3 صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل

TT

3 صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل

حمّلت إسرائيل أمس، الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الطرف المقابل من الحدود، وذلك بعد ثلاثة صواريخ سقط أحدها داخل الأراضي اللبنانية، وردت القوات الإسرائيلية بإطلاق قذائف مدفعية على طول الحدود اللبنانية.
وتأتي الحادثة في الذكرى السنوية الأولى للانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وأدى إلى 214 قتيلاً وأكثر من 6500 جريح وتدمير عدة أحياء في العاصمة اللبنانية.
وأطلقت ثلاثة صواريخ مجهولة المصدر من لبنان أمس الأربعاء باتجاه شمال إسرائيل التي ردت مدفعيتها بضرب الأراضي اللبنانية. وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن «ثلاثة صواريخ أطلقت من لبنان على الأراضي الإسرائيلية (...) سقط اثنان في إسرائيل وواحد لم يتعدّ الحدود». وأضاف: «أطلقت القوات الإسرائيلية النار على الأراضي اللبنانية».
وسقطت الصواريخ بالقرب من مستعمرة كريات شمونة الشمالية التي هرع سكانها إلى الملاجئ بعد دوي صفارات الإنذار. وبحسب خدمة إسعاف إسرائيلية تمت معاينة أربع إصابات بالهلع. ولم يعلن الجيش عن قيود على حركة السكان في المنطقة.
وعلى الجانب اللبناني، أعلن أن قذائف المدفعية الإسرائيلية استهدفت سهل الخيام في مرجعيون. وتحدثت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» عن أن القصف المدفعي توقف على سهل الخيام بعد سقوط 6 قذائف من عيار 155 ملم في منطقة مفتوحة مع تسجيل تحرك دبابتي ميركافا في موقع «المطلة» العسكري.
وتجدد القصف بعد أقل من ساعة ليطال مناطق واسعة. وقالت القناة إن المدفعية الإسرائيلية قصفت خراج عددٍ من القرى، واستهدفت مرابضها في الجولان المحتل، إحراج منطقة الخريبة بين ابل السقي وراشيا الفخار بقذائف المدفعية عيار 155 ملم، ما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة. كما استهدفت المدفعية في موقع بركة ريشا الحدودي بقذائف المدفعية الثقيلة محيط «تلة ارمز» إلى الشمال من بلدة الناقورة في جنوب لبنان.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة له على «تويتر»، بأن مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت على طول الحدود اللبنانية رداً على إطلاق قذائف صاروخية من لبنان نحو إسرائيل.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي كان ووزير الدفاع بيني غانتس في البرلمان (الكنيست) إلى أنه «تم اطلاعهما» على الأحداث وأن القيادة تتابع الأمر.
وفيما لم يُكشف عن هوية مطلقي الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، حمّل الجيش الإسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية الحادث، وقال أدرعي: «بغض النظر عن هوية مطلقي الصواريخ من لبنان، تتحمل حكومة لبنان المسؤولية الكاملة عن أي عملية إطلاق نار من أراضيها». وأضاف: «الحديث عن عدم سيطرة الدولة اللبنانية على نشاطات الجهات الإرهابية الفاعلة بها»، مشيراً إلى أن «إسرائيل لن تسمح باستهداف سيادتها لأي سبب من الأسباب».
وحثّت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) الأطراف على ضبط النفس.
وأعلنت نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل كانديس آرديل أن «اليونيفيل تلقت تقارير عن إطلاق صاروخين على الأقل من لبنان باتجاه إسرائيل، حيث أكد الجيش الإسرائيلي هذه التقارير ورد بنيران المدفعية». وأضافت آرديل أن «رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع الأطراف ويحثهم على وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، لا سيما في هذه الذكرى الحزينة».
وقالت آرديل إن «اليونيفيل تواصل عملها بشكل كامل مع الأطراف من خلال قنوات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها، وتعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لضمان المتابعة الفورية على الأرض وتعزيز الأمن على طول الخط الأزرق». وأكدت ضرورة «استعادة الاستقرار على الفور حتى تتمكن اليونيفيل من بدء تحقيقها».
وكانت نيران المدفعية الإسرائيلية قد قصفت في 20 يوليو (تموز) المنصرم لبنان رداً على هجمات صاروخية نفذت من أراضيه.
وآخر عملية إطلاق صواريخ من لبنان إلى إسرائيل وقعت في مايو (أيار)، خلال الحرب التي استمرت 11 يوماً بين تل أبيب وفصائل فلسطينية في قطاع غزة.



مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».