صدّت القوات الأفغانية، اليوم (الخميس)، هجوماً شنّته حركة «طالبان» في محيط هرات، كبرى مدن غرب أفغانستان، وثالثة كبرى مدن البلاد من حيث عدد السكان، والواقعة قرب الحدود الإيرانية، وفق ما أعلنت السلطات.
وسيطر المتمردون الأفغان أخيراً على مناطق عدة في ولاية هرات، وعلى معبرين حدوديين فيها، هما إسلام قلعة، نقطة العبور الرئيسية مع إيران، وتورغندي، نقطة العبور مع تركمانستان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدّث باسم حكومة الولاية جيلاني فرهد، إنّ «مقاتلي (طالبان) شنّوا الليلة الماضية هجمات قرب مدينة هرات؛ خصوصاً في منطقة غزارة» الواقعة على مسافة نحو 50 كيلومتراً إلى الجنوب من وسط مدينة هرات، عاصمة الولاية البالغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة. ووقعت معارك أخرى في منطقة كرخ المحاذية لهرات شرقاً.
وتابع المتحدث: «لحسن الحظ، صدّت قوات الأمن الأفغانية هجماتهم»، موضحاً أنّ منطقة غزارة لا تزال تشهد اشتباكات متفرقة.
وانتشرت وحدات من القوات الأفغانية وأخرى من ميليشيات تابعة لإسماعيل خان، زعيم الحرب النافذ والمناوئ لـ«طالبان»، حول هرات.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة مقتل 4 عناصر في قوات الأمن في معارك وقعت على مسافة نحو 5 كيلومترات من أطراف المدينة. وأضاف أنّ ما بين 30 و40 من مقاتلي «طالبان» قتلوا في المنطقتين اللتين شهدتا المعارك. إلا أنه يتعذّر التثبّت من صحّة هذا الرقم من مصدر مستقل.
وإسماعيل خان زعيم حرب أفغاني مخضرم قاتل قوات الاحتلال السوفياتية وساعدت ميليشياته القوات الأميركية في الإطاحة بـ«طالبان» عام 2001 بعدما رفضت الحركة تسليم زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن للولايات المتحدة إثر هجمات 11 سبتمبر (أيلول).
وكان خان تعهد مطلع يوليو (تموز) بمقاتلة «طالبان» والتصدّي لتقدّمهم الميداني في ولاية هرات التي تُعدّ معقلاً له، وقال: «سوف نذهب قريباً جداً إلى الجبهات الأمامية، وبعون الله نقوم بتغيير الوضع».
وفي مطلع مايو (أيار)، شنّت «طالبان» هجوماً واسع النطاق ضدّ القوات الأفغانية بالتزامن مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من أفغانستان. وفي غضون 3 أشهر، سيطر مقاتلو الحركة المتشدّدة على مساحات ريفية شاسعة في مواجهة قوات أفغانية لم تظهر إلى الآن مقاومة فعلية.
القوات الأفغانية تصدّ هجوماً لـ«طالبان» على كبرى مدن الغرب
القوات الأفغانية تصدّ هجوماً لـ«طالبان» على كبرى مدن الغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة