاء عقده في يونيو (حزيران)، إلا أن لابورتا وعد خلال حملته الانتخابية بتوقيع عقد جديد، كما أكد رئيس النادي الكاتالوني بعد وصوله إلى المنصب مراراً أن برشلونة توصل بالفعل لاتفاق طويل الأجل مع ميسي على أن يتم دفع الراتب على مدار خمسة أعوام. لكن بشكل مفاجئ عاد لابورتا ليعلن أن النادي ليس باستطاعته التوقيع على العقد الجديد وألقى باللوم على قواعد الليغا الصارمة، ورفضه المساومة بالموافقة على اقتراح رابطة الدوري بشأن استثمارات الأسهم الخاصة من شركة (سي في سي) من أجل الإبقاء على اللاعب الأرجنتيني.
وقال لابورتا إنه من أجل التوصل إلى طلبات رابطة الدوري كان يجب عليه الموافقة على عملية إعادة رهن النادي بشكل أساسي وهو ما كان سيؤثر على برشلونة لمدة 50 عاماً مقبلة من حيث حقوق البث التلفزيوني. وأوضح: «لا يمكن تعريض المؤسسة لخطر أكبر».
وواصل لابورتا: «قلت إننا سنفعل ما في وسعنا للإبقاء على ميسي في برشلونة في نطاق الوضع المالي للنادي، لقد توصلنا لاتفاق لكننا لم نستطع التوقيع الرسمي بسبب قواعد رابطة الليغا، وهو ما يعني أننا لا نستطيع تسجيل اللاعب إلا في حدود سقف الرواتب. لا أريد الاستمرار في الحديث عن الموقف الذي ورثناه وقرارات كارثية تم اتخاذها في الماضي، انتقلنا من سيئ إلى أسوأ». وأضاف: «أنا حزين، لكنني أعتقد أننا فعلنا ما هو أفضل لمصالح النادي، ميسي لديه عروض أخرى»، من دون أن يعلن هوية الأندية المهتمة بالتعاقد مع حامل الكرة الذهبية 6 مرات.
واتهم لابورتا الذي انتُخب مجدداً لرئاسة برشلونة في مارس (آذار) الماضي على خلفية الوعد الذي أطلقه بإبقاء ميسي في برشلونة، نظام اللعب المالي النظيف الذي وضعته رابطة الدوري الإسباني بمنعه من الوفاء بوعده. وقال: «الخميس فقط أدركنا أن الأمر قد انتهى. أجريت الحديث الأخير مع والد ليو، لا أريد منح آمال مزيفة للجماهير. لدى اللاعب عروض أخرى وهناك وقت محدد لانطلاق الموسم، كان علينا أن نحسم الموقف لأن اللاعب يحتاج أيضاً إلى الوقت من أجل تحديد خياراته».
وكان خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني (الليغا)، قد أشار في وقت سابق إلى أن برشلونة عليه تقليص فاتورة رواتب لاعبيه بشكل كبير للحفاظ على قائده ليونيل ميسي، وأنه لن يُظهر أي تساهل عندما يتعلق الأمر بالامتثال لقواعد الرقابة المالية.
ورداً على مطالب بالتساهل مع القواعد المالية لليغا خصوصاً بعد أن رفع الاتحاد الأوروبي القيود عن الأندية في قرار يراه البعض بمثابة إلغاء لقانون اللعب المالي النظيف، قال تيباس: «القواعد كما هي ويجب على الجميع الالتزام بها، من برشلونة إلى الكوركون (المنافس في الدرجة الثانية... الوسيلة الوحيدة لبرشلونة للاحتفاظ بقائده هي التخلص من بعض لاعبيه، إذا لم يرحل أي لاعب وتم تخفيض فاتورة الرواتب سيكون من المستحيل الإبقاء على ميسي».
ودفع النادي الكاتالوني غالياً ثمن تعاقدات فاشلة مع لاعبين مقابل مبالغ باهظة، منها البرازيلي فيليبي كوتينيو والمهاجمان الفرنسيان أنطوان غريزمان وعثمان ديمبيلي في صفقتين كلّفتا خزينة النادي قرابة 400 مليون يورو مجتمعتين. وفرضت الصعوبات المالية الضخمة التي يواجهها برشلونة عليه عدم التحرك بقوة في سوق الانتقالات والصفقات التي عقدها مؤخراً مع أمثال الهولندي ممفيس ديباي والأرجنتيني سيرخيو أغويرو والمدافع الإسباني إريك غارسيا كلها تمت بانتهاء عقود هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم.
وبدأت رابطة الدوري الإسباني العمل بقواعد اللعب المالي النظيف في 2013 حيث حددت الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن لكل نادٍ إنفاقه على اللاعبين والطاقم التدريبي في كل موسم بما يتماشى مع إيراداته. وحقق برشلونة أعلى إيرادات في عالم كرة القدم طبقاً لقائمة الدوري المالية التي أصدرتها شركة «ديلويت» للمراجعات المالية هذا العام، رغم أن الإيرادات تراجعت بواقع 125 مليون يورو العام الماضي بسبب تداعيات جائحة «كوفيد - 19».
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن برشلونة دخل في محادثات مع لاعبيه الأعلى أجراً مثل جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وسيرجي روبرتو، من أجل تخفيض رواتبهم بواقع 40% مقابل تمديد عقودهم.
وكان برشلونة يحاول أيضاً بيع بعض لاعبيه الأعلى أجراً ومن بينهم غريزمان وديمبلي وكوتينيو وصمويل أومتيتي ومارتن بريثويت لكنه لم ينجح بعد في العثور على مشترين.
غير أن النادي، إلى جانب غريمه التقليدي ريال مدريد يوفنتوس الإسباني، ما زال يتشبث بخطط دوري السوبر الأوروبي بعد أن قضت محكمة بأن يوقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الإجراءات التأديبية التي اتخذها بحق الأندية المؤسِّسة للمسابقة الانفصالية.

الوجهة المقبلة لميسي
ومن شأن التطور الصادم لأحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب الكروية على مر التاريخ، أن يقلب سوق الانتقالات رأساً على عقب قبل معرفة الوجهة المقبلة للأرجنتيني.
ويبقى معرفة الوجهة المستقبلية لميسي والأندية القادرة على الحصول على خدماته: هل سيكون مانشستر سيتي الإنجليزي حيث سيلتحق بمدربه السابق في برشلونة جوسيب غوارديولا، أو باريس سان جيرمان الفرنسي ليلعب تحت إشراف مواطنه المدرب ماوريسيو بوكيتينو، أو أي ناد آخر؟
عندما طلب اللاعب الأرجنتيني الرحيل عن برشلونة في صيف 2020 كان من المتوقع أن ينضم إلى مانشستر سيتي وغوارديولا، وحتى الشهر الماضي كان من الممكن أن يتحقق هذا الأمر لولا إشارات ميسي برغبته في البقاء بعد انتخاب لابورتا رئيساً جديداً للنادي الكتالوني.
لكن يبدو أن سيتي تجاوز الأمر بتعاقده مع صانع اللعب جاك غريليش مقابل 100 مليون جنيه إسترليني وإعطاء الأخير القميص رقم 10 الذي يرتديه ميسي دائماً سواء مع برشلونة أو منتخب الأرجنتين. وتشير وسائل إعلام إلى أن رغبة سيتي في ضم هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير، (مطلوب دفع 150 مليون إسترليني) يعني أن أبواب النادي الإنجليزي مغلقة أمام ميسي، لكن الإدارة الإماراتية المالكة لسيتي والتي تملك موارد غنية قد ترى التعاقد مع ميسي مجاناً فرصة لا يمكن إهدارها.
ويبدو باريس سان جيرمان الفرنسي هو المرشح الأبرز لضم النجم الأرجنتيني وهو من الأندية القليلة في العالم التي يمكنها تحمل الأجور الباهظة للاعبين. وارتبط ميسي بالانتقال إلى سان جيرمان منذ استحوذت «قطر للاستثمارات الرياضية» على النادي في 2011.
وفي وجود مواطنه بوكيتينو على رأس الجهاز الفني للفريق الفرنسي وزميله وصديقه المقرب البرازيلي نيمار وشريكٍ هجوميٍّ صاحب قدرات كبيرة مثل كيليان مبابي قد يشكّل ميسي القطعة المفقودة للنادي لتحقيق حلم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا أخيراً. ومع بقاء تشيلسي ومانشستر يونايتد على لائحة الأندية التي من الممكن لها ضم الأرجنتيني والوفاء براتبه الكبير، تظل فكرة بقائه في برشلونة قائمة.
ويرى مراقبون أن إعلان لابورتا رحيل نجمه الأسطوري عن برشلونة ما هو إلا خدعة كبيرة للضغط على رابطة الدوري الإسباني. ويعتقد هؤلاء أن رحيل أفضل لاعب في العالم عن الدوري الإسباني سيسهم في إضعاف فرص الاستثمار بالمسابقة والترويج، خصوصاً بعد أن سبق وفقدت المسابقة النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو المنتقل إلى يوفنتوس الإيطالي.


مقالات ذات صلة

ميشيل: لست قلقاً على جيرونا من بدايته المتعثرة

رياضة عالمية ميشيل سانشيز (إ.ب.أ)

ميشيل: لست قلقاً على جيرونا من بدايته المتعثرة

لا يشعر ميشيل مدرب جيرونا المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم بالقلق إزاء بداية فريقه السيئة هذا الموسم بعد إخفاقه في تحقيق الفوز في أول مباراتين.

«الشرق الأوسط» (جيرونا)
رياضة عالمية مارك بيرنال (أ.ب)

​صدمة في برشلونة بعد إصابة بيرنال بقطع في الرباط الصليبي

من المتوقع أن يغيب لاعب وسط برشلونة مارك بيرنال عن بقية الموسم بعد تعرضه لإصابة بقطع في الرباط الصليبي الأمامي.

ذا أتلتيك الرياضي (برشلونة)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي يرى أن الوقت ليس مناسباً للقلق بشأن مبابي (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: عدم تسجيل مبابي للأهداف ليس مقلقاً

اعتبر مدرب ريال مدريد بطل إسبانيا وأوروبا الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن «الوقت ليس مناسباً للقلق» بشأن المهاجم الفرنسي كيليان مبابي.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية داني أولمو (إ.ب.أ)

بالتحايل على القواعد... برشلونة يسجل داني أولمو

نجح برشلونة بتسجيل لاعب وسطه الجديد داني أولمو لدى رابطة الدوري الإسباني الثلاثاء، وسيكون بالتالي من ضمن قائمة الفريق في مواجهة رايو فايكانو في المرحلة الثالثة.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية كلاوديو برافو (أ.ف.ب)

التشيلي كلاوديو برافو يعتزل كرة القدم عن 41 عاماً

وضع حارس المرمى الدولي التشيلي كلاوديو برافو حداً لمسيرته في كرة القدم عن 41 عاماً، وفقاً لما أعلنه في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين.

«الشرق الأوسط» (سانتياغو)

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.