حمدوك يحشد الدعم الأفريقي والدولي لحل النزاع الإثيوبي

وزيرا الخارجية الجزائري والإريتري يبحثان في الخرطوم أوضاع المنطقة

رئيس الوزراء السوداني (يمين) يبحث مع موفد الرئيس الإريتري تطورات الأوضاع في إثيوبيا (سونا)
رئيس الوزراء السوداني (يمين) يبحث مع موفد الرئيس الإريتري تطورات الأوضاع في إثيوبيا (سونا)
TT

حمدوك يحشد الدعم الأفريقي والدولي لحل النزاع الإثيوبي

رئيس الوزراء السوداني (يمين) يبحث مع موفد الرئيس الإريتري تطورات الأوضاع في إثيوبيا (سونا)
رئيس الوزراء السوداني (يمين) يبحث مع موفد الرئيس الإريتري تطورات الأوضاع في إثيوبيا (سونا)

تُجري في الخرطوم مشاورات إقليمية ودولية رفيعة تتناول الأوضاع المتوترة في إثيوبيا، بين أكثر من مسؤول إقليمي ودولي، فيما وصل إلى السودان كل من وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة، ومستشار الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، يماني قبرآب، ووزير خارجيته عثمان صالح، إلى جانب مباحثات أجرتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو، في وقت سابق، والزيارة المرتقبة لرئيسة المعونة الأميركية لكل من السودان وإثيوبيا.
وشهدت الخرطوم مباحثات بين وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة والمسؤولين السودانيين، تتناول الأوضاع في الإقليم، بما في ذلك تطورات سد النهضة والعلاقات الأفريقية الإسرائيلية، يلتقي خلالها كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووصيفته وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.
ووصل العمامرة إلى السودان أمس، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يسلم خلالها رسالة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لرئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ويعقد لقاءات مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ووزيرة الخارجية مريم الصادق.
وتعد زيارة المسؤول الجزائري للسودان هي الأولى من نوعها لمسؤول بهذا الوزن منذ سقوط نظام الإسلاميين في ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019 الشعبية، وذلك رغم العلاقات التاريخية والأزلية بين البلدين، وتشابك دوريهما في ملف الأوضاع في ليبيا.
ولم تكشف الدبلوماسية السودانية طبيعة وأجندة الزيارة، لكنّ مصادر دبلوماسية أبلغت «الشرق الأوسط» أن الزيارة ستتناول تعقيدات مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، والأوضاع على حدود السودان مع إثيوبيا، فضلاً عن العلاقات الأفريقية - الإسرائيلية، ومنح إسرائيل عضوية مراقبة في الاتحاد الأفريقي التي ترفضها الجزائر، إلى جانب احتمال تناول ملف الصراع الليبي المجاور لكلا البلدين.
وفي سياق متصل، تسلم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، رسالة شفوية من الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وتطور الأوضاع في الإقليم، لا سيما الأوضاع في الجارة إثيوبيا، لدى استقباله وفد إريتريا المكون من مستشار رئيس إريتريا السياسي يماني قبرآب، ووزير الخارجية عثمان صالح اللذين وصلا إلى البلاد، مساء أول من أمس.
وذكرت نشرة صحافية صادرة عن إعلام مجلس الوزراء حصلت عليها «الشرق الأوسط» أمس، أن زيارة الوفد الإريتري، جاءت عقب سلسلة الاتصالات التي قام بها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك رئيس الدورة الحالية لمجموعة دول «إيغاد»، مع عدد من رؤساء دول المجموعة والقادة الأفارقة حول الأوضاع في إثيوبيا.
وذكرت النشرة أن اتصالات حمدوك أكدت ضرورة حشد الدعم الأفريقي ودعم «إيغاد»، من أجل الوصول لحلول سلمية وسياسية في إثيوبيا، بما يضمن وحدتها ويتوافق مع رغبة الشعب الإثيوبي، مع أولوية مخاطبة القضايا الإنسانية العاجلة. وأبلغ حمدوك الوفد الإريتري التزام السودان ودول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد»، ببذل الجهود المطلوبة كافة، بما يحفظ الاستقرار في الإقليم بكامله، ودعم أجندة السلام في المنطقة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.