مصريون يطلقون «هاشتاغ» لدعم مؤتمر شرم الشيخ على «تويتر» و«فيسبوك»

سخروا من ملصق دعائي للمؤتمر على مقر «حزب مبارك» المحترق بالقاهرة

مصريون يطلقون «هاشتاغ» لدعم مؤتمر شرم الشيخ على «تويتر» و«فيسبوك»
TT

مصريون يطلقون «هاشتاغ» لدعم مؤتمر شرم الشيخ على «تويتر» و«فيسبوك»

مصريون يطلقون «هاشتاغ» لدعم مؤتمر شرم الشيخ على «تويتر» و«فيسبوك»

في الوقت الذي تصدر فيه «هاشتاغ» لدعم الاقتصاد المصري، أطلقه ناشطون على موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» قائمة الأكثر تداولا بين القراء، أثار ملصق دعائي للمؤتمر نفسه على مقر الحزب الوطني المحروق على نيل القاهرة، حالة من الجدل بين المصريين.
والتف المصريون حول «الهاشتاغ» الذي يتزامن مع الاهتمام الدولي والعربي والمصري بمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري «مصر المستقبل» المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ، وتتجه أنظارهم إليه ويترقبون نتائجه، بينما حظي ملصق الدعاية للمؤتمر الاقتصادي على مقر مبنى الحزب الوطني الديمقراطي المنحل (الذي كان يرأسه الرئيس الأسبق حسني مبارك)، بسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
ورفع «الهاشتاغ» شعار «معا.. لدعم الاقتصاد»، بهدف التأكيد على المستقبل الأفضل للمصريين، وتحفيزا على ضخ رؤوس أموال للمشروعات الاستثمارية الجديدة. ويهتم الشارع المصري بمؤتمر شرم الشيخ، الذي أصبح مادة خصبة تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية، وتناثرت أحاديث المصريين عنه في المقاهي والشوارع والمنازل ووسائل المواصلات العامة. وامتد الأمر إلى هذه المواقع والصفحات الإلكترونية التي وجدت إقبالا كبيرا من المواطنين، حيث تحولت إلى ما يشبه منتدى لتبادل الأماني والطموحات المعلقة على المؤتمر.
ومن بين التغريدات على هذا الهاشتاغ: «من أحلى الحاجات في المؤتمر الاقتصادي إن العمل بالأيدي المصرية في تلك المشاريع إن شاء الله.. تحيا مصر». و«‏شعب مصر سيهزم الإرهاب.. ‏لما نحب نقدر‬».
وقال أشرف (ف)، أحد المغردين على «فيسبوك»: «سنسمع عن استثمارات فلكية ستأتي لمصر بفضل المؤتمر الاقتصادي». وأضاف مهاب (ن): «المؤتمر.. من أهم القرارات اللي اتخذت الفترة الحالية.. وإن شاء الله يكون وش الخير والسعد علينا.. وعلى كل المنطقة العربية».
وقال حمدي (م)، أحد المغردين على «تويتر»: «المؤتمر الاقتصادي سيؤدي لإقامة مشروعات وشراكة اقتصادية.. فنجاح المؤتمر سيصيب أطرافا ودول أخرى بـ(خيبة أمل)».
وكتبت مريم (ش) قائلة: «إن شاء الله المؤتمر الاقتصادي هيبقى فتحة خير لمصر».
وقالت هند (أ): «لكل خاين إرهابي أو مأجور.. أرح نفسك الخربة، المؤتمر الاقتصادي إتعمل.. ونجح بفضل الله.. والعقود اتمضت في دولها».
في السياق ذاته، دشن حزب النور، أحد الأحزاب الدينية في مصر «هاشتاغ» على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»؛ لمساندة مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، وحمل الهاشتاغ عنوان «‏النور يدعم المؤتمر الاقتصادي‬»؛ تعبيرا عن دعم الحزب ومساندته للمؤتمر. ونشر نشطاء «فيسبوك» و«تويتر» الهاشتاغ مرفقا به التصميمات التي قام الحزب بإعدادها لدعم المؤتمر، مطالبين الجميع بمساندة المؤتمر، ليخرج في أفضل صورة ممكنة؛ كونه خطوة هامة على طريق الاستقرار السياسي، وقفزة بالاقتصاد المصري إلى الأمام. لكن سيظل من أظرف التعليقات تعليق لفتاة تدعى (ريهام) على «تويتر» تقول فيه «هاشتاغ أنا هاشتاغ.. اقتصادنا هيكبر وأبقى عروسة وأحلى زواج».
من ناحية أخرى، أثار ملصق دعائي للمؤتمر الاقتصادي على مقر الحزب الوطني المحروق حالة من الجدل بين المصريين. وبينما قال محمد (أ) إن «تغطية مقر الحزب الوطني تعطي مدلولا على أنه سيتم محو والقضاء على جميع السياسات القديمة التي حدثت في عهد مبارك.. وهو مؤشر لعدم عودة رجاله من جديد»، أكد نور (م) أن «تغطية مقر الوطني تعد بداية لعودة السياسات القديمة لرجال مبارك، خاصة التي تتعلق بالسياسات الاقتصادية، والتي كانت دوما تنطلق من هذا المقر». فيما سخر بائع جوال بميدان عبد المنعم رياض المتاخم لمقر الحزب قائلا: «ناس فاضية.. مصر مش هترجع للوراء».
وكان مبنى الحزب الوطني قد أضرمت النيران فيه إبان ثورة 25 يناير عام 2011، وبالتحديد في اليوم المعروف إعلاميا بـ«جمعة الغضب» الموافق 28 من يناير (كانون الثاني).



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».