«فوركس إنستغرام»... «جنون» كسب الأموال يصل إلى التطبيقات الإلكترونية

«فوركس إنستغرام»... «جنون» كسب الأموال يصل إلى التطبيقات الإلكترونية
TT

«فوركس إنستغرام»... «جنون» كسب الأموال يصل إلى التطبيقات الإلكترونية

«فوركس إنستغرام»... «جنون» كسب الأموال يصل إلى التطبيقات الإلكترونية

«إذا كنت تريد جني بعض الأموال من خلال تداول العملات عبر هاتفك، راسلني لمعرفة المزيد»... كان هذا مضمون إحدى التدوينات التي تشهد انتشاراً عبر تطبيق «إنستغرام» للتواصل الاجتماعي، التي تروّج لتجارة تحويل العملات عبر التطبيق فيما ما يُعرف بـ«فوركس إنستغرام»، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وقالت «بي بي سي» إن مع ارتفاع معدل البطالة حيث فقد أكثر من 280 ألف شخص دون سن الخامسة والعشرين وظائفهم منذ بدء جائحة فيروس «كورونا»، بدأ البعض تداول العملات الأجنبية «فوركس». وطرحت هيئة الإذاعة البريطانية تساؤلاً: هل يمكن أن يربح أي شخص أموالاً عبر تلك الوسيلة؟ وذكرت أن الربح أو الخسارة في تلك التجارة يتوقف على ارتفاع أو انخفاض قيمة العملات.
وتنقل عن كاسبر مارني، مؤسس شركة تقدم المشورة القانونية لمتداولي «فوركس»، قوله إن الغرض من «فوركس» هو «تسهيل الأعمال التجارية الدولية»، وأوضح: «إذا أرادت شركة تصنع الهواتف الذكية الأميركية شراء شاشات من كوريا الجنوبية، فقد تحتاج إلى تحويل الدولار الأميركي إلى عملة وون الكورية الجنوبية، في هذه الحالة ستقوم الشركة من خلال بنك أو وسيط بإجراء معاملة لشراء الوون للدفع للمورد». وتابع: «هذه الأنواع من المعاملات هي واحدة من مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى تغيير قيمة العملة وهذا التحول في القيمة هو الذي يحاول تجار الفوركس الاستفادة منه».
وأوضحت «بي بي سي» أن أحد مقدمي البرامج لديها، يدعي ديون هيسون، خلال تسليطه الضوء على تلك التجارة وجد في كثير من الأحيان أن الشركات التي تتعامل في تلك التجارة عبر «إنستغرام» تروّج للفكرة عن طريق أنها تجعل المتداول «حراً مالياً» وأنه «مدير نفسه».
وقال هيسون إنه التحق بأكاديمية تعلم تداول العملات الأجنبية وكلفه ذلك 240 جنيهاً إسترلينياً للتسجيل وكان رسم العضوية الشهري 200 جنيه إسترليني بعد ذلك، وذكر أنه تحدث إلى بعض متداولي الفوركس وموجهين تابعين للأكاديمية بشأن أرباحهم ولكنهم لم يفصحوا عن رواتبهم، لكن بعضهم قال إنهم يربح «أموالاً كثيرة».
ولكن مارني أعرب عن مخاوفه بشأن ما يروّج له بعض المؤثرين في وسائل الإعلام عن أن الفوركس طريقة لتحقيق دخل من مبلغ صغير من المال مع القليل من المخاطرة، وقال إن هذا «أمر غير واقعي». وأضاف: «التجارة لها جانبان إذا فاز أحد الطرفين يخسر الجانب الآخر، وهناك مزودو منصات يجب أخذها في الاعتبار وسماسرة يتقاضون رسوماً على المعاملات». وتابع: «تركز الإعلانات والعروض الترويجية على جذب مشتركين جدد، وقد يحاول المؤثرون جذب مشتركين جدد من خلال عرض قيمة حساباتهم المصرفية، وممتلكات فاخرة وسيارات مشتراة يقولون إنها من خلال الأرباح، بالإضافة إلى إغراء الاستقلال المالي». وأضاف: «هذا لا يسلط الضوء على المخاطر الأساسية والخسائر المحتملة للتداول. ولا يمثل على الإطلاق تجربة تداول الشخص العادي، ففي حين أن قلة قليلة قد تربح، فإن الكثيرين سيكونون خاسرين، ومن المرجح أن يخسر الشخص العادي، تماماً مثل اليانصيب».
ولفتت «بي بي سي» إلى أن إحدى الدراسات التي أُجريت على متداولي فوركس تشير إلى أن أكثر من أربعة من كل خمسة يخسرون المال، وكذلك يحذّر خبراء ماليون من أنه لا تنبغي المخاطرة بأكثر مما يمكن تحمل خسارته.
ورغم أن هيسون قال إنه حقق ربحاً في أول تجربة للتداول فإنه قال: «إنه أمر مقلق. لا يوجد شيء مجاني، التجارة عمل صعب للغاية لكسب المال منه».
وذكر أنه وجد أن بعض الشركات تحثّ البعض على أن يشجعوا آخرين في مقابل إلغاء رسوم العضوية الشهرية وكسب عمولة، وتابع: «كلما زاد عدد الأشخاص الذين ينضمون من خلالك كسبت المزيد من الأموال».


مقالات ذات صلة

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق للحبّ أشكال عدّة (أ.ب)

سنجاب مشهور على «إنستغرام» في قبضة شرطة نيويورك

شكاوى مجهولة عدّة حول «بينوت» جلبت ما لا يقل عن 6 ضباط من «وكالة حماية البيئة» إلى منزل لونغو بالقرب من حدود بنسلفانيا في مدينة باين الريفية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم «قانون السلامة عبر الإنترنت» من شأنه أن ينهي عصر التنظيم الذاتي لوسائل التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

قوانين أوروبية جديدة لمواجهة المحتوى الضار عبر الشبكات الاجتماعية

نشرت آيرلندا، الاثنين، قواعد ملزمة تهدف لحماية مستخدمي منصات مشاركة الفيديو بالاتحاد الأوروبي؛ بما فيها «إكس» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك» من المحتوى الضار.

يوميات الشرق لقطة من فيديو تُظهر الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج (إنستغرام)

الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا (فيديو)

أظهر مقطع فيديو جديد قيام الأمير البريطاني هاري بممارسة رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تطرد موظفين استخدموا قسائم الوجبات المجانية لشراء سلع منزلية

ذكرت تقارير أن شركة «ميتا»، مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام»، طردت نحو 24 موظفاً في مكاتبها في لوس أنجليس لاستخدامهم رصيد وجبات بقيمة 25 دولاراً لشراء سلع أخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».