تعاون ليبي ـ مصري لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر

جانب من لقاء النائب العام المصري ونظيره الليبي (النيابة العامة المصرية)
جانب من لقاء النائب العام المصري ونظيره الليبي (النيابة العامة المصرية)
TT

تعاون ليبي ـ مصري لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر

جانب من لقاء النائب العام المصري ونظيره الليبي (النيابة العامة المصرية)
جانب من لقاء النائب العام المصري ونظيره الليبي (النيابة العامة المصرية)

على خلفية توصيات اللجنة القنصلية الليبية - المصرية بعودة التعاون القضائي، انخرطت الدولتان في بحث قضايا تتعلق بالجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، وكذا بحث مساهمة مصر في فرص إعادة إعمار البلاد. والتقى النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، نظيره الليبي المستشار الصديق الصور، ووفد من قيادات النيابة العامة الليبية في القاهرة، أول من أمس، حيث وقع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين النيابتين، والاتفاق على تطوير العلاقات بينهما لمكافحة شتى صور الجرائم، خاصة الإرهاب، ومكافحة الفساد، والاتجار بالبشر والجرائم الإلكترونية، بما يتفق والتشريعات والمعاهدات النافذة بالبلدين.
وفي كلمة ألقاها رئيس بالنيابة العامة المصرية، خلال لقاء عقده الطرفان، أكد المتحدث أن البحوث والدراسات أثبتت أن مصر وليبيا «يجمعهما نسب وصهر واحد في رباط موطد على مر الزمان»، لافتاً إلى أن المستشار الصاوي أمر بإعدادِ عروض لتقديمها إلى أشقائهم الليبيين «تبادلًا للخبرات الفنية والعلمية»، تتضمن الوقوف على وسائل التحقيق المتقدمة في جرائم الإرهاب، والعدوان على المال العام، والتعدي على أملاك الدولة والأراضي الزراعية، بالإضافة لسرقة وتهريب المواد البترولية، والاتجار بالبشر. كما تضمنت أعمالاً للتفتيش القضائي والجهود الدولية التي حققتها النيابة العامة المصرية مؤخراً في مجالي حقوق الإنسان والتعاون الدولي القضائي.
من جهته، أعرب النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، عن تقديره لنظيره المصري، ولفت إلى أن البلدين يجمعهما تاريخ وجغرافيا وروابط مُتجذرة، مبرزا ضرورة وضع آليات وأنماط جديدة تضمن السرعة في اتخاذ الإجراءات بين النيابتين، والحفاظ على الأدلة والسرية بالتحقيقات في القضايا المشتركة بينهما. وتفقد الصاوي والصور معهد البحوث الجنائية والتدريب بمكتب النائب العام، بمدينة الشروق في القاهرة، حيث تم إطلاع الوفد الليبي على أنشطة المعهد وبرامج التدريب التي يقدمها لأعضاء النيابة العامة، وغيرهم من المتخصصين في العمل القضائي والعاملين بجهات إنفاذ القانون على المستويين المحلي والدولي، وفق أحدث أساليب التدريب المعتمدة على التقنيات الحديثة. وشاهد الحضور في نهاية العرض ورشة عمل لأعضاء «بنيابة استئناف الإسكندرية»، بشراكة بين المعهد ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقبل يومين أجرى وفد اقتصادي ليبي، برئاسة قويدر إبراهيم، رئيس المنطقة الاقتصادية الحرة بالمريسة في بنغازي، محادثات مع مسؤولين مصريين بالقاهرة لتوسيع الشراكة بين البلدين، وإعادة العمالة المصرية إلى ليبيا، وتدشين منطقة تجارة حرة.
وكانت القاهرة استضافت فعاليات الدورة الـ13 للجنة القنصلية المصرية - الليبية المشتركة، وتباحثت حول موضوعات مشتركة عدة، من بينها التعاون القضائي وتعزيز التعاون في مجالات النقل والجمارك، وتيسير حركة انسياب الأفراد والبضائع بين الجانبين.
في سياق آخر، قالت البحرية الليبية، إن دوريات خفر السواحل أنقذت 121 مهاجراً من جنسيات أفريقية عدة من الغرق في البحر المتوسط، قبالة الساحل الليبية، بعدما لاذوا هرباً باتجاه الشواطئ الأوروبية.
وأضاف ناطق باسم رئاسة أركان القوات البحرية الليبية أنه تم إعادة المهاجرين الفارين إلى قاعدة طرابلس البحرية وتسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.