جنرال أميركي يشيد بكفاءة الدفاعات السعودية... ويحذر من خطر المسيّرات

أكد الجنرال أليكسوس غرينكيويتش رئيس العمليات بالقيادة المركزية الأميركية أن الطائرات المسيرة تمثل مصدر تهديد للأمن الوطني لكثير من الدول، مرجعاً ذلك إلى انتشارها وقلة تكلفة شرائها وسهولة تصنيعها ومدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه.
كما أشاد بكفاءة القوات الجوية السعودية وقوات الصواريخ الذين قاموا بعمل رائع في الدفاع عن المملكة، وأضاف «في العراق واليمن يتم تخزين هذه الطائرات في مخازن، وإذا تعرفنا على الأشخاص الذين يحركون الطائرات وآثارهم وإيقافهم قبل أن يتم إطلاقها يمكننا إيقاف هذه الهجمات، كما يمكننا الطلب من الشركات ألا تبيع الطائرات للجهات الإرهابية».
وأفاد الجنرال الأميركي خلال محاضرة ألقاها بمقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أمس عن «الطائرات المسيرة»، بأن مواجهة الجانب الفكري أمر حيوي وحاسم في محاربة الإرهاب، لافتاً إلى أن ما يقوم به التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يصب في هذا الاتجاه.
وأوضح غرينكيويتش أن الجماعات المتطرفة سواء الإسلامية أو المسيحية والعلمانية تستخدم الجانب الفكري وتقوم بتحريفه لخدمة أغراضها الخاصة. وأضاف «عندما أنظر للجانب الفكري للجماعات الإرهابية، هنا تركزون كثيراً على الدين الإسلامي الحنيف باعتباره ديناً يجنح للسلم، كذلك في الدول المسيحية الشيء نفسه البعض يشوهون المسيحية وفي الدول العلمانية الأمر كذلك، الإرهاب عمل سياسي لذلك يأخذون الفكرة ويقومون بتحريفها لأغراضهم الخاصة وهذا هو الخطر، لابد من معالجة ذلك إذا أردنا هزيمة الإرهاب جميعاً».
وأشاد رئيس العمليات بالقيادة المركزية الأميركية جهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، لا سيما في الجانب الفكري، وقال «تركزون على هزيمة الجانب الفكري وهو الجانب الأهم».
وأضاف «كانت زيارتي مقر التحالف الإسلامي رائعة، تفاجأت عندما استمعت للإيجاز وجوانب العمل وما أنجز حتى الآن، أشكر السعودية لبذل هذه الجهود الكبيرة للقيام بهذا العمل الكبير، ليكون هناك مركز إسلامي لمحاربة الإرهاب وجوانب الإعلام ومحاربة تمويل الإرهاب».
وفي حديثه عن الطائرات المسيرة، أشار الجنرال إلى أن الطائرات المسيرة تمثل مصدر تهديد للأمن الوطني لكثير من الدول بسبب انتشارها وقلة تكلفة شرائها وسهولة تصنيعها ومدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه، مبيناً أن كثيرا من الدول تُصنّع مثل هذا النوع من الطائرات إضافة الى الشركات التجارية التي تقوم بتصنيعها وبيعها لأغراض تجارية.
ووفقاً للجنرال غرينكيويتش فإن خطورة مثل هذه الطائرات يكمن في تحويلها من الاستخدام التجاري والمدني، لأغراض عسكرية تُستخدم من قبل الجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أن العديد من الدول والحكومات لا تكتفي بإنتاج هذه التقنية ولكن علاوة على ذلك تقوم بتصديرها وتزويد وكلائها بدول أخرى بهذه التقنية لأغراض تخريبية.
ولفت مدير العمليات في القيادة المركزية الأميركية إلى صعوبة الدفاع لمثل هذه الأنواع من المسيرات، حيث برمجة إطلاقها يسهل على الجماعات الإرهابية إطلاقها من وجهات مختلفة، إلى جانب صِغر حجمها الذي يعتبر أحد أهم مصادر الخطر، حيث احتمالية عدم رصدها بأجهزة الرادار نظراً لتحليقها في نطاق منخفض جداً.
وأكد الجنرال على أن الوقاية من هذه الهجمات يكمن في رصد الاستطلاع المبكر لهذه المسيرات في أماكن تخزينها وإطلاقها قبل استخدامها، مشدداً على التنسيق والتعاون الدقيق بين الدول المتحالفة على إدراك هذا الخطر والتحسب له مبكراً قبل استفحاله وذلك بالتعاون وتبادل المعلومات والخبرة العسكرية، ومراقبة الإنتاج الصناعي للطائرات المسيرة حتى لا تقع في أيدي الجماعات الإرهابية.
وقال غرينكيويتش إن إيران ترسل الطائرات المسيرة للحوثيين في اليمن، ولمليشياتها في العراق، مبيناً أن القوات الأميركية في العراق تصدت خلال الأشهر الماضية للعديد من الهجمات عبر طائرات مسيرة إيرانية.
من جانبه أكد اللواء محمد المغيدي أمين عام التحالف الإسلامي، أن هذه المحاضرة تأتي في إطار التعاون المشترك المعني بمحاربة الإرهاب بشتى مجالاته وأدواته بين التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والولايات المتحدة الأميركية كدولة داعمة للتحالف.