إسرائيل - إيران: سلسلة عمليات تخريب وهجمات في البحر

صورة أرشيفية تداولتها مواقع إيرانية وتظهر تصاعد عمود دخان من سفينة الشحن الإسرائيلية في المحيط الهندي
صورة أرشيفية تداولتها مواقع إيرانية وتظهر تصاعد عمود دخان من سفينة الشحن الإسرائيلية في المحيط الهندي
TT

إسرائيل - إيران: سلسلة عمليات تخريب وهجمات في البحر

صورة أرشيفية تداولتها مواقع إيرانية وتظهر تصاعد عمود دخان من سفينة الشحن الإسرائيلية في المحيط الهندي
صورة أرشيفية تداولتها مواقع إيرانية وتظهر تصاعد عمود دخان من سفينة الشحن الإسرائيلية في المحيط الهندي

منذ فبراير (شباط)، تعرضت الكثير من السفن المرتبطة بإيران أو إسرائيل لتخريب وتفجير مثل ناقلة «ميرسر ستريت» التي تشغلها شركة يملكها ملياردير إسرائيلي وتعرضت لهجوم في 29 يوليو (تموز) في بحر عُمان.
في 25 فبراير، تعرضت «إم في هيليوس راي» وهي سفينة إسرائيلية كانت تنقل آليات، لانفجار قبالة سلطنة عمان، بحسب شركة «درياد غلوبل» المتخصصة في الأمن البحري، وكما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
يقع بحر العرب بين إيران وسلطنة عمان عند مخرج مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره جزء كبير من النفط العالمي وحيث يقود تحالف بقيادة الولايات المتحدة عمليات هناك.
في الأول من مارس (آذار)، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بالوقوف وراء تفجير السفينة. لكن طهران رفضت هذه الاتهامات ووجهت تحذيراً لإسرائيل، عدوها في المنطقة.
في 10 مارس، استهدفت سفينة الشحن «شهر كورد» التابعة لشركة الملاحة الوطنية الإيرانية (إيريسل) بانفجار عبوة ناسفة أثناء إبحارها في البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية عدة.
وفي اليوم التالي، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تقريراً، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومن الشرق الأوسط، أشار إلى استخدام إسرائيل منذ نهاية عام 2019 أنواعاً مختلفة من الأسلحة، بما فيها ألغام بحرية، مستهدفة ما لا يقل عن عشر سفن إيرانية خلال توجهها إلى سوريا محملة خصوصاً بالنفط الإيراني.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وقتها إنه لا يعلق على «معلومات وسائل إعلام أجنبية».
وفي 15 من الشهر نفسه، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن طهران «ستستخدم كل الخيارات للدفاع عن حقوقها» مضيفاً: «نظراً إلى الموقع الجغرافي الذي تعرضت فيه السفينة الإيرانية للهجوم، فإن كل شيء يشير إلى أن نظام الاحتلال هو الذي يقف وراء هذه العملية».
في 6 أبريل (نيسان)، تعرضت «سفينة تجارية إيرانية لأضرار طفيفة في البحر الأحمر قرب ساحل جيبوتي (...) بسبب انفجار. والتحقيقات جارية لمعرفة ظروف الحادث ومصدره» وفق الناطق باسم وزارة الخارجية.
وكانت وكالة «تسنيم» الإيرانية أفادت في وقت سابق بأن «ساويز» هي سفينة تستخدمها القوات المسلحة الإيرانية وأنها تضررت جراء «ألغام لاصقة».
وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ساويز كانت هدفاً لهجوم «انتقامي» إسرائيلي بعد «هجمات إيرانية استهدفت سفناً إسرائيلية». في 13 أبريل (نيسان)، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سفينة تابعة لشركة إسرائيلية تعرضت لهجوم قبالة إيران.
ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن السفينة «هايبريون راي» قد «تعرضت لضرر طفيف» بنيران من المحتمل أن تكون إيرانية قرب ميناء الفجيرة الإماراتي.
في 29 يوليو (تموز)، تعرضت ناقلة النفط «ميرسر ستريت» التي تشغلها شركة يملكها ملياردير إسرائيلي، لهجوم بطائرة مسيرة في بحر العرب بحسب الجيش الأميركي الذي لديه سفن في المنطقة. وأسفر الهجوم عن مقتل شخصين، بريطاني يعمل لدى شركة الأمن «أمبري» وروماني هو أحد أفراد الطاقم، بحسب شركة «زودياك ماريتايم» التي يملكها الإسرائيلي إيال عوفر. وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا إيران التي تنفي أن تكون ضالعة في الهجوم، وحذرت من أنها سترد على أي «مغامرة» تستهدفها بعد تهديدات من إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على الهجوم.
لكن شركة «درياد غلوبال» المتخصصة في الأمن البحري تحدثت عن «أعمال انتقامية جديدة في الحرب التي تجري في الخفاء بين القوتين»، أي إيران وإسرائيل.



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».