أنقرة: سوري يعمل لحساب استخبارات أجنبية سهل تهريب الفتيات البريطانيات إلى داعش

وزير خارجية تركيا قال إن بلاده وضعت ما يقرب من 13 ألف اسم على قائمة الممنوعين من زيارتها

مسجد العباس في الحي الشرقي لمدينة حلب السورية أمس حيث رفع علم الثورة السورية (أ.ف.ب)
مسجد العباس في الحي الشرقي لمدينة حلب السورية أمس حيث رفع علم الثورة السورية (أ.ف.ب)
TT

أنقرة: سوري يعمل لحساب استخبارات أجنبية سهل تهريب الفتيات البريطانيات إلى داعش

مسجد العباس في الحي الشرقي لمدينة حلب السورية أمس حيث رفع علم الثورة السورية (أ.ف.ب)
مسجد العباس في الحي الشرقي لمدينة حلب السورية أمس حيث رفع علم الثورة السورية (أ.ف.ب)

صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس بأن الأجنبي الذي ساعد الشابات البريطانيات الثلاث على الالتحاق بتنظيم داعش في 17 فبراير (شباط) هو سوري يعمل لحساب واحدة من دول التحالف الدولي ضد المتشددين.
وقال جاويش أوغلو في لقاء مع صحافيين في أنقرة إن «الشخص الذي أوقفناه يعمل لحساب جهاز استخبارات لبلد في التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة. وأضاف أن هذا الشخص «جنسيته سورية»، من دون أن يضيف أي تفاصيل.
وكان وزير الخارجية التركي أعلن الخميس اعتقال أجنبي في جهاز استخبارات إحدى دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ساعد 3 شابات بريطانيات في الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا. وقال لقناة «الخبر»: «هل تعلمون من ساعد هؤلاء الفتيات؟ لقد اعتقل. كان يعمل لجهاز مخابرات إحدى دول التحالف».
واكتفى بالقول: «إنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي وليست الولايات المتحدة. إنه يعمل لصالح استخبارات بلد عضو في التحالف».
وذكرت صحيفة «ملييت» التركية أمس أن الرجل يحمل الجنسية الكندية، لكن مصدرا رسميا في أوتاوا نفى على الفور هذه المعلومات. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «ليس مواطنا كنديا» ولا «موظفا في جهاز الاستخبارات الخارجية».
وقال جاويش أوغلو إن «الوضع يشهد تعقيدا في ظل الانتقادات المتواصلة التي نرفضها بحقنا». وأكد أن تركيا تقوم بأكثر مما هو مطلوب منها، وأنهم وضعوا 12 ألفا و519 اسما على قامة الممنوعين من دخول تركيا، وأن عدد الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم وتسفيرهم وصل إلى ألف و154 شخصا، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية أمس. كما لفت جاويش أوغلو إلى أن قوات الأمن التركية ألقت القبض على مجموعة إندونيسيين حاولوا الدخول إلى سوريا، وأن التحقيق حول ذلك مستمر، مبينا أنهم لا يملكون أي معلومات حول 16 إندونيسيا آخرين، تحدثت عنهم وسائل الإعلام، وأنهم يتبادلون المعلومات الاستخباراتية مع الجانب الإندونيسي بخصوص ذلك.
وأوضح وزير الخارجية التركي أن «حقيقة المقاتلين الأجانب حاليا غير مرتبطة بمناخ الفوضى والحرب في سوريا والعراق»، وقال: «نرى أمثلة لمقاتلين أجانب في كل مكان فيه حرب، ولكن الخاص بموضوع المقاتلين في سوريا والعراق هو أن تركيا هي بلد التنقل من ناحية عبورهم إليهما». وأضاف جاويش أوغلو أن تركيا تزيد من تدابيرها للحد من وصول المقاتلين لسوريا والعراق بشكل متواصل، مستدركا أن تلك المشكلة لا يمكن تقليلها أو القضاء عليها إلا عن طريق التعاون، مضيفا: «إن تعاوننا في هذا المجال يتم تعزيزه في الآونة الأخيرة، إلا أن هناك نقصا جديا خصوصا في تبادل المعلومات الاستخباراتية».
وغادرت الفتيات اللواتي يرتبطن بعلاقة صداقة: خديجة سلطانة (17 عاما) وشميمة بيغوم (15 عاما) وأميرة عباسي (15 عاما)، منازلهن في شرق لندن وتوجهن جوا إلى إسطنبول في 17 فبراير. واستقلت الفتيات باصا من إسطنبول إلى سنليورفة في جنوب شرقي تركيا حيث عبرن إلى سوريا.
وينتقد الغرب تركيا لعدم قيامها بما يكفي لوقف عبور المقاتلين الأجانب ووصولهم إلى سوريا. واتهمت تركيا الشهر الماضي بريطانيا بأنها تأخرت في إبلاغ السلطات التركية بمغادرة الفتيات الثلاث إلى إسطنبول. ويقول المسؤولون الأتراك إن تركيا عززت التدابير لوقف تدفق الأجانب، لكن على أجهزة استخبارات شركائها الغربيين أن تبلغها قبل وصولهم لتوقيفهم.
وتشارك السعودية وقطر في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش إلى جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».