قيادية كردية تتوقع انسحاب القوات الأميركية من سوريا

قالت إن القوات الأجنبية ستفعل ذلك بتوافق السوريين

إلهام أحمد الرئيسية التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)
إلهام أحمد الرئيسية التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)
TT

قيادية كردية تتوقع انسحاب القوات الأميركية من سوريا

إلهام أحمد الرئيسية التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)
إلهام أحمد الرئيسية التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)

قالت إلهام أحمد الرئيسية التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، إنه من المتوقع انسحاب القوات الأميركية المنتشرة في مناطق شرق الفرات، وذكرت بأن الجيش الأميركي منتشر في سوريا بشكل تمثيلي وقوام عدده ليس كبيراً، وإن انسحابه من هذا الجزء الصغير من سوريا يأتي تنفيذاً للاستراتيجية الجديدة للإدارة الأميركية، لكنه «سيؤثر حتماً على جزء من استراتيجية انتشار قواتها في الشرق الأوسط».
وأعربت المسؤولة الكردية، عن رغبتها ببقاء القوات الأميركية واستمرار الشراكة مع القوات العسكرية الموجودة على الأرض، «إلى أن يتم الحل النهائي على مستوى البلاد والانتقال لحل سياسي شامل، سيكون الضامن الأساسي لمصلحة السوريين، ولترسيخ الاستقرار في سوريا وبالمنطقة وعدم حدوث فراغ أمني ومنع وقوع الفوضى».
كلام أحمد ورد في لقاء تلفزيوني بُث مساء الاثنين، على قناة «روسيا اليوم»، قالت فيه إن وجود القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية «مؤقت». وربطت بقاء هذه الجهات بتوافق السوريين، وأن إخراجها سيكون بإرادة شعوب ومكونات البلاد، وأشارت إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» ومجلسها السياسي، ضمانة لوحدة الأراضي السورية، تحارب الإرهاب وتحافظ على الموارد النفطية والاقتصادية «منعاً لوقوعها في قبضة الجماعات المتطرفة». وأوضحت أن تجربة الحكم الرشيد بالإدارة الذاتية ستشكل إنموذجاً لسوريا المستقبل، وطالبت بنظام حكم «لا مركزي تعددي».
ويشكل مجلس «مسد» الإطار السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) العربية الكردية وللإدارة الذاتية المدنية التي تدير 7 مدن وبلدات رئيسية منتشرة في أربع محافظات، وهذه الكيانات مدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، تبسط السيطرة على ربع الأراضي السورية تقع في شمال شرقي البلاد.
عن انفصال الإدارة الذاتية وتقسيم سوريا ومساعيها لكسب اعتراف دولي؛ شددت إلهام أحمد في حديثها، على أن تركيا والنظام والموالين، يقفون خلف ترويج هذه الادعاءات التي وصفتها بـ«الفتنة»، وقالت إنها تهدف إلى تشويه التضحيات التي قدمتها هذه الإدارة وقواتها العسكرية، «ولولا وجود هذه الكيانات التي تدير المنطقة لكانت سوريا قد تقسمت منذ زمن».
واتهمت أحمد، تركيا، بالعمل على ضم عفرين والمناطق التي يوجد فيها الجيش التركي إلى الأراضي التركية، «ما تقوم به تركيا هي عملية تقسيمية، نحن نطالب بوحدة الأراضي السورية، ونعمل على وحدتها ونريد العيش على أراضينا بكرامة»، ولفتت إلى أن عقوبات الخزانة الأميركية على شخصيات من المعارضة السورية إيجابية، وأضافت قائلة: «لأن قوات المعارضة المسلحة التابعة لتركيا ترتكب جرائم حرب بشكل يومي في عفرين ورأس العين وتل أبيض».
وعن الحوار مع النظام، والتعاون الأميركي الروسي بالمنطقة، قالت القيادية الكردية إلهام أحمد، إنه لا توجد أي رؤية قريبة للحوار مع دمشق، «لكن نتمنى وجود آفاق للحوار. والأميركيون لا يمنعوننا من الحوار»، وقالت إنه بالأساس التعاون الأميركي الروسي، إشارة إلى أن الأميركيين يسعون إلى حل الأزمة، سواء بحوار داخلي أو عبر حوار دولي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.