راشفورد: إعادة رسم صورتي على الجدارية جعلتني صامداً في أسوأ فترات حياتي

في أعقاب الإساءة العنصرية التي تعرض لها بعد إضاعة ركلة ترجيح بالمباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية

الجماهير تحمل رسائل الدعم لراشفورد أمام جداريته في مانشستر (رويترز)
الجماهير تحمل رسائل الدعم لراشفورد أمام جداريته في مانشستر (رويترز)
TT

راشفورد: إعادة رسم صورتي على الجدارية جعلتني صامداً في أسوأ فترات حياتي

الجماهير تحمل رسائل الدعم لراشفورد أمام جداريته في مانشستر (رويترز)
الجماهير تحمل رسائل الدعم لراشفورد أمام جداريته في مانشستر (رويترز)

أشار نجم المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد إلى أن اللوحة الجدارية التي رُسمت له في مانشستر وتدفق الدعم من الجماهير له قد رفع روحه المعنوية في واحدة من «أسوأ فترات حياته من الناحية النفسية».
ورُسمت لوحة جدارية جديدة لراشفورد على مبنى نادي كرة قدم محلي وعليها عبارة: «الأمل يهزم الكراهية».
وترتبط اللوحة الجدارية الجديدة في جنوب مانشستر بأرشيف رقمي للرسائل المتبقية على الجدارية التي تُظهر وجه اللاعب، على بُعد ميلين في ضاحية ويثينغتون.
وقال راشفورد إن هذا الدعم قد عزز إيمانه بـ«قوة المجتمع»، مشيراً إلى أنه أراد أن يلتقط هذا الشعور و«يخزنه لمزيد من الناس لتجربته».
جاء ذلك في أعقاب الإساءة العنصرية التي تعرض لها اللاعب على الإنترنت، وتخريب الجدارية الأصلية، بعد أن أضاع ركلة جزاء في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 هذا الشهر.
وكُشف عن الجدارية الجديدة و«جدار الأمل» الرقمي يوم الجمعة الماضي؛ وهو اليوم الذي كان من المقرر أن تُزال فيه الرسائل العنصرية المكتوبة، رغم أن هطول الأمطار الغزيرة جعل أمناء المجلس المحلي يقولون إن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول.
ويقول إد ويلارد، الشريك المؤسس لمشروع «حوائط ويثينغتون» الذي يهدف لتجميل حوائط المباني في مدينة مانشستر، إن هذا المشروع قد «تلقى موجة تسونامي من الدعم»، مشيراً إلى العديد من الرسائل الرائعة المنشورة، مثل: «الحب 1 - الكراهية 0».
وكانت اللوحة الجدارية لماركوس راشفورد قد «رُسمت في البداية لغرض واحد، وهو الاحتفال بالعمل الذي قام به ماركوس في مجال مساعدة الأطفال الفقراء»، ثم اتخذت «معنى جديداً يركز بشكل كامل على الحب»، على حد قول ويلارد.
وقال اللاعب في بيان إن «الصور اللامتناهية التي تجري مشاركتها من الزيارات لهذه الجدارية جعلتني أشعر بالسعادة الغامرة».
وأضاف أنه يأمل أن تعمل هذه الرسائل - التي قال إنها ليست رسائله فحسب بل تخص الجميع - «على جلب السعادة لكثيرين لشهور مقبلة».
ويقول ويلارد، وهو مهندس مدني، إنه وجد نفسه بالصدفة متحدثاً رسمياً عن جدارية راشفورد بعد أن استيقظ مبكراً لإنقاذ الجدارية من التخريب. وبعد تجميع المشروع الجديد في 7 أيام، سيلعب ويلارد أيضاً دوراً مهماً من خلال الحفر بيده على غطاء من الفينيل لحماية رمز الاستجابة السريعة الذي يمكن للزوار مسحه ضوئياً لعرض الأرشيف الرقمي لصور كل الرسالة المتبقية على الحائط.
ويمكن لأي شخص آخر مشاهدة ذلك أيضاً عبر الإنترنت على موقع bt.com-wallofhope.
أما الفنانان اللذان يقفان وراء التصميم، أوسكار وكاتي جونز، فيعيشان في تلك المنطقة المحلية. ووصف أوسكار هذا العمل بأنه مظهر من مظاهر «الانفتاح ورغبة الأشخاص في دعم بعضهم بعضاً وكأنهم يودون أن يقولوا: هذا ما نحن عليه في مدينة مانشستر».
وتقول جونز إنها تمكنت من تجنب رؤية الإساءات العنصرية الموجهة إلى راشفورد وزملائه عبر الإنترنت، لأنها غُمرت بالرسائل الإيجابية، مشيرة إلى أن الأمل يتغلب على الكراهية.
وتقول جونز إن أسلوب الحروف المرسومة باليد يعبر عن «سلطة الناس»، مضيفة: «ينبغي ألا نشعر أننا استخدمنا رسوماً مطبوعة بطريقة سهلة، بل يجب أن نشعر كأننا نقف في الشمس ونتعرق ونرسم». وقال ويلارد إنه في البداية كان يشعر ببعض الخوف بشأن قبول رعاية من الشركات لأن «نزاهة المشروعات» كانت مهمة للمجموعة. ومع ذلك، قال إن حملة «بي تي هوب يونايتد» حملة مهمة، وتساعد الفنانين على الاحتفاظ بقدراتهم الإبداعية.
وستدعم الحملة أيضاً نادي «كينغسواي أتليتيك» في تجديد ناديه الجديد. وكان الفريق المحلي في منطقة ليفينشولمي، والذي يلعب له ابن ويلارد، قد انتقل للتو إلى مبنى متهدم في «كرينغل بارك». ووصف ويلارد النادي بأنه «بيئة حاضنة لأطفال جنوب مانشستر، مثل ماركوس راشفورد»، والتي تعلم الفتيات والفتيان في الفريق أن اللعب لا يتعلق بالفوز فقط؛ بل يتعلق بالاحترام أيضاً.


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».