معرض الرياض الدولي للكتاب يودع قراءه اليوم محققًا نجاحات لافتة

استمر 10 أيام كرم خلاله 10 فائزين وأدباء راحلين وأصحاب 10 متاحف خاصة

معرض الكتاب
معرض الكتاب
TT

معرض الرياض الدولي للكتاب يودع قراءه اليوم محققًا نجاحات لافتة

معرض الكتاب
معرض الكتاب

يختتم معرض الرياض الدولي للكتاب، مساء اليوم (السبت)، فعاليات دورته التاسعة، التي كانت قد انطلقت يوم الأربعاء 4 مارس (آذار) الحالي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وافتتحه وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي.
وجاء المعرض في دورته التاسعة بعنوان «الكتاب.. تعايش»، بمشاركة دولة ضيف الشرف «جمهورية جنوب أفريقيا» و915 دار نشر وتوكيل وهيئة ومؤسسة حكومية وأهلية وخيرية من 29 دولة تحمل 600 ألف عنوان تغطي حقولا علمية ومعرفية متنوعة، على مساحة تقدر بنحو 23 ألف متر مربع، و5 صالات رئيسية.
وواكب المعرض التطور التقني في جميع مساراته ومسيراته على القارئ، والكتاب وملبيا رغبات القراء نحو عشق المعرفة وحب الاطلاع، حيث شهد المعرض تطورا ملحوظا في مجالات عدة، منها التوسع في استقبال دور نشر جديدة وأجنحة لجهات حكومية، فضلا عن التسويق الإلكتروني وخدمة الاستعلام، وزيادة عدد منصات التوقيع، والفعاليات الثقافية، بالإضافة إلى ورش العمل، والمحاضرات الثقافية التي ناقشت جملة من الموضوعات المهمة، وغيرها من الجوانب التي أسهمت في خدمة القارئ والكاتب والكتاب ودور النشر.
وشهد المعرض زيارات يومية للأمراء، والعلماء والوزراء، وعدد من سفراء الدول المعتمدين لدى المملكة، والمثقفين والباحثين من مختلف مناطق السعودية، وبعض الدول الخليجية والعربية، للاطلاع على المعرض وشراء الكتب المفيدة وحضور الفعاليات المصاحبة.
وقدمت وزارة الثقافة والإعلام إرثا ثقافيا امتد طيلة أعوام كثيرة عبر ندواتها الثقافية التي شغلت نصيبا كبيرا من الهوامش المصاحبة للمعرض، حتى باتت هذه الندوات مقصدا بحد ذاته للمثقفين، وعبر «تعايش» الذي حمله المعرض شعارا له في دورته التاسعة، تنوعت 18 ندوة ثقافية حاملة في طياتها مضامين أدبية وفنية وثقافية وقانونية، ومستضيفة أساطين العلم والثقافة والفن والفكر.
كما خص المعرض الشباب والأسرة بحيز كبير من الاهتمام عبر ورش خصصت لمواضيع شبابية بالشراكة مع مؤسسات وجمعيات خيرية استضافت في مجلسها التجارب الكتابية الشبابية والتعصب الرياضي وغيرها من المواضيع ذات العلاقة بهذه المرحلة العمرية التي تشكل الشريحة العمرية الأكبر في المملكة.
وتضمن المعرض ورشا متعددة وجهت للأمهات فقط لمعالجة صعوبات تعليمية وتربوية، عوضا عن تطوير أساليب التواصل مع الطفل.
وكرمت الوزارة 10 فائزين بجائزة الكتاب في حقول معرفية متعددة خصص لها لجان تحكيم لضمان جودة من تصل إليه رسالة التقدير، كما كرمت الوزارة الأدباء الراحلين الذين انتقلوا إلى جوار ربهم العام الماضي بعدما أثروا الساحة الثقافية والفكرية بلب تفكيرهم وعظيم جهودهم، وخصصت جناحا لنتاجهم وكتبهم التي ألفوها، وكرمت أيضا، في هذه الدورة، أصحاب 10 متاحف خاصة تفانوا من أجل التراث باذلين الغالي والنفيس في المحافظة عليه وإعطائه عمرا جديدا ليمنح أجيالا كثيرة صاعدة فرصة التعرف على جوانب مختلفة من تراث بلادنا.
واهتم المعرض في برامجه بالطفل، إذ جند له كل ما يضيف إلى متعته فضلا تربويا وتعليميا، وعلى صعيدين، احتفى المعرض بالطفل، كان الأول عبر تخصيص صالة خامسة إضافية للأجنحة التي تخدم شرائح الطفولة العمرية بإصداراتها الورقية وألعابها التعليمية، إضافة إلى أنشطة الطفل التي شكلت سببا إضافيا راجحا لزيارة المعرض، إذ قدم ركن الطفل خدمات احترافية منحت العوائل فرصة ترك أطفالهم من أعمار صغيرة مع عدد من المتطوعات اللاتي بادرن بإشراف أكاديمي وتربوي بتقديم عدد من أنشطة الطفل العملية عوضا عن قراءة القصص وتقديم مسرحيات العرائس والمسابقات.
وجاءت توقيعات الكتب التي مثلت لدور النشر حفلا تسويقيا للكتب، إذ بلغت الكتب الموقعة حتى هذا اليوم أكثر من 250 كتابا لكاتب وكاتبة، أعطاهم معرض الرياض الدولي للكتاب هذه الفرصة، احتفاء بجهودهم وتقديرا لإبداعهم.



احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».