تزايد المؤشرات على رد إسرائيلي عسكري محتمل ضد أهداف عسكرية إيرانية مباشرة، من خلال قصف غير عادي لمواقع تمركز قواتها في سوريا، أو في عمق الأراضي الإيرانية، بموازاة الحملة السياسية التي تخوضها على الساحة الدولية، رداً على هجوم نفذته على طائرة درون ضد ناقلة إسرائيلية قبالة عُمان.
وكشفت مصادر مطلعة أن الجيش الإسرائيلي يدرس لائحة أهداف إيرانية لاختيار عدد منها لضربها، انتقاماً للناقلة التي تشغلها الشركة الإسرائيلية. وتسبب الحادث بمقتل شخصين، هما بريطاني موظف في شركة «أمبري» للأمن، وأحد أفراد الطاقم ويحمل الجنسية الرومانية، على ما ذكرت شركة «زودياك مارتايم» التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.
وهدد بالفعل وزير الأمن بيني غانتس بالرد الموجع على إيران. وقال خلال كلمة له أمام الكنيست (البرلمان)، أمس، إن «إيران تحت قيادة الجلاد إبراهيم رئيسي ستكون أشد خطورة على الأمن العالمي ومدمرة أكثر لدول المنطقة ومصالحها الاستراتيجية وتتحول إلى تهديد أكبر لوجود إسرائيل». وأضاف: «الهجوم على السفينة الإسرائيلية هو ارتقاء درجة أخرى في التصعيد الإيراني، ولهذا يجب العمل ضد إيران وكل نشاطاتها الهادفة إلى تحطيم الاستقرار وتعزيز قوى الإرهاب وتزويدها بأدوات دمار أكبر وأخطر، بينها طائرات انتحارية مسيرة»، مؤكداً أن مهمة «صد إيران ليست مستقبلية، بل آنية وفورية لأن الخطر منها هو خطر فوري». ووجهت إسرائيل أصابع الاتهام فوراً إلى إيران، واتهم وزير خارجيتها يائير لبيد الجمعة طهران بأنها «مصدّر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار يؤذي الجميع». ودعا إلى تحرك في الأمم المتحدة ضد إيران.
وتداولت معطيات، تشير إلى أن القيادة العسكرية والأمنية والسياسية الإسرائيلية توصلت إلى قناعة بأن الإيرانيين ارتكبوا خطأ فادحاً في تفجير السفينة. وقالت إنهم «خططوا لتوجيه ضربة رمزية، لكن حساباتهم تلخبطت عندما قتل مواطن بريطاني وآخر روماني، فدخلت في أزمة دولية. ولذلك فهي تحاول التهرب من المسؤولية وإلقاء التهمة على ميليشيات محلية. لكن العالم اقتنع بالبراهين الإسرائيلية على أن الضربة جاءت من جهات إيرانية مباشرة. وينبغي استغلال ذلك حتى النهاية».
وقالت مصادر في تل أبيب، إن حكومة نفتالي بينيت «تعمل في عدة اتجاهات لاستغلال الضربة الإيرانية، فمن جهة توجه رسائل إلى الداخل الإسرائيلي، وهي في سبيل ذلك بحاجة إلى الظهور كحكومة قوية وليس كما تظهرها المعارضة. ورسائل إلى الخارج، بأن الحكومة الجديدة تسير في اتجاه مختلف عن اتجاه الحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو. فهي لا تعمل ضد الغرب ولا تعمل لوحدها بل تحاول أن تكون جزءا من الجهد الدولي لصد المشاريع الإيرانية النووية والحربية والإرهابية بكل اتجاهاتها ومصادرها. فبهذا تؤثر إسرائيل على القرارات الدولية تجاه إيران وتكون جزءاً منها».
وأعلن بينيت أول من أمس، أن هناك «دليلاً» يثبت تورط إيران بالهجوم على الناقلة وقال: «الدليل الاستخباراتي موجود، ونتوقع أن يوضح المجتمع الدولي للنظام الإيراني أنه ارتكب خطأ فادحاً». وتابع: «في أي حال، نحن نعرف كيف نرسل رسالة إلى إيران بطريقتنا الخاصة».
تزايد المؤشرات على رد إسرائيلي ضد أهداف عسكرية إيرانية
تزايد المؤشرات على رد إسرائيلي ضد أهداف عسكرية إيرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة