بدء محاكمة المعارضة البيلاروسية البارزة ماريا كوليسنيكوفا

المعارِضة البيلاروسية ماريا كوليسنيكوفا (رويترز)
المعارِضة البيلاروسية ماريا كوليسنيكوفا (رويترز)
TT

بدء محاكمة المعارضة البيلاروسية البارزة ماريا كوليسنيكوفا

المعارِضة البيلاروسية ماريا كوليسنيكوفا (رويترز)
المعارِضة البيلاروسية ماريا كوليسنيكوفا (رويترز)

بدأت في مينسك، اليوم الأربعاء، في جلسة مغلقة محاكمة ماريا كوليسنيكوفا، إحدى الشخصيات الثلاث الرئيسية في حركة الاحتجاج في بيلاروسيا عام 2020، بتهمة التآمر لإطاحة نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.
وأوردت وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية (بيلتا) أن كوليسنيكوفا، المسجونة منذ عشرة أشهر، ستحاكم مع محاميها ماكسيم زناك.
ويواجه المعارضان البارزان في حال إدانتهما بتهمة «التآمر للاستيلاء على السلطة» عقوبة السجن حتى خمس سنوات ولغاية سبع سنوات بسبب «المس بالأمن القومي».
وتأتي المحاكمة فيما يكثّف لوكاشنكو حملة قمع ضد كل أشكال المعارضة منذ التظاهرات غير المسبوقة التي اندلعت العام الماضي وشارك فيها عشرات الآلاف احتجاجاً على إعادة انتخابه معتبرين أن الانتخابات كانت مزورة.
وقد أوقفت كوليسنيكوفا في سبتمبر (أيلول) بعدما رفضت مغادرة البلاد إلى منفى قسري. وتحدثت المعارضة عن تعرضها لعملية خطف على أيدي عناصر من الاستخبارات الذين غطوا رأسها بكيس واقتادوها إلى الحدود الأوكرانية، لكنها أفلتت من السيارة التي كانت تنقلها مع معارضَين آخرَين ومزّقت جواز سفرها لمنع نفيها قسراً مما أدى إلى توقيفها.
عملت كوليسنيكوفا وزناك لدى فيكتور باباريكو (57 عاماً)، أحد الوجوه المعارضة المعروفة الذي حُكم عليه مؤخراً بالسجن 14 عاما بعد إدانته بتهمة الفساد.
والمتهمان هما من «مجلس التنسيق»، المكون من سبعة أعضاء والذي شكلته المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية في أغسطس (آب) 2020 لضمان انتقال سلمي للسلطة.
وكانت كوليسنيكوفا واحدة من ثلاث نساء تولين قيادة الاحتجاجات، مع المعارضتين سفيتلانا تيخانوفسكايا وفيرونيكا تسيبكالو اللتين غادرتا البلاد بضغط من السلطات. والأولى هي وجه المعارضة وقد خاضت الانتخابات الرئاسية بوجه لوكاشينكو.
وفي احدث قضية تتعلق بالمعارضة، عُثر الثلاثاء على الناشط البيلاروسي فيتالي شيشوف، رئيس منظمة «البيت البيلاروسي» مشنوقا في حديقة في العاصمة الأوكرانية كييف، بعد يوم من فقدان أثره.
على الفور، اتهمت منظمته التي تساعد المواطنين الراغبين في الفرار من القمع في بيلاروسيا، مينسك بالوقوف خلف مقتله، وتحدثت الشرطة الأوكرانية عن انتحار أو عملية قتل في صورة انتحار، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء مقتل شيشوف بعد إعلان العداءة البيلاروسية كريستسينا تسيمانوسكايا في نهاية الأسبوع أنها أُجبِرت على الانسحاب من أولمبياد طوكيو وهُددت بإرغامها على مغادرة اليابان لانتقادها اتحاد بلادها لألعاب القوى على مواقع التواصل الاجتماعي. واعربت عن خشيتها من إيداعها السجن لدى عودتها.
كذلك أثارت بيلاروس أخيرا غضباً دولياً بعدما أجبرت سلطاتها في مايو (أيار) طائرة ركاب تابعة لخطوط «راين إير» كانت تعبر مجالها الجوي، على الهبوط في مينسك لاعتقال صحافي معارض لنظام لوكاشنكو كان فيها.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.