واشنطن ترغب في «تسريع» مسار تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء

ناصر بوريطة مستقبلاً مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط في الرباط أمس (ماب)
ناصر بوريطة مستقبلاً مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط في الرباط أمس (ماب)
TT

واشنطن ترغب في «تسريع» مسار تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء

ناصر بوريطة مستقبلاً مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط في الرباط أمس (ماب)
ناصر بوريطة مستقبلاً مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط في الرباط أمس (ماب)

قال جوي هود، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، أمس، أن واشنطن ترغب في أن يسير مسار تعيين مبعوث أممي جديد للصحراء المغربية «بسرعة أكثر»، وأنها على استعداد للمشاركة مع جميع الأطراف لدعم هذا المبعوث.
وأضاف هود موضحاً «إننا ندعم عملیة سیاسیة ذات مصداقیة، تقودها الأمم المتحدة لتحقیق الاستقرار، ووقف أي أعمال عدائیة. ونحن نتشاور مع مختلف الأطراف حول أفضل السبل لوقف العنف وتحقیق تسویة دائمة».
وتابع هود في بيان، صدر إثر استقباله من طرف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في الرباط أمس، إن واشنطن «تدعم جهود الأمم المتحدة» من أجل تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للصحراء «بأسرع ما يمكن».
من جهة أخرى، عبّر مساعد وزير الخارجية الأميركي عن سروره لتنظيم أول رحلة تجارية بين إسرائيل والمغرب (من تل أبيب إلى مراكش)، نهاية الأسبوع الماضي. وقال لهذا الخصوص، إن الولايات المتحدة «ترحب بمجهودات المغرب لتحسين العلاقات مع إسرائيل، حيث ستعود هذه العلاقات على كلا البلدين بفوائد طويلة الأمد». معبراً عن تقديره لدعم المغرب المستمر جهود الأمم المتحدة في ليبيا، ودعمه لإخراج القوات الأجنبية من ليبيا، والتحضير لانتخابات وطنية ناجحة، باعتبارها «خطوة أساسية لليبيا مستقرة موحدة وديمقراطية».
وخلال اللقاء، ناقش الطرفان التطورات الإقليمية في المنطقة، خاصة ما يجري حالياً، لا سيما أن بوريطة استقبل الثلاثاء من قبل الرئيس التونسي قيس سعيّد في قصر قرطاج بتونس، حاملاً رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس للرئيس سعيّد.
وتندرج رسالة العاهل المغربي، حسب وكالة الأنباء المغربية، في إطار علاقات الأخوة والتضامن القائمة بين البلدين المغاربيين الشقيقين. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن رسالة ملك المغرب هي «رسالة دعم وتضامن مع الرئيس سعيّد وتونس».
من جهة أخرى، أوضح المسؤول الأميركي، أن زيارته للمغرب «هي فرصة لمناقشة كيفية جعل الشراكة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة والمغرب أكثر قوة، تحت قيادة الملك محمد السادس»، خاصة في خضم تخليد الذكرى المئوية الثانية لأول بعثة دبلوماسية للولايات المتحدة بالمغرب، وهي المفوضية الأميركية بطنجة، و«الاحتفال بـ200 سنة من الصداقة بين بلدينا».
وقال هود، إن العلاقات مع المغرب «قديمة تعود إلى استقلال الولايات المتحدة، حيث كان المغرب أول بلد يعترف بالولايات المتحدة الناشئة». وعبّر هود عن دعم المغرب المستمر للقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تتمثل في السلام في الشرق الأوسط والاستقرار والأمن، والتنمية في جميع أنحاء المنطقة والقارة الأفريقية.
وأضاف هود «نعمل معاً للقضاء على جائحة كورونا»، حيث تبرعت الولايات المتحدة بأكثر من 300 ألف لقاح «جونسون أند جونسون»، واستثمرت أكثر من 15 مليون دولار للتصدي لوباء «كورونا» في المغرب، بتعاون مع وزارة الصحة المغربية وشركاء آخرين؛ وذلك بهدف الرفع من مستوى الوعي بمخاطر الفيروس، وتدريب العاملين في مجال رعاية الصحية، ودراسة فاعلية اللقاحات، وتوفير معدات ولوازم النظافة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.