بري يدعم اقتراح الحريري لتعليق الحصانات في «تفجير المرفأ»

«التيار» يرفض تعديل الدستور... و«الاشتراكي» يدرسه

TT

بري يدعم اقتراح الحريري لتعليق الحصانات في «تفجير المرفأ»

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه يدعم اقتراح كتلة «المستقبل» الذي أعلن عنه الرئيس سعد الحريري والقاضي بتعليق بعض المواد الدستورية المتعلقة بحصانات النواب والرؤساء والوزراء، وتعليق الامتيازات الممنوحة للقضاة والموظفين والمحامين والأمنيين فيما يتعلق بالأذونات بملاحقتهم، فيما رأى «التيار الوطني الحر» أنّه يجب رفع الحصانات عن النواب في المجلس النيابي من دون حاجة لتعديل الدستور.
وبعد يومين على إعلان الحريري عن اقتراح تعليق الحصانات الدستورية لمحاكمة كل المدعى عليهم والمشتبه بهم في ملف انفجار مرفأ بيروت، بدأ وفد «المستقبل» جولاته على الكتل السياسية. وأكد بري أن المجلس النيابي في قضية انفجار المرفأ «وبعيداً عن كل ما يُثار من غبار سياسي وإعلامي تحريضي وغير مبرر على مؤسسة المجلس النيابي ومحاولات مكشوفة للاستثمار الرخيص على دماء الشهداء وأوجاع الجرحى وآلام المكلومين والمتضررين»، فإنه «تعاطى منذ اللحظات الأولى مع هذه الفاجعة والمأساة الوطنية والإنسانية من موقع الحاضن لها».
وقال: «أصابع الاتهام يجب أن توجه إلى من يحاول الاستثمار على الدماء لأغراض باتت مكشوفة»، مضيفاً «أولوية المجلس النيابي كانت وستبقى التعاون التام مع القضاء من أجل معرفة الحقيقة كاملة وهي (أي الحقيقه) لا تحتمل (الزيادة ولا النقصان) ولا تحتمل تجهيل الفاعل وتضييع بوصلة الحقيقة».
وأكد بري أن «المجلس النيابي وضمناً كتلة التنمية والتحرير على أتم الاستعداد لرفع الحصانات عن الجميع من دون استثناء بما في ذلك عن القضاء الذي وضع يده على قضية النيترات منذ لحظة رسو الباخرة المشؤومة إلى لحظة حدوث الانفجار، نعم مع تعليق الكل الحصانات تماشيا مع الاقتراح الذي تقدمت به كتلة المستقبل». وقال بري: «أصابع الاتهام لا تُوجه إلى من تعاون وسيتعاون إلى أقصى الحدود مع القضاء، أصابع الاتهام يجب أن تُوجه إلى من يحاول الاستثمار في الدماء لأغراض باتت مكشوفة».
من جهته، أوضح النائب سمير الجسر الذي ترأس وفد «المستقبل»، أن «الهدف من هذين القانونين، أولا حسم الجدل بعملية أن الدستور يحمي، طبعا هناك نصوص دستورية تحمي أكيد، ولكن أيضا هناك بعض الناس لديهم رأي بتجاوز النصوص الدستورية، وهذا الأمر موضع جدل كبير». واستطرد: «إذا استمررنا بهذه الحالة سيكون هناك بالقضية الواحدة 3 فئات تحاكم أمام 3 جهات مختلفة» وقال: «نحن مع توحيد هذا الأمر، نعتبر أن كل الناس سواسية، وكل الناس إذا كانوا سيحاكمون فيجب أن يحاكموا أمام هيئة واحدة هي المجلس العدلي، ولذلك لجأنا إلى تحضير هذه القوانين».
واستكمالاً لجولته على الكتل النيابية، التقى الوفد بوفد من «التيار الوطني الحر». وقال النائب إبراهيم كنعان: «استمعنا إلى الاقتراحات التي قدّمها وفد المستقبل، وأبدينا بعض الملاحظات حول خلفيات بعض البنود الواردة فيها ومدى تطابقها مع الهدف المنشود الذي يجب أن يؤمن حسن سير العدالة، كما سلمنا الوفد نسخة عن رسالة لرئاسة المجلس سنقوم بتسليمها غدا»، آملاً في «أن نكون جميعاً من دون استثناء أمام جلسة نيابية ترفع الحصانات وتؤكد أحقية صلاحية المحقق العدلي، بالمثول أمامه من دون استثناءات».
ورداً على سؤال قال كنعان: «نحن مع رفع الحصانات في كل الملفات، وأن لا تبقى أي حصانة على أي شخص ولكن دون إبطاء، فتعليق الدستور يخضع في النهاية لآليات التعديل التي تستوجب وجود حكومة ودورة عادية للمجلس النيابي بالإضافة إلى مشروع قانون من الحكومة خلال مهلة 4 أشهر من إبلاغ رئيس المجلس الحكومة الاقتراح النيابي، وهذا قد يؤدي إلى وقف المسار». وقال كنعان لقناة «إم تي في»: «نرفض العريضة لأنّه يجب رفع الحصانات بالتصويت في المجلس النيابي من دون حاجة لتعديل الدستور».
وبعد زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، قال أمين السر العام في الحزب الاشتراكي ظافر ناصر: «نحن مع رفع الحصانات وقلنا إن التحقيق يجب أن يبقى تحقيقا عدليا عند المحقق العدلي وسندرس اقتراح (المستقبل) مع تأكيدنا على موقفنا الأساسي أننا مع رفع الحصانات».
إلى ذلك، قرّر مجلس نقابة المحامين في طرابلس في جلسته التي انعقدت أمس برئاسة النقيب محمد المراد، منح الإذن بملاحقة المحامي يوسف فنيانوس في قضية انفجار مرفأ بيروت باعتبار الفعل المنسوب إليه غير ناشئ عن ممارسة مهنة المحاماة ولا هو بمعرضها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.