رام الله: تكثيف الهدم والاستيطان أمام غياب دولي

قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلين في سعير شرق الخليل (وفا)
قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلين في سعير شرق الخليل (وفا)
TT

رام الله: تكثيف الهدم والاستيطان أمام غياب دولي

قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلين في سعير شرق الخليل (وفا)
قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلين في سعير شرق الخليل (وفا)

قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن إسرائيل تتحدى العالم بشكل سافر وتواصل تصعيد عمليات الهدم والتجريف والاستيلاء على الأرض الفلسطينية على نطاق واسع، دون رادع قانوني أو عقاب.
وأوضحت الخارجية، في بيان صحافي، الخميس، أن إسرائيل تشن حملة شرسة لضرب وإعدام الوجود الفلسطيني في جميع المناطق المصنفة (ج) فيما يشبه حرب إبادة حقيقية لمقومات هذا الوجود ومظاهره بما فيها الزراعية والرعوية.
وأشارت إلى أن جرافات الاحتلال تواصل اغتصابها للأرض الفلسطينية، وتدميرها للمنازل والمنشآت الاقتصادية والتجارية في طول البلاد وعرضها، وكان آخرها ما حدث بالأمس (الأربعاء)، في خربة بزيق بالأغوار الشمالية، وما يحدث من عمليات هدم في حزما وسعير جنوب الخليل وسبسطية، وكذلك وادي رحال جنوب بيت لحم، وغيرها من المناطق التي تتعرض لأبشع عملية تطهير عرقية تطول جميع أشكال الحياة الفلسطينية في تلك المناطق. واعتبرت الخارجية أن الأمر، هو ضم فعلي للمناطق المصنفة (ج) وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان.
واعتبر البيان الفلسطيني أن سبب هذا التحدي الإسرائيلي للعالم يتلخص في أن «العالم يخاف من سموم إسرائيل واتهاماتها، خاصة اللاسامية، ودعم الإرهاب، وخوفه أيضاً من العقوبات الأميركية كون أميركا تنبري للدفاع عن إسرائيل لاعتبار أنها تتعرض للانتقاد والمساءلة الدولية»، وهو الأمر الذي تستغله إسرائيل لتكريس وتعميق احتلالها للأرض الفلسطينية والاستيطان فيها وتهجير المواطنين الفلسطينيين منها بالقوة.
وأدانت الخارجية موجات الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية المتلاحقة، واعتبرتها دليلاً جديداً على أن إسرائيل ماضية في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس، كما أن ذلك تأكيد آخر على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي امتداد للحكومات السابقة فيما يتعلق بالاستيطان ونهب وسرقة الأرض الفلسطينية، وأن نفتالي بينت، رئيس هذه الحكومة، يسير على خطى من سبقوه في تقويض فرصة تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وأن الائتلاف الحاكم كشف عن حقيقة مواقفه الاستعمارية التوسعية، ولسان حاله يقول إن المواقع أهم من المبادئ.
في هذه الأثناء، أفاد تقرير فلسطيني باقتحام عشرات المستوطنين، الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية القوات الإسرائيلية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى عبر باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، قبل أن يغادروه من باب السلسلة. ويتهم الفلسطينيون، المستوطنين، بمواصلة اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات إسرائيلية، وأداء طقوس تلمودية وجولات استفزازية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.