لماذا طيور النورس أكثر ضجيجاً؟

رجل يطعم طيور النورس في المنطقة التجارية المركزية في سيدني (إ.ب.أ)
رجل يطعم طيور النورس في المنطقة التجارية المركزية في سيدني (إ.ب.أ)
TT

لماذا طيور النورس أكثر ضجيجاً؟

رجل يطعم طيور النورس في المنطقة التجارية المركزية في سيدني (إ.ب.أ)
رجل يطعم طيور النورس في المنطقة التجارية المركزية في سيدني (إ.ب.أ)

أصبحت طيور النورس - التي كانت تحتل السواحل والشواطئ - أكثر شيوعاً في الداخل الآن مع تضاعف عدد مستعمرات الطيور الحضرية في المملكة المتحدة على مدى العقدين الماضيين.
وقد حذرت المجالس التي تبعد 40 ميلاً عن البحر من الطيور في السنوات الأخيرة، والتي يُعتقد أنها تنجذب إلى المناطق الحضرية بسبب وفرة بقايا الطعام. وبعيداً عن كونها ذات صفة عدائية محتملة، فإنها قد تكون أيضاً صاخبة إلى حد كبير بل وأكثر من ذلك في هذا الوقت من العام. ولكن لماذا تكون طيور النورس صاخبة إلى هذا الحد؟ هناك عدد من الأسباب التي تجعل طيور النورس تحدث الكثير من الضجيج رغم أن أحد العوامل الرئيسية في ذلك هو حماية أعشاشها من الحيوانات المفترسة المحتملة. طيور النورس، لأسباب واضحة، تُعنى بحماية صغارها جداً، وسوف تثير أكبر قدر ممكن من الضجيج لصد الناس عن أعشاشها، حسب صحيفة (ميترو) اللندنية.
وبما أنهت تميل إلى بناء الأعشاش في بيئات عالية، فإنها غالباً ما تكون قريبة من الأسطح أو قرب نوافذ المنازل، ما يجعلها على اتصال أوثق مع الناس، الأمر الذي يمكن أن يزيد من الضجيج أثناء محاولتها إبعاد المتسللين.
ومن ناحية أخرى، تزيد صغارها أيضاً من حالة الضجيج، حيث تدعو والديها إلى إطعامها، ما يؤدي إلى محاولة طيور النورس البالغة جمع أكبر قدر ممكن من الغذاء لصغارها، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى جعلها أكثر شراسة فضلاً عن إحداث قدر كبير من الضجيج. ويمكن أن تكون طيور النورس صاخبة بصفة خاصة في هذا الوقت من السنة لأن صغارها تستعد لمغادرة العش، كما أنه موسم التزاوج للطيور الذي يمتد من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول)، بالإضافة إلى موسم التعشيش الذي يبدأ قبل شهر.
وتميل طيور النورس إلى العودة إلى نفس موقع التعشيش كل عام، حيث تبني أزواج من الطيور أعشاشاً من الأغصان والحشائش والقش والورق وأي شيء آخر تستطيع أن تجده، في حين تتزاوج أيضاً عدة مرات في العام لضمان النجاح في إنتاج نوارس جديدة.
وتضع طيور النورس البيض عادة في شهري أبريل أو مايو (أيار)، والذي يفقس بعد بضعة أسابيع، وفي حين يستغرق صغارها عادة بضع سنوات قبل أن تبدأ في تكوين عائلاتها الخاصة، فإنها تميل إلى العودة إلى نفس موقع التعشيش عندما تفعل ذلك.
يقول موقع (الجمعية الملكية لحماية الطيور) على الإنترنت إن أفضل مسار للعمل مع عش النورس هو تركه وحيداً - في حين أن أفضل طريقة لإثناء النورس عن التعشيش بالقرب من ممتلكاتك هي تقليل المصادر الغذائية المتاحة والتي تعد جاذبة لمواقع التعشيش.


مقالات ذات صلة

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.