براني موزيتش: إنهم يسرقون النوم من عيون الأطفال

ترجمة مشتركة لمختارات شعرية سلوفينية

براني موزيتش: إنهم يسرقون النوم من عيون الأطفال
TT

براني موزيتش: إنهم يسرقون النوم من عيون الأطفال

براني موزيتش: إنهم يسرقون النوم من عيون الأطفال

صدر حديثاً عن دار «صفصافة» للنشر والتوزيع المصرية مختارات شعرية لمجموعة من قصائد الشاعر السلوفيني براني موزيتش بعنوان «لا تترك أثراً بعدك» تتضمن قصائد من دواوين «القسم»، و«الشبكة»، و«فراشات»، و«تفاهات»، و«أيضاً تفاهات»، و«مخططات غير تامة لثورة ما».
استعار المترجمان محسن ومرجريت الهادي اسم إحدى القصائد وجعلاها عنواناً للمختارات، وهي واحدة من أطول القصائد التي تمت ترجمتها، أما باقي القصائد وعددها 47 قصيدة، فبعضها يتكون من أسطر قليلة لا تتجاوز الصفحة الواحدة، أو الصفحتين، وقد شارك في ترجمة القصائد عدد من المترجمين منهم عاشور فني ومحمد العمراوي وجلال حكماوي، وجولان حاجي، الذين ترجموا 7 قصائد، أما محسن الهادي ومارجيت الهادي فقد ترجما 41 قصيدة من المختارات التي جاء بعضها من اللغتين الإنجليزية أو الفرنسية وليس من السلوفينية وحدها.
ويعد برانه موزيتيش واحداً من الشعراء والكتاب والمترجمين السلوفينيين المهمين في الشعر في بلاده. وقد ولد في ليوبليانا عاصمة جمهورية سلوفينيا. ودرس اللغة الفرنسية وآدابها والأدب المقارن، وقد ابتدع في مجموعاته الشعرية الأخيرة أنماطاً موسيقية جديدة في الشعر السلوفيني، ساعياً من خلال ابتكاراته الشعرية إلى تنمية وتعظيم القوة والأصالة والعمق في قصائده، التي تلتقي فيها الحياة المدنية والمجتمع العصري كشريكين لحياة مضطربة تعاني من انفصام على مستويي الروح والضمير، وهو ما وضعه في مكانة بارزة بين أشهر مبدعي الشعر السلوفيني الحديث، وجعل قصائده تلقى اهتماماً كبيراً من جانب المترجمين للغات الأخرى، حيث تمت ترجمة أعماله إلى عدة لغات من بينها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، فضلاً عن العربية التي جاءت المختارات تعبيراً عنها. وتتسم قصائدها بمشاعر فياضة ضد الإنسان وحصاره، وهو ما يمكن ملاحظته في قصيدة «سحرة المدن الكبرى في جبروتهم» التي يقول فيها:
ينشرون عدم التسامح والضيق بأيديهم،
يجففون الآبار، وأحياناً يصيبون
السائقين بالعَشَى أو يرشون السم
في الكؤوس على الشرفة، في الليل يسرقون
النوم من عيون الأطفال ومن الكائنات المتعانقة
يأخذون كل إحساس وكل رغبة بالإحساس
السحرة الصامتون وضعوا حبلاً في طريق
جارنا، وسرقوا الإرادة من زوجته، والألوان
من الزهور، والرائحة من الشعْرِ، أسكنوا
الآلام في الرؤوس والخوف في القلوب.
ولا يتوقف دور موزيتيش الإبداعي عند حدود الشعر الذي قدم من خلاله 13 ديواناً، بل يكتب أيضاً الرواية والقصة القصيرة، وقد صدرت له مجموعة «المعاناة» 1993، وروايتا «الملائكة» 1996 و«الحكاية المفقودة» 2001. كما يكتب قصصاً مصورة للأطفال منها «بلاد القنابل وبلاد الحشائش» 2013، التي ترجمت إلى العربية، وصدرت عن دار «صفصافة» بالقاهرة عام 2014، أما عن ترجماته نقل إلى اللغة السلوفينية أعمال العديد من الشعراء الفرنسيين مثل رامبو وجينيه وفوكو، كما أشرف على تحرير عدد من الأنطولوجيات والترجمات الشعرية والأدبية التي أصدرتها عديد من دور النشر في أوروبا، وتأتي في سياق دوره البارز في التعريف بالشعر السلوفيني ونشره في العديد من بلدان العالم.
يذكر أن محسن الهادي مترجم المختارات من أصل يمني ويحمل الجنسية السلوفينية ويقيم في سلوفينيا منذ سنوات طويلة، وقام بالتعاون مع زوجته السلوفينية مارجيت الهادي بترجمة معاني القرآن إلى اللغة السلوفينية عام 2014، كما قاما بعدة ترجمات أخرى منها «مختارات من الشعر السلوفيني المعاصر» 2009، و«متوازيات» للكاتبة سوزانا تراتنيك عن دار «صفصافة» 2015.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.