اكتشف تلسكوب «هابل» الفضائي أدلة على وجود بخار الماء في الغلاف الجوي حول قمر كوكب المشتري «غانيميد»، أكبر قمر في نظامنا الشمسي، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ويتكون بخار الماء عندما يتحول السطح الجليدي للقمر من مادة صلبة إلى غاز، وهي عملية تسمى التسامي. اكتشف علماء الفلك بخار الماء هذا أثناء استخدام مجموعة من الملاحظات الجديدة والأرشيفية من «هابل». نشرت دراسة عن النتائج التي توصلوا إليها يوم الاثنين في مجلة «نيتشر أسترونومي».
وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن «غانيميد» - وهو تاسع أكبر جسم في نظامنا الشمسي - يحتوي على كمية من الماء أكثر من جميع محيطات الأرض مجتمعة، رغم أن القمر أصغر بمقدار 2.4 مرة من كوكبنا.
لكن «غانيميد» شديد البرودة، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 300 درجة فهرنهايت تحت الصفر (- 184 درجة مئوية)، بحيث يكون السطح عبارة عن قشرة ثلجية من الماء المتجمد. ومن المحتمل أن يكون هناك محيط مالح تحت هذه القشرة بحوالي 100 ميل (161 كيلومتراً).
وأكد الباحثون أنه لا توجد طريقة لتبخر المحيط عبر القشرة الجليدية لتكوين بخار الماء.
وبالإضافة إلى كونه أكبر قمر طبيعي في نظامنا الشمسي، فإن «غانيميد» هو أيضاً القمر الوحيد الذي يمتلك مجالاً مغناطيسياً. يتسبب ذلك في توهج الشفق حول القطبين الشمالي والجنوبي للقمر.
والتقط تلسكوب «هابل» أول الصور بالأشعة فوق البنفسجية لـ«غانيميد» في عام 1998. وكشف عن هذه الظاهرة. في البداية، اعتقد الباحثون أن هذا الشفق كان بسبب الغلاف الجوي للأكسجين النقي، والذي تم اكتشافه لأول مرة باستخدام نفس التلسكوب في عام 1996. لكن بعض الميزات لا يمكن تفسيرها بل بدت مختلفة قليلاً عن بعضها البعض.
ويمكن أن تختلف درجة حرارة سطح «غانيميد» بشكل كبير على مدار اليوم. في وقت الظهيرة عند خط الاستواء على القمر، يصبح الجو دافئاً بدرجة كافية لتسامي السطح الجليدي، أو إطلاق كميات صغيرة من جزيئات الماء - وهو ما يفسر الاختلافات التي شوهدت في الصور فوق البنفسجية التي التقطها «هابل».
ورغم أن قشرة «غانيميد» الجليدية صلبة مثل الصخور، فإن تدفق الجسيمات المشحونة من الشمس يكفي للتآكل وإطلاق بخار الماء.
https://twitter.com/NASAHubble/status/1419674874906357761?s=20
وتنطلق مهمة «جوس» التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، في عام 2022، وستصل إلى كوكب المشتري في عام 2029 وستقضي ثلاث سنوات بمراقبة الكوكب العملاق وأقماره الثلاثة الأكبر. سيتم تضمين «غانيميد» في هذا الاستطلاع، ويأمل الباحثون في معرفة المزيد عن القمر كموطن محتمل للحياة.
ويمكن أن يساعد فهم المزيد عن «غانيميد» الباحثين في معرفة الكثير حول كيفية تشكل وتطور عمالقة الغاز مثل كوكب المشتري وأقماره بمرور الوقت - وما إذا كانت الأقمار الجليدية، المنتشرة عبر نظامنا الشمسي، هي بيئات صالحة للسكن.