«داعش» يلزم عائلات سورية بإرسال أولادها إلى مدارسه بعد تعديل المناهج التربوية

وزير التعليم في التنظيم يفرض زي قندهار على الطلاب والخمار على الطالبات

أطفال سوريون في منطقة تعرضت لقصف من قوات النظام في دوما المحاصرة القريبة من دمشق (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في منطقة تعرضت لقصف من قوات النظام في دوما المحاصرة القريبة من دمشق (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يلزم عائلات سورية بإرسال أولادها إلى مدارسه بعد تعديل المناهج التربوية

أطفال سوريون في منطقة تعرضت لقصف من قوات النظام في دوما المحاصرة القريبة من دمشق (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في منطقة تعرضت لقصف من قوات النظام في دوما المحاصرة القريبة من دمشق (أ.ف.ب)

أكد ناشطون سوريون أمس، أن تنظيم داعش أجبر العائلات السورية في مناطق سيطرته على إرسال أطفالهم إلى مدارسه التي باشر بفتحها في شهر فبراير (شباط) الماضي، بعد تعديل المناهج التربوية فيها، وتولية القيادي فيه «ذو القرنين» مسؤولا عن قطاع التعليم.
ووفق مصادر سورية تقيم في مناطق سيطرة «داعش» لـ«الشرق الأوسط» أن «ذو القرنين» الألماني، من أصول مصرية، ويشغل منصب وزير ديوان التعليم لدى «داعش». وهو يعدّ من أبرز وأشهر قيادات التنظيم، إذ سطع نجمه منذ توليه مسؤولية ملف التربية والتعليم وقيامه بعقد جولات ولقاءات مع الناس، مشيرة إلى أن اسم «ذو القرنين» يشكل مصدرا للخوف مما جعل أي مدرس لا يجرؤ على تجاهل أوامره.
وعُرف عن «ذو القرنين» تشدده في فرض الخِمار، ووصل به الأمر إلى أن يشمل هذا الزي طالبات الابتدائية بعمر 10 سنوات، وإجبار تلميذات الصف الأول (6 سنوات) على ارتداء الحجاب، وفرض الزي القندهاري على الطلبة الذكور.
ومن ناحية ثانية، تشير المصادر إلى أن «الجولات المكوكية التي يقوم بها (ذو القرنين) بين المدارس والكليات ليست زيارات عابرة فحسب، بل تأتي للإعلان عن قرارات غير قابلة للنقاش»، لافتة إلى أن اسم هذا القيادي «ارتبط بإجراءات بعيدة كل البعد عن روحية التعليم، ومنها استيلاؤه على الأموال المرصودة لبناء المدارس وصرفها على شراء السلاح والعتاد»، إذ يقال إنه استولى على 5 ملايين دولار وقال: «اليوم ليس المهم بناء مدارس وجامعات، بل النصر على أعداء الإسلام».
من جهة أخرى، في سياق الإجراءات التي يفرضها التنظيم في مواقع سيطرته، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، أن «داعش» فرض على أولياء أمور التلامذة في مناطق سيطرته توقيع تعهد بإرسال أولادهم إلى مدارسه وإلزامهم بالدوام ومتابعته. وتتضمن الورقة الثانية تفاصيل اسم الطالب الكامل ومرحلته التعليمية وعنوانه بالتفصيل.
وأشار إلى أن الأساتذة، وقعوا أيضا على وثيقة يزعمون فيها «البراءة من تعليم المناهج الباطلة والقومية والوطنية والبعثية ومن العمل بالقوانين الوضعية».. أما المعلّمون والمعلمات في مدينة الميادين، بمحافظة دير الزور، فقد ألزموا على التوقيع على «مبايعة» التنظيم حتى «يتمكنوا من متابعة التدريس في مدارس المدينة، ولقطع صلة المعلمين مع النظام، الذي كانوا يتسلمون رواتبهم منه»، محذرا المتمنعين بمنعهم من التدريس.
وتأتي هذه التدابير ضمن محاولات تنظيم داعش لتظهير نفسه وكأنه دولة كاملة المؤسسات، إذ أعلن التنظيم افتتاح 12 مدرسة خاصة للذكور و12 أخرى للإناث، وغيّر أسماء جميع المدارس مطلقا أسماء «تاريخية إسلامية» عليها كـ«حطين» و«عبد الله بن مسعود»، إضافة إلى «أبو مصعب الزرقاوي»، مع طرح مناهج جديدة تتوافق مع رؤيته وعقيدته، إضافة إلى حذف مادة التربية الاجتماعية.
ويتضمن المنهاج الدراسي المعدل، مواد باللغة الإنجليزية، وأخرى بالعربية، بينها مادة اللغة العربية، المؤلفة من نحو 30 صفحة وتتضمن شرحا لألفية ابن مالك. أما مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية، فحدّدت باللغة الإنجليزية.
والى جانب تعديل وتغيير المناهج، ألغى التنظيم عطلة يوم السبت، وأبقى على عطلة يوم الجمعة فقط، كما ألغى دراسة المرحلة الثانوية.
وفي سياق متصل بتدابيره الإدارية في مناطق سيطرته، أصدر تنظيم «داعش» رخصة قيادة سيارات عن طريق شرطة مرور «ولاية الرقة». وقال عناصر ينتمون للتنظيم، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن دورات التسجيل تمتلئ بالممتحنين، في إشارة إلى نجاح التنظيم في بناء مؤسسات لها. وتلا هذه الرخصة افتتاح «داعش» مركزا «لتعليم قيادة الدراجات النارية».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.