قائد «التحالف ضد داعش»: عملياتنا حققت 3 نجاحات في سوريا

«قسد» أنهت اجتماعها الأول في الحسكة

TT

قائد «التحالف ضد داعش»: عملياتنا حققت 3 نجاحات في سوريا

قال الجنرال الأميركي بول كالفيرت، قائد قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، إن التنظيم «هُزم عسكرياً، ولم يعد هناك وجود لخلافة (داعش)، ولكن ما يزال عناصره ينشطون في المنطقة». وأضاف أن التحالف، من خلال العمليات العسكرية لهزيمة «داعش» في مناطق شرق الفرات، حقق 3 نجاحات: «أولها إيواء النازحين، وثانيها رفع الوعي الدولي بالمشكلات التي يواجهها الناس شمال شرقي سوريا، وثالثها استمرار مكافحة تنظيم داعش المتطرف».
وأشار كالفيرت إلى أن التحالف ملتزم بتحسين حماية السجون والمحتجزات الخاصة بعناصر التنظيم في شمال شرقي سوريا، وشدد على ضرورة عودة المواطنين العراقيين وحاملي جنسيات البلدان الأوروبية والغربية إلى دولهم، ولفت إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وكثير من قادة العالم «يدعمون (قسد)، وهم ملتزمون بدعمها في محاربة التنظيم، وأنا هنا لأعلن الشراكة الدائمة بين (قسد) والتحالف».
وجاء ذلك في ختام الاجتماع السنوي الأول لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بمدينة الحسكة، بمشاركة قائد المهام المشتركة لعملية «العزم الصلب» في التحالف الدولي الجنرال الأميركي بول كالفيرت، وقائد القوات مظلوم عبدي، إلى جانب رؤساء المجالس العسكرية للمدن والبلدات الخاضعة لنفوذها، إضافة لقادة الوحدات القتالية المنضوية في صفوف القوات.
وأكد البيان الختامي للاجتماع على «المضي قدماً في عملية إعادة هيكلة (قوات سوريا الديمقراطية) من أجل تعزيز القدرات الدفاعية، وضرورة التقيد بالنظام الداخلي المتوافق مع جميع المواثيق والمعاهدات الدولية، ليكون ضماناً في جعل العمل المؤسساتي ركيزة أساسية».
بدوره، أشار القائد العام للقوات، مظلوم عبدي، في كلمته، إلى أنه «لتحقيق الهزيمة النهائية على (داعش)، لا بد من دعم مشاريع الإدارة الذاتية، وعلى المجتمع الدولي فتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية للعبور إلى شمال شرقي سوريا»، منوهاً بأن قواته تواجه خلايا التنظيم النائمة من خلال ملاحقة العناصر النشطة، وحماية السجون التي تحوي أعضاء التنظيم، والمخيمات الخاصة بعوائله «لكن إمكانات الإدارة الذاتية غير كافية، وعلى المجتمع الدولي دعم ومساعدة الإدارة إلى حين إرجاع هؤلاء المعتقلين وعوائلهم إلى بلدانهم».
وتأسست «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية في مدينة القامشلي، أقصى شمال شرقي سوريا، بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2015، ويبلغ قوامها نحو 110 آلاف مقاتل، وهم 80 ألف مقاتل مسلح، و30 ألفاً في جهاز الأمن الداخلي، موزعين في 4 محافظات، وهي حلب والرقة ودير الزور والحسكة، و7 مدن وبلدات تقع معظمها شرق نهر الفرات، إلى جانب مدينة منبج الواقعة غرب النهر، ومدينة الطبقة جنوب الفرات.
وحث عبدي المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة بالمنطقة على ممارسة الضغوطات على الدولة التركية لوقف عدوانها على المناطق الخاضعة لنفوذ قواته، وشدد على «وضع حد لجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش التركي والمجموعات السورية الموالية له، ووضع آلية تضمن العودة الآمنة للسكان إلى منازلهم وقراهم». كما رحب بقرار الإدارة الأميركية الخاص بإضافة فصيل «أحرار الشرقية» إلى قائمة العقوبات التي تصدرها وزارة الخزانة الأميركية، مشدداً على التعاون المستمر مع القوات الروسية لخفض التصعيد في الحدود الشمالية لسوريا، وطالب الروس بلعب دور أقوى في سبيل فتح الباب أمام الحلول السياسية الدائمة في سوريا.
وأكد المشاركون في الاجتماع ضرورة إزالة العوامل التي تغذي منابع التنظيم المالية والفكرية بهدف تحقيق النصر المستدام، وطالبوا بالدعم السياسي والاقتصادي للإدارة الذاتية، وتزوديها بالأدوات التي تمكنها من تعزيز الأمن والاستقرار، وضمان مستقبل أفضل لأبناء المنطقة. كما ناشدوا المجتمع الدولي تحمل التزاماته القانونية والأخلاقية تجاه مراكز الاحتجاز التي تضم 11 ألفاً من عناصر التنظيم سابقاً، ونحو 60 ألفاً من أفراد وأسر عائلاتهم القاطنين في مخيمي «الهول» و«روج».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.