أسطورة الجمباز بايلز تصدم جمهورها بالغياب عن المسابقة الكاملة في الأولمبياد

سيمون تُرجع أزمتها العقلية للتوتر ونوبات الذعر

نجمة الجمباز الأميركية سيمون بايلز (رويترز)
نجمة الجمباز الأميركية سيمون بايلز (رويترز)
TT

أسطورة الجمباز بايلز تصدم جمهورها بالغياب عن المسابقة الكاملة في الأولمبياد

نجمة الجمباز الأميركية سيمون بايلز (رويترز)
نجمة الجمباز الأميركية سيمون بايلز (رويترز)

ستغيب أسطورة الجمباز الأميركية سيمون بايلز عن المسابقة الكاملة للفردي غداً (الخميس)، في أولمبياد طوكيو، حسبما أعلن اتحاد بلادها، بعد يوم من انسحابها الصادم من مسابقة الفرق، وبالتالي لن تتمكن من الدفاع عن لقبها.
وأعلن الاتحاد الأميركي للجمباز اليوم (الأربعاء)، انسحاب النجمة بايلز من نهائي مسابقة الفردي العام ضمن منافسات الجمباز الفني بدورة الألعاب الأولمبية المقامة بالعاصمة اليابانية طوكيو «من أجل التركيز على صحتها الذهنية».
وذكر الاتحاد الأميركي للجمباز اليوم (الأربعاء): «بعد مزيد من التقييم الطبي، انسحبت سيمون بايلز من نهائي مسابقة الفردي العام». وأضاف: «نحن نؤيد قرار سيمون بكل إخلاص ونشيد بشجاعتها في منح الأولوية لسلامتها. فشجاعتها تُظهر من جديد جدارتها بأن تكون نموذجاً يُحتذى به لدى الكثيرين».
https://twitter.com/USAGym/status/1420266286441922562
وكانت بايلز (24 عاماً)، المتوجة أربع مرات في أولمبياد «ريو 2016» تسعى إلى أن تصبح أول لاعبة تحافظ على اللقب الأولمبي في مسابقة الفردي العام منذ أن حققت فيرا تشاسلافسكا، لاعبة تشيكوسلوفاكيا، ذلك الإنجاز في دورتي 1964 و1968 الأولمبيتين.
ولم تكن بايلز اللاعبة الأولى التي تكشف عن مشكلات متعلقة بالصحة الذهنية، إذ سبقتها لاعبة التنس اليابانية ناومي أوساكا، ما قد يجعلهما وجهَين يسهمان في إحداث تغيير جذري في النظر إلى هذه المسألة على نطاق واسع.
وقالت بايلز، أمس (الثلاثاء): «عليّ القيام بما هو مناسب لي وأن أركّز على صحتي العقلية وألا أعرّض صحتي ورفاهيتي للخطر».
سبق لبايلز أن ألمحت إلى أنها تشعر بالضغط الهائل في العاصمة اليابانية عندما كتبت عبر حسابها على «إنستغرام» منذ يومين: «أشعر حقاً أن حمل العالم كله ملقى على كتفيّ أحياناً».
وذكرت بايلز بعد انسحابها، أمس (الثلاثاء)، بشأن صحتها الذهنية: «لم أعد أثق بنفسي كما كنت سابقاً. لا أعرف ما إذا كان للعمر علاقة بذلك، بتُّ أتوتر أكثر عندما أمارس الجمباز. كما أنني أشعر أني لم أعد أستمتع كالسابق».

ولم تخفِ بايلز أن «العلاج ساعد كثيراً، بالإضافة إلى الأدوية... ولكن عندما تكون في مواقف يكون فيها التوتر عالياً، ينتابك الذعر نوعاً ما. لا تعرف كيف تتعامل مع هذه العواطف، خصوصاً في الألعاب الأولمبية».
وانهال الدعم من كل حدب وصوب على مواقع التواصل الاجتماعي للنجمة الأميركية، حيث شكرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» الأميركية هنرييتا فور على «تويتر» مواطنتها لأنها «مثال يُحتذى به وتُظهر للعالم أنه لا عيب في إعطاء صحتك الذهنية أولوية»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
https://twitter.com/unicefchief/status/1420141336771051522
ومُنيت أوساكا التي أضاءت المرجل في حفل الافتتاح وحلمت بالمجد الأولمبي على أرضها أيضاً أمس بانتكاسة، بخروجها من الدور الثالث لمنافسات كرة المضرب وأقرت بأن «الضغط كان حتماً كبيراً».
كانت اليابانية قد كشفت في وقت سابق من هذا العام عن معاناتها من مشكلات اكتئاب وقلق أبعدتها لفترة عن الملاعب.

ولا يقتصر الأمر على هاتين اللاعبتين، فقد كشف عدد من النجوم عن معاناتهم في التعامل مع الضغوط، أمثال أسطورة السباحة الأميركي مايكل فيليبس، ومواطنه لاعب كرة السلة كيفن لوف، والإنجليزي ماركوس راشفورد مهاجم مانشستر يونايتد لكرة القدم.
قالت جولي - آن تولبيرغ، الخبيرة في علم النفس الرياضي والصحافة الرياضية في جامعة موناش في أستراليا، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الصحة العقلية ظلت لفترة طويلة مخبأة بعد تقديم أداء ضعيف في الأحداث الرياضية التي تكون فيها الضغوط كبيرة، مثل الأولمبياد». وتابعت: «لكنّ الرياضيين يرغبون الآن في التحدث علناً عن الضغوط التي يعانون منها»، مضيفةً أن الناس يعانون من «القلق من الأداء» في جميع مناحي الحياة، وقد تفاقم ذلك في كل أنحاء العالم بسبب حالات الإغلاق للحد من تفشي جائحة فيروس «كورونا».
ولفتت تولبيرغ إلى أنه «هناك شبكات دعم متاحة لنا طوال الوقت، ونحن نشجع على طلب المساعدة. بات الناس يلجأون إلى هذه الخيارات لأنهم لم يعودوا خائفين جداً من تداعياتها في حال علم زملاؤهم في أماكن عملهم أنهم يعانون».
ورأت تولبيرغ أن الإجراءات لمكافحة الفيروس التي يواجهها الرياضيون في الألعاب، حيث يمكثون بشكل شبه دائم في القرية الأولمبية، ألقت بثقلها عليهم. وقالت: «أعتقد أن فقاعة القرية الأولمبية لها تأثير كبير على الرياضيين. اعتادوا على الخروج والاحتفال بعد منافساتهم، لكنهم الآن غير قادرين على القيام بذلك، لأول مرة في التاريخ الحديث».
وقالت كاتي كامكار، الاختصاصية في أبحاث علم النفس في مركز الإدمان والصحة العقلية في تورونتو، إن كلام بايلز سيساعد في «تطبيع الحديث» عن الصحة العقلية. وصرّحت في حديث لإذاعة «سي بي سي» بكندا: «كان هناك دائماً تركيز في عالم الرياضة على الظهور جاهزاً بدنياً وسليماً ذهنياً، وهذا يمكن أن يؤدي إلى استمرار نوع من المعاناة الصامتة والعزلة الذاتية».
وقالت آلي رايزمن، المتوجة بثلاث ذهبيات أولمبية وزميلة سابقة لبايلز في الفريق الأميركي للجمباز، إن الأخيرة كانت تحت ضغط هائل لأشهُر قبل «طوكيو» بسبب ثقل التوقعات. وقالت في حديث مع قناة محلية: «الضغط كبير ليتحمله أي شخص، إنها إنسانة».
وتساءلت رايزمن (27 عاماً) التي اعتزلت العام الماضي، عن نوع الدعم النفسي المتاح لبايلز والرياضيين الأميركيين الآخرين، إذ قالت في حديث مع شبكة «إي إس بي إن» إنه «عندما كنت أتمرن، لم تكن هناك موارد متاحة لنا للتحدث عن صحتنا العقلية أو حتى وسائل لفهمها». وتابعت: «يجب أن نسأل المنظمات مثل الاتحاد الأميركي للجمباز واللجنة الأولمبية الأميركية: ماذا تفعلون لدعم رياضييكم وكيف يمكننا أن نمنع الرياضيين من الشعور بأنهم يكافحون لدرجة أنهم لا يستطيعون إنهاء المنافسة؟».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.